الشرقية.. الموت تحت الأنقاض كابوس دائم يهدد قاطنى العشوائيات

الشرقية.. الموت تحت الأنقاض كابوس دائم يهدد قاطنى العشوائيات
- أعمال التطوير
- أكوام القمامة
- أهالى المنطقة
- الثانوية العامة
- الصرف الصحى
- العاشر من رمضان
- المناطق الصناعية
- المناطق العشوائية
- بنى آدم
- آمنة
- أعمال التطوير
- أكوام القمامة
- أهالى المنطقة
- الثانوية العامة
- الصرف الصحى
- العاشر من رمضان
- المناطق الصناعية
- المناطق العشوائية
- بنى آدم
- آمنة
وسط مبانٍ شاهقة على الطرز الحديثة، تنتشر فى مختلف مدن محافظة الشرقية، توجد العديد من المنازل والبيوت العتيقة، تآكلت جدرانها وتصدعت أسقفها، تضم بين جدرانها مئات الأسر، يهددهم الموت من كل جانب، إما تحت أنقاض المبانى المتهالكة، أو بسبب تفشى الأمراض والأوبئة الناتجة عن غرق منازلهم وسط برك المجارى وأكوام القمامة، ولكن تبقى أفئدتهم متعلقة بـ«أمل» أن يصلهم «قطار التطوير»، وأن يلقوا «معاملة آدمية» من قبل المسئولين، يحلمون بفرصة لعيش حياة كريمة لهم ولأبنائهم.
«احنا مضطرين نعيش هنا، كلنا ناس غلابة، مفيش حد قادر يشترى شقة أو حتى يؤجر شقة فى مكان كويس، يعنى هنعيش هنا ونموت هنا»، بتلك الكلمات بدأت «أمال أحمد»، إحدى سكان المساكن الشعبية بمدينة أبوحماد، حديثها لـ«الوطن»، عن حال أسرتها وغيرها من الأسر التى تعيش داخل ما يسمونها «عمارات الموت»، وقالت السيدة التى تجاوزت الـ70 من عمرها، بينما كانت تصطحبنا فى جولة داخل شقتها: «أعيش هنا مع ابنى وزوجته وأبنائهما الأربعة، والشقة عبارة عن حجرتين وصالة ومطبخ وحمام، مساحتها صغيرة جداً»، وأشارت «أمال» بيدها ناحية جدران شقتها، التى تخللتها الشقوق والتصدعات، قبل أن تستكمل حديثها قائلةً: «عايشين هنا من أكتر من 20 سنة، مفيش حد بيسأل فينا، وكل لما يظهر شرخ فى الحيطة، بنغطيه بشوية أسمنت ورمل».
{long_qoute_1}
والتقط «أسامه دومة» طرف الحديث قائلاً: «تفاقم مشكلة الصرف الصحى والطفح المستمر فى المنطقة، أدى إلى تسرب تلك المياه إلى أساسات المبانى والجدران، مما يعرضها لمزيد من الأضرار والتهالك»، وتابع: «تقدمنا بالعديد من الشكاوى لمجلس مدينة أبوحماد، للمطالبة بحل مشكلة الصرف بالمساكن دون جدوى»، ومضى قائلاً: «محدش من المسئولين بيعبرنا، وكأننا مش بنى آدمين، ولا من حقنا نعيش حياة كريمة»، مضيفاً أن مياه الصرف والقمامة تتراكم حول المساكن، التى تتكون من 14 عمارة، كل عمارة بها «بلوكين»، يضم كل بلوك منها 20 شقة، وتقطنها نحو 100 أسرة، لافتاً إلى أن السكان وأطفالهم يتعرضون للإصابة بالكثير من الأمراض والأوبئة، التى تهدد حياتهم.
وقالت «زينب عزت»، 45 سنة، ربة منزل: «نفسنا نعيش فى مكان كويس، بس ما باليد حيلة، وأهو 4 حيطان يدارونا من الناس، ويحمونا من البرد أحسن من مفيش، ولو وقعت علينا يبقى نصيبنا»، وتابعت بقولها: «عايشة فى شقة أنا وزوجى وعيالنا الثلاثة، محمد طالب فى الثانوية العامة، ومديحة طالبة فى الإعدادية، ومحمود تلميذ فى الابتدائى، وزوجى شغال سائق على توك توك، والفلوس اللى جاى على قد اللى رايح، وبعد غلاء الأسعار مش بقينا عارفين نعيش من الأساس»، وأضافت: «أول ما الصرف بيطفح، بنضطر نجمع أى مبالغ، ونستعين بجرار كسح للتخلص من تلك المياه، وفى أوقات كتير الناس مش بتدفع، لأن مش بيكون معاهم، وفى هذه الحالة إما مياه الصرف تتراكم حتى تغمر مداخل العمارات، ونضطر نضع فيها حجارة وأخشاب حتى نستطيع المرور، أو نكسحها بأنفسنا، حيث تتجمع السيدات ومعهن الجراكن، ونجمع فيها مياه الصرف، ونتخلص منها فى أقرب مكان».
أما «نادية كمال»، 35 سنة، ربة منزل، فقالت: «بنتى عندها 4 سنوات، ومصابة بمرض الحساسية بسبب مياه الصرف الصحى»، وأضافت: «أنا ساكنة فى الدور الأرضى مع أمى، بعد ما جوزى طلقنى، وبابيع شوية خضار عشان نعرف نعيش، معاش أمى من التضامن 350 جنيهاً، يا دوب بيكفوا مصاريف علاجها بالعافية»، وناشدت المسئولين مساعدة أهالى المنطقة وإنقاذهم من الأمراض التى تهدد حياتهم، قائلة: «ارحموا الأهالى، خصوصاً الأطفال، ورمموا المساكن، أو حتى حلوا لنا مشكلة الصرف الصحى والقمامة».
{long_qoute_2}
وفى مدينة العاشر من رمضان، التى تعد من أهم المناطق الصناعية بمحافظة الشرقية، وتتنشر بها الفيلات والشقق الفاخرة، توجد عدة عمارات مساكن شعبية فى المجاورة 14، يعانى سكانها أشد المعاناة، بسبب سوء الأوضاع بها، وقال «جمعة فوزى»، أحد الأهالى، إن هذه المساكن تم بناؤها منذ أكثر من 30 سنة، وحتى الآن لم يحدث بها أى ترميم أو تطوير، سوى لـ3 عمارات فقط، وكان ذلك قبل ثورة 25 يناير، وبعدها توقفت أعمال التطوير، وتدهورت الأوضاع أكثر وأكثر، حتى وصل الأمر إلى انهيار أجزاء من الأسوار أعلى سطح كل عمارة، وتابع بقوله: «منذ نحو عدة أشهر، فوجئنا بتساقط كمية من الحجارة، وتصادف مرور سيدة أسفل العمارة، ولولا عناية الله، كانت أصيبت أو توفيت، حيث صرخت إحدى السيدات وطالبتها بالابتعاد قبل لحظات من سقوط الحجارة فى نفس مكانها»، ومضى قائلاً: «محدش سأل فينا، وكفاية على المسئولين يعملوا احتفالات للمدينة، وينظموا مسيرات بالسيارات، ويسيبوا الغلابة يموتوا ولا يعيشوا، مش مهم»، مشيراً إلى أنه كان المستهدف من بناء تلك المساكن جذب العمال للعمل بمدينة العاشر، وبالفعل تم تسليم الشقق لمئات العمال، الذين عاشوا فيها وأسرهم، مقابل قيمة إيجارية، ومع مرور الوقت تشققت الجدران والأسقف، وأكد أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين بجهاز المدينة، ولكن «دون جدوى»، على حد قوله.
وفى مدينة الزقازيق، فإن وضع سكان المناطق العشوائية وعمارات المساكن الشعبية لا يختلف كثيراً عن حالهم فى المدن الأخرى، حيث يعانى الأهالى فى عدة مناطق، منها «مساكن الدريسة»، و«عبدالسلام عارف»، والمساكن الشعبية أمام قسم ثانى الزقازيق، بسبب العيش فى ظروف «غير آدمية»، تحت سمع وبصر المسئولين فى المحافظة ومجلس المدينة، الذين لم يحركوا ساكناً لإنهاء معاناتهم، ومن جانبه، قال محافظ الشرقية، اللواء خالد سعيد، إنه يجرى العمل على حل مشكلات المواطنين فى المساكن الشعبية والعشوائية، من خلال التنسيق مع صندوق تطوير المناطق العشوائية برئاسة مجلس الوزراء، وأكد أنه تم اعتماد 44 مليوناً و460 ألف جنيه لتطوير المناطق غير الآمنة والعشوائية داخل نطاق محافظة الشرقية، مشيراً إلى أنه تم استعراض المناطق العشوائية غير الآمنة، وشملت 10 مناطق فى 7 مراكز ومدن مختلفة، وهى مناطق «دريسة النقراشى»، و«دريسة عبدالسلام عارف»، بمدينة الزقازيق، و«أبوحماد البلد» بدائرة مركز أبوحماد، و«أطراف أم يوسف» بمركز فاقوس، و«الدريسة» بكفر صقر، و«خلف الشونة»، و«الدريسة»، و«خلف البوسطة» بمركز مشتول السوق، و«الدريسة» و«وابور النور» بمنيا القمح، ومنطقة «الذوبعية» بمركز أبوكبير.