من «السيدة زينب» إلى «البدرشين».. الأمراض والروائح الكريهة تحاصر السكان

من «السيدة زينب» إلى «البدرشين».. الأمراض والروائح الكريهة تحاصر السكان
- أكوام القمامة
- أهالى المنطقة
- إلقاء القمامة
- الرائحة الكريهة
- الروائح الكريهة
- السيدة زينب
- الشوارع الرئيسية
- القمامة المتراكمة
- المحلات التجارية
- أحمد محمود
- أكوام القمامة
- أهالى المنطقة
- إلقاء القمامة
- الرائحة الكريهة
- الروائح الكريهة
- السيدة زينب
- الشوارع الرئيسية
- القمامة المتراكمة
- المحلات التجارية
- أحمد محمود
كلما مررت بأحد الشوارع الرئيسية ستجد عن يمينك ويسارك تلال القمامة تتوسط منازل الأهالى، وكأنها «مقلب زبالة»، هذا ما رصدته «الوطن» فى جولة لها بمنطقتى «البدرشين» و«السيدة زينب»، لا تزال تلال القمامة، حتى كتابة هذه السطور، تحتل الشوارع العامة، ففى منطقة البدرشين، بمحافظة الجيزة، استغل الأهالى قطعة الأرض الخالية التى تتوسط منازلهم لتحويلها لـ«مقلب زبالة» يرمون فيها نفاياتهم اختصاراً للوقت بدلاً من إلقائها فى الصناديق المخصصة للقمامة التى تبتعد لمسافات عن مسكنهم، خاصة أنها خالية تقريباً من بواقى الأطعمة بالإضافة إلى بعض عمال النظافة الذين يقومون بتفريغ القمامة بعد جمعها من مناطق مختلفة فى هذه الساحة.
{long_qoute_1}
تقول «أم مصطفى»، إحدى ساكنى المنطقة، إن المشكلة ليست فى القمامة فقط ولكن ما سببته من انتشار الذباب والبعوض والأمراض، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التى تنبعث منها، مؤكدة أن وجود صناديق القمامة مثل عدمها: «كل ما مجلس المدينة يحط صناديق يا إما الناس تقف من بعيد وترمى أكياس الزبالة بره الصندوق، يا إما الحمير والكلاب تقلب الصندوق والمكان يتقلب زبالة».
وحمّل عمر عبدالمنصف، صاحب مخبز، السكان مسئولية انتشار القمامة فى المنطقة، قائلاً: «الناس بتستسهل وبدل ما ترميها فى الصندوق بترميها فى الأرض، فممكن واحد وهو راكب العربية يرميها بدل ما ينزل ويحطها فى الصندوق»، مشيراً إلى أن عمال النظافة يقومون بجمعها بصفة شبه يومية وإلقائها فى سيارة جمع القمامة: «كل يوم أو كل يومين عربية النظافة بتيجى تاخد الزبالة ومجرد ما بيمشوا بتتراكم الزبالة تانى وبييجى العرب بالخرفان بتاعتهم يقلبوا الزبالة، ولما مايلاقوش حاجة بيمشوا بعد ما يبهدلوا الطريق».
ويشير محمد إبراهيم، أحد أهالى المنطقة، إلى أن هناك محاولات عديدة من رئاسة المجلس للتخلص من القمامة المنتشرة فى أغلب مناطق المدينة إلا أن هذه المحاولات يُفسدها أهالى المنطقة بإلقائهم القمامة وسط الطريق، مستطرداً: «فيه ناس بتاخد كيس الزبالة وترميه على أول شارعها، أو مثلاً لو فيه مكان فيه زبالة بترمى عليه ولو عمال النظافة محضروش ريحتها بتبقى صعبة ومحدش بيقدر يعدى من جنبها».
فى شارع السد بمنطقة السيدة زينب لم تعد القمامة المتراكمة مصدراً للرائحة الكريهة والمنظر السيئ فحسب، إنما باتت علامة مميزة للشارع الذى يطل عليه مسجد السيدة زينب، فيشير عبدالرازق مصطفى، صاحب أحد المحلات التجارية، إلى أنه اعتاد منذ أكثر من 65 عاماً على وجود «مقلب القمامة» فى مدخل السوق ليصبح مَعلماً مميزاً للشارع: «زمان ماكناش بنعرف نعدى الشارع بسبب الزبالة لكن بقالهم فترة بيحاولوا يظبطوا الشارع وعملوا سور حول الزبالة وده بالنسبة ليا أحسن من إن الزبالة تبقى لحد نص الشارع».
ويضيف الرجل السبعينى: «الأمل إنهم يكملوا كده، فالوضع دلوقتى أفضل بكتير، وبتمنى يشيلوا المقلب ده من هنا خالص عشان الريحة والحشرات فى الصيف بتبقى صعبة ومحدش بيقدر يستحملها».
«همّا بييجوا كل يوم الصبح يجمعوا الزبالة ويشيلوها بلودر، وبعدها تيجى عربيات ترمى تانى والزبالة بتتراكم، فالناس اتعودت ترمى هنا».. تقولها «أم كرم»، بائعة، مشيرة إلى أنها مضطرة أن تفترش بجانب القمامة، فلم يكن أمامها مكان بديل لكى تحصل على قوت يومها: «مش فى إيدى حاجة غير إنى أفرش هنا، فأنا اتعودت خلاص على الريحة، ودلوقتى أحسن من الأول على الأقل بنعرف نعدى براحتنا».
ويشكو أحمد محمود، أحد البائعين فى المنطقة، من المنظر السيئ الموجود أمام مدخل السوق، فالرائحة الكريهة المنبعثة من «أكوام» الزبالة والحشرات التى تجلبها تعود عليه بالسلب من الناحية التجارية بسبب عزوف الناس عن الاقتراب من السوق بسبب القمامة المتراكمة، ويضيف الرجل الخمسينى: «الزبون مش مجبر إنه يستحمل الريحة دى، فعلى الرغم من إن أنا بقالى 15 سنة هنا لكن مبقدرش استحملها وبقيت لما آجى أتغدى بدخل أى محل فى المنطقة من جوه عشان أبقى بعيد عنها»، مشيراً إلى أن هذه الرائحة تفوح أكثر فى كافة أرجاء المنطقة بمجرد مجىء الأشخاص الذين يقومون بتفريع أكياس القمامة للبحث عن البلاستيك أو الكراتين.
«لما حاولوا يحلوا مشكلة الزبالة اللى بقت منتشرة لحد نص الشارع عملوا سور حواليها والزبالة فضلت زى ما هى»، يقولها أحد أهالى المنطقة، الذى رفض ذكر اسمه، مشيراً إلى أن هذا السور أصبح «مقلباً عمومياً» لمنطقة السيدة زينب والمناطق التى تحيط بها، مضيفاً: «قدمنا شكاوى كتير جداً ومحدش بيستجيب لحد ما المحافظ عدى وشاف المنظر ده وطلب منهم يشيلوا الزبالة فعملوا سور»، مؤكداً أن أكوام القمامة تتراكم فى الشارع الرئيسى فى حالة تغيب سيارات جمع القمامة: «اللودر بيفضل موجود من الصبح لحد بالليل، بس مش على طول العربيات اللى بتنقل الزبالة بتبقى موجودة، وبسبب الزبالة دى نقلوا باب الجراج للناحية التانية عشان العربيات ماكانتش بتعرف تدخل».
محاولات عديدة سعى إليها أهالى منطقة بولاق الدكرور للتخلص من مقالب القمامة المنتشرة فى شارع جمال عبدالناصر ومحور صفط اللبن وشارع ترعة زينين وأيضاً القمامة المتراكمة أمام مستشفى بولاق الدكرور فى بعض الأحيان عن طريق تقديم شكاوى كثيرة لرئيس الحى، لكن دون جدوى. يقول محمد ناجح، أحد سكان المنطقة: «بعد ما قدمنا شكاوى كتير نزلوا صناديق لكن اتفاجئنا إنهم بعدها بشهر شالوها، فالحى مش مقدم خدمات خالص والزبالة بتبقى ريحتها وحشة وبتبقى مقر للغنم»، مشيراً إلى أن عدم استجابة رئيس الحى لاستغاثتهم دفع الأهالى إلى إلقاء القمامة فى الشارع: «مفيش صناديق قريبة من المنطقة فالناس بقت ترمى عليها لحد ما تتراكم وتيجى عربيات النظافة تاخدها وطبعاً ده مش كل يوم».