الملك عبدالله.. حكيم العرب

الملك عبدالله.. حكيم العرب
- أصدقاء مصر
- الأديان السماوية
- الأمة العربية
- الاقتصاد المصري
- الحرمين الشريفين
- القضية الفلسطينية
- المشاعر المقدسة
- المصالحة بين مصر وقطر
- الملك فهد
- أبو
- أصدقاء مصر
- الأديان السماوية
- الأمة العربية
- الاقتصاد المصري
- الحرمين الشريفين
- القضية الفلسطينية
- المشاعر المقدسة
- المصالحة بين مصر وقطر
- الملك فهد
- أبو
في صباح يوم جمعة قبل عامين من هذا التاريخ فقدت الأمة العربية والاسلامية قائدا نادرا لقبه العالم بـ"ملك الإنسانية" ووصفه العرب بـ"الحكيم" الذي عاش حياته محبا للفروسية وتمتع بأخلاقها، فأنحاز دائما للحق ولقضايا أمته ووطنه، فحقق طفرة في التنمية في بلاده خلال عشر سنوات ظل خلالها ملكا للمملكة العربية السعودية وخادما للحرمين الشريفين وقائدا عربيا أستطاع أن يحافظ بأقصى ما في الإمكان على مصالح أمته، وفي القلب منها مصر التي قال عنها "من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له بيننا".
لن ينسى المصريون لـ"أبومتعب" مواقفه الأصيلة في مساندة مصر وشعبها وقياداتها في أصعب الظروف التي مرت بها، فقد كان أول من بادر بدعم ثورة 30 يونيو التي صححت مسار ثورة يناير، حتى بدأت طريق الاستقرار بانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي فتوجه له ببرقية لم يكن لها مثيل في مثل هذه المناسبة قائلا: "المساس بمصر يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه، أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان"، ودشن مبادرة دعم الاقتصاد المصري داعيا العالم لمساندة مصر اقتصاديا، ومهددا من يتخاذل عنها من الاشقاء، بقوله: "نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها، وقوتها، وصلابتها في كل المجالات.
ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وليعلم كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمّت به المحن وأحاطت به الأزمات".
سعى "حكيم العرب" إلى لم الشمل العربي وتحقيق المصالحة بين مصر وقطر، حيث ظل قبل أيام من وفاته ورغم اشتداد مرضه حاملا هم الأمة العربية ولم ينتظر أن توافيه المنية قبل ان يحاول الاصلاح بين الاشقاء، فدعا في ديسمبر 2014 إلى تفعيل مبادرته للمصالحة بين البلدين، وبالفعل جرت لقاءات ثنائية ساهمت في تقليل حدة التوتر بين البلدين.
ولم تنقطع مبادراته ورعايته للكثير من المصالحات، فصفح عن إساءة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي له، وأطلق مبادرة سلام لحل القضية الفلسطينية في قمة بيروت عام 2002 حينما كان وليا للعهد وحاكما فعليا للمملكة خلال مرض شقيقه الملك فهد، أصبحت فيما بعد المرجعية العربية المتفق عليها للسلام مع اسرائيل، ثم أطلق مبادرة للحوار بين الأديان السماوية في 2008 في وقت كان يبشر فيه الغرب بصدام الحضارات، فضلا عن رعاية مصالحات بين قيادات عراقية وفصائل فلسطينية.
وكخادم للحرمين فقد شهد الحرمين الشريفين في عهده والمشاعر المقدسة أكبر مشاريع في تاريخهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتيسير أداء مناسكهم، فوافق في 2008 على البدء في تنفيذ أكبر توسعة للحرم المكي الشريف.. وكان لقبه "ملك الإنسانية" نابعا من اسهامه الدولي في الجهود الانسانية على مستوى عمل الخير، والتحذير المبكر من خطر الارهاب والدعوة إلى إنشاء أول مركز دولي لمحاربته قبل أن تتفاقم تلك الظاهرة.