"الصوفية" و"نساء الصعيد" و"البنت المصرية".. "ن النسوة" حاضرة بمعرض الكتاب 2017

"الصوفية" و"نساء الصعيد" و"البنت المصرية".. "ن النسوة" حاضرة بمعرض الكتاب 2017
لا تشبه سيدة لأخرى، ما بال كاتبات تجمعن تحت راية الإبداع، تناقش كل منهن حكايات وأفكار لا تتوارد، لتسرد تجارب منفردة تثري معرض الكتاب في دورته الـ48، والمقرر انعقاده في الفترة من 26 يناير إلى 10 فبراير، بكتابات عن تجارب غلفتها الصوفية، وأخرى غاصت داخل عالم نساء الصعيد، وثالثة جسدت معاناة الفتيات داخل المجتمع، وهن نماذج لكثيرات يشاركن.
جمعت بين دراسة بواطن النفوس لحصولها على الدكتوراه من جامعة القاهرة في علم النفس الإكلينيكي، والإطلاع على جميع الثقافات لعملها بالترجمة في المركز القومي للترجمة وترجمتها لـ7 كتب، وبحثها الدائم عن الحقيقة كانت النتيجة كتاب "أهل الواداد" للدكتورة راقية جلال الدويك.
داخل كتابها "أهل الوداد"، جمعت راقية كتابات نصوص نثرية قصيرة، في أغلب الأحوال، تعبر عن تجربة متكاملة شخصية تنزع إلى الصوفية، جمعتها عندما وجدت نصوصها مكتملة، ورأتها تصنع عملًا متكاملًا استطاعت صياغتها.
ينقسم الكتاب إلى 3 أبواب، "المحاولة، السكينة، والاكتمال"، يعبر عن تجربة الإنسان في محاولات السعي والوصول إلى الحقيقة وهدفه المحبة والوداد، رغم أخذها لقرار النشر منذ سنوات إلى أنها عمدت إلى نشر أولى كتاباتها هذا العام، بعد ما حدث تغير جذري في حياتها الاجتماعية والإنسانية ورأته وقتها.
المشاعر تتحول لمنتج أدبي متكامل، التعبير الأدق عن كتاب "راقية" الصادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، الذي ارتضته عن صفحاته الـ132، وشعرت أن للمشاعر والكتابة قيمة، وليس تفريغ شحنات فقط كما يعتقد كثيرون، وأنها تسير في خط بعيد عن الموجات السائدة وتفاعل الآخرين هو ما ساعدها على تجميعه، وتنتظر المعرض لتوزيعه لأنه لم يصل لمكاتب التوزيع بعد.
في الصعيد الجواني، تثار الحكايات القادرة على خلق إبداع في لحظة سماعها، وداخل هذا العالم الثري عايشت "سلمى أنور" نساء الصعيد، وخرج كتابها "الصعيد في بوح نسائه" إلى النور، ليشارك في العرس الثقافي المصري والعربي الأكثر أهمية.
النصف الأول من الكتاب هو "حكايات النساء في مجالس النساء"، وهي جلسات فردية جمعت الكاتبة بالفتيات والسيدات، ليحيكن عن الحب والجواز والطلاق والتعليم والفقر، "مجرد قعدة بنات كل بنت بتحكي حكايتها علاقتها بأمها جدتها أبوها"، أما الجزء الثاني فهو "حكايات الصعيد"، التي لا يملكها أحد، وهي جلسات جماعية "حكايات من ستات كبار في السن".
25 حكاية مختلفة خرجت بهم سلمى، لم تكن في مخيلتها أن المجتمع الشغوفة به يحملها بين طياته، حيث توقعت في بادىء الأمر أنها ستتشابه مع فتاة الحضر، إلا أنها وجدت أن البنت في المدينة في حالة لهاث دائم وضغوط لها طابع حضري، أما البنت في ريف الجنوب أكثر اتصالًا بالطبيعة وقواها الفيزيقية والميتافيزيقية أيضًا، على علم بشهور السنة القبطية وتأثيراتها على مزاجيتها وعلى الجو، وتعرف أحوال القمر بالعين، وأين توجد العفاريت والأسحار والعملات، تعرف عن جسمها وخصوبته والحيل الخرافية، التي تجعل العاقر تحمل "عارفة ريحة الموت وتعرف تفرح بالميلاد والطهور".
اهتمام "سلمى" بتوثيق هذا المجتمع، والتعرف على قطاع كبير من النساء في مصر، وعدم إسقاط تلك الشريحة من إهمال المجتمع كان شغل الكاتبة الشاغل في أثناء كتابتها.
"شاهد قبل الحذف"، كتاب مريم عبدالحكيم، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تجسد خلاله معاناة البنت في المجتمع المصري، وتسلط الضوء على المجتمع عمومًا بكل مشاكله، فأول صفحة في الرواية هي الأخيرة "حبيت أعمل حاجة مشوقة وغريبة"، وتعتبرها تجربة فريدة من نوعها تقديم الكاتب لقرائه النهاية منذ الدقائق الأولى، ويعدهم في الوقت نفسه أنهم رغم علمهم بنهاية العمل، فإن الأحداث لن تكف عن التصاعد، وأن النهاية التي يعرفونها لن تغير من الأمر شئ.
تنقسم الرواية إلى 17 فصلًا وقائمة على فكرة الأماكن، فكل فصل عنوان لمكان معين ما عدا الفصل الأول والأخير، "اسمهما خالتي بتسلم عليك"، وهو ثاني كتاب لطالبة إعلام بعد طرحها لمجموعة قصصية في مايو 2015.
حاز هذا العمل على جائزة التميز عن مهرجان إبداع الرابع لشباب جامعة القاهرة، وتتمنى أن تصل فكرة الكتاب للناس وتمسهم الرسالة.