في عيادة "طب النوم".. رحلة البحث عن علاج للاضطرابات النفسية والأرق

04:34 م | الأحد 22 يناير 2017

يعد النوم من الضروريات في حياة الإنسان، كالطعام والماء والهواء، وأجمع العلماء على أن النوم ليلًا مهم لصحة الأبدان، لأنه يُرسي حالة من الهدوء على الجهاز العصبي والعضلات.

ويصاب الكثيرون باضطرابات وأرق اثناء النوم، وانتشرت العديد من العيادات المختصة بأمراض النوم قد لا يعرفها الكثيرون، ولا يعلمون أن النوم علم وطب يُدرس الآن.

ويرى الدكتور طارق أسعد، أستاذ الطب النفسي ورئيس مركز ابحاث طب النوم بجامعة عين شمس، أن معمل النوم هو مختص في فحص حالة المريض فسيولوجيًا، ويتم فيه "عمل رسم مخ، ورصد لحركة العين، ورسم عضلات، ورسم قلب، ومقاييس للتنفس".

{long_qoute_1}

وأضاف أسعد لـ"الوطن"، أن الهدف من هذا الفحص معرفة مراحل النوم، التي مر بها الشخص، والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء تلك المراحل، مشيرًا إلى أن هذه الفحوصات تساعد الطبيب في تشخيص أسباب اضطرابات النوم.

وأكد أسعد، انتشار عيادات النوم في أكثر من مستشفي جامعي الآن، متابعًا "أمراض النوم يمكن أن تكون أولية أو تكون ثانوية، فيمكن أن ترجع لوجود مشكلة بالغدة أو مشكلة في الكبد، وهنا يقيم طبيب النوم الحالة إذا كان الشخص يحتاج اللجوء إلى معمل النوم أو أن يذهب لطبيب آخر".

وأشار إلى العمل الآن على أن تكون هناك العديد من التخصصات الطبية لديها فكرة عن اضطرابات النوم من أهمها تخصصات، "الأنف، والأذن، والصدر، والباطنة العامة، والمخ، والأعصاب، والطب النفسي، وطب الأطفال".

وأوضح أنه من أهم العلامات، التي تحدد أن الشخص لديه مشكلة واضطرابات في النوم الأرق الدائم وميله للنعاس في أي مكان، بالإضافة إلى كثرة "الشخير" أو خلل في ضغط الدم.

وأضاف أستاذ الطب النفسي ورئيس معمل النوم، أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة بأن النوم يعد راحة، و"هنا نقول إن النوم يمكن أن يكون راحة للجسم فقط، ولكنه لا يكون راحة للمخ، فيقوم المخ بوظائفه بنسبة 70% أثناء النوم، فالأساس في عمل المخ هو النوم أكثر بـ20 مرة أثناء الاستيقاظ".

وأشار إلى أن هناك عدة أضرار قد تصيب الشخص لعدم أخذ كفاية من النوم، فيسبب خلل في جهاز المناعة ومشاكل في الغدد، كما أن هرمون النمو وهرمون الشبع، يفرزان أثناء مراحل النوم، السبب الذي يجعل الأطفال الصغار ينامون لفترة طويلة، مضيفًا أن السمنة تعد سبب رئيسي لاضطرابات النوم.

أما بالنسبة للنساء، فقال أسعد، إن اضطرابات النوم أعلى لديهم بسبب تغير الهرمونات، وخاصة في فترات ما قبل الدورة الشهرية، وأثناء الحمل وبعد الولادة، والتي يزيد فيها اضطرابات النوم والأرق، الذي يتمثل في حدوث صداع، قد ينتج عن مشكلة في الجيوب الأنفية أو ورم في المخ أو مشكلة في النظر.

وحذر أستاذ الطب النفسي، من لجوء الشخص للأدوية المنومة عند شعوره بالأرق، لأنها يمكن أن تؤدي لمشاكل صحية أو نفسية كالاكتئاب، مشيرًا إلى أنه قد يكون هناك مصدر خطورة للأشخاص، الذين ينامون كثيرًا فحوالي 40% من حوادث الطرق تكون بسبب النوم أثناء القيادة.

وأضاف أن اضطرابات النوم تؤدي للسمنة والعكس، فالنوم يتكون من 5 مراحل الأولى والثانية مرحلة النوم الخفيف والتي تمثل 50%، أما الثالثة والرابعة مرحلة النوم العميق، وتعد هي أهم مرحلة في النوم، وهي التي تشعر الشخص بالنوم المريح، فهناك شخص ينام 3 ساعات ويستيقظ نشيطًا بعكس آخر ينام 10 ساعات، ويستيقظ مُتعب، لأن الأول مر بمرحلة النوم العميق بعكس الثاني.

واوضح أن مرحلة النوم العميق، يُفرز فيها هرمون الشبع، فعدم مرور الشخص بالنوم العميق يشعره بالجوع أثناء الاستيقاظ، وقد تكون أحد أسباب السمنة، لأن الشخص مصابًا بالسمنة، فيكون لديه ضيق في مجرى التنفس العلوي، تجعله لا يمر بمرحلة النوم العميق، ويشعر بالجوع عند الاستيقاظ.