شاهيناز مع منى الشاذلى

كتب: محمد عبدالعزيز

شاهيناز مع منى الشاذلى

شاهيناز مع منى الشاذلى

الخميس، أول حلقات الأسبوع من برنامج «معكم منى الشاذلى»، أجلس وأمى نشاهد ونسترجع، نضحك ونندهش، نعرف أنباء عن بقية قاطنى بلادنا.

أذكر حين كنت صبياً مقبلاً إلى المدينة لا أملك قامةً تمكننى من الجلوس على كرسى الحلاقة بوجاهة، فكان لا بد له من وضع القطعة الخشبية كى تظهر له رأسى.

بعد الاستحمام والحلاقة، والوجاهة والأناقة، يصطحبنى أخى الكبير مرغماً إلى كُتّاب مسجد «آل البيت»، ومعنا لفيف من أبناء شارعنا الذين لم يكن لهم همة حقيقية فى الحفظ، وإنما كانت تحركهم التجربة الجديدة ورابطة الصداقة وشباشب أمهاتهم المصحوبة بتقريع مرير.

استنفار أمنىّ كبير فى البلدة لا يتناسب مع حجمها ولا أهميتها والعجيب أنه قرب منزلنا، عرفتُ بعدها أن هناك حفلة للمطربة الشهيرة وقتها شاهيناز الفائزة فى البرنامج الغنائى الأشهر «ستار ميكر.. سمعنا صوتك»، الحفلة تقام فى ملعب نادى «الشعب» مساءً فى ذات التوقيت الذى يجب علينا أن نلتقى فيه مع شيخ الكُتّاب للمراجعة النهائية قبل دورى المساجد فى المعلومات الدينية.

أذهب بحماس للقاء الشيخ بينما يذهب أخى وأصدقاؤه للحفلة. ويأتى يوم المسابقة، فنخسر بمهانة من أول جولة، وبعدها يقرر شيخ الكتاب أن ينسب الهزيمة للإثم الذى ارتكبه أخى وأصدقاؤه فى حفلة شاهيناز، ويقرر معاقبة كل من حضر الحفل بإطلاق عليهم لقب «المشهنزين»، ليصبح اللقب متداولاً فى أوساط الكتّاب لمدة أسبوع كامل، فضلاً عن أن صبياً مثلى لن يترك هذه الفرصة للانتقام من تسلط الأخ الكبير، لذلك نقلتُ اللقب إلى البيت وإلى الشارع.

أجلس يوم الخميس لأشاهد شاهيناز مع منى الشاذلى وقد تحجبت الأولى وما زالت تغنى، وتعجبت الثانية ولكنها لم تسألها عن سبب الحجاب، لتسرع أمى بجانبى بقول السبب «إن ربنا أصلح حالها، وبوظ حال أخوك».

فى صباح اليوم التالى وقبل الجمعة وبينما أقف فى طابور العيش الطويل، أكتشف أن من هو خلفى فى الدور -بعد 10 سنوات من الانقطاع- هو شيخ الكُتّاب.

لهذه الحياة حس فكاهى.


مواضيع متعلقة