أكاديميون كويتيون: "أستانا" منعطف نحو الحل السياسي بسوريا

كتب: الوطن

أكاديميون كويتيون: "أستانا" منعطف نحو الحل السياسي بسوريا

أكاديميون كويتيون: "أستانا" منعطف نحو الحل السياسي بسوريا

اتفق أكاديميون كويتيون على أن مؤتمر "أستانا"، المزمع عقده الإثنين المقبل، في كازاخستان، يمثل منعطفا نحو الحل السياسي والسلام في سوريا.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عايد المناع، لوكالة الأناضول، إن "الأمل أن يتم وضع حلول قابلة للتنفيذ".

وأضاف "لا نتوقع حدوث تحولات كبرى عبره، لكنه أيضا يمثل لبنة في بناء الحل السياسي للأزمة السورية فالمعارضة السورية بحالة ضعف، والنظام أيضا يدرك أنه لن يستطيع الحسم العسكري، بالإضافة إلى قوة تأثير الدول الراعية للمفاوضات (روسيا وتركيا) بشكل أساسي على الساحة السورية.

وأوضح أن البلدين(روسيا وتركيا) لديهما تواجد عسكري في سوريا، والاتفاق بينهما أنتج وقف إطلاق النار القائم حالياً، رغم الخروقات، وهذا الأمر يعوّل عليه لجهة نجاح المفاوضات.

ورأى المناع أن هناك حاجة لدى كل من روسيا وتركيا للوصول إلى حل للأزمة السورية، فالأولى لاتريد الاستمرار واستنزافها في المستنقع السوري، والثانية تدرك أن انفلات الوضع السوري يشكل خطراً كبيراً على أمنها.

وأضاف أن مبادرة تركيا تهدف إلى إيجاد حل يريحها ويريح سوريا، لأن انفلات الوضع في سوريا مضر بتركيا، لا سيما في ضوء استغلال "بي كا كا"(الإرهابية) والجماعات الموالية له في سوريا، هذا الوضع.وبين أن "اتفاق روسيا وتركيا يمثل رافعة المفاوضات، فروسيا حامية النظام وتركيا شريان المعارضة".

من جانبه، قال أستاذ الإعلام بجامعة الكويت أحمد الشريف، للأناضول، إن المؤتمر يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، بغض النظر عن نتائجه، التي توقع ألا تأتي بـ"معجزات"، وفق وصفه.

لكنه رأى أن هناك عوامل يمكن البناء عليها في النجاح واستثمار المفاوضات إيجابيا بالنظر إلى راعيي المفاوضات(روسيا وتركيا) لكونهما منخرطتين عسكريا في الصراع السوري، وتملكان النسبة الأعظم من القرار الميداني على الأرض، على الطرفين، مدللا على ذلك بنجاحهما بفرض وقف القتال والقصف، رغم الخروقات المحدودة.واعتبارا من 30 ديسمبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.

وفي 4 يناير الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موعد مؤتمر أستانة عاصمة كازاخستان، سيكون في الـ 23 من الشهر نفسه.

وأضاف الشريف أن روسيا تشعر بضرورة وضع استراتيجية خروج من هذا الصراع لتخفيف الضغط عليها، وخاصة في ضوء توفر قناعة لديها بأنها فرضت نفسها لاعبا دوليا وإقليميا، وأنها تمسك بالورقة السورية.

وأوضح أن تركيا تريد الحفاظ على المكتسبات، التي حققتها من عملية "درع الفرات"، وتأكيد الإقرار بدورها شريكا في التسوية السورية وكذلك بحقها في منع قيام إرهابي(لمنظمة ب ي د/ بي كا كا) على حدودها الجنوبية.

ورأى الشريف أن هناك عاملاً آخر مهماً يتمثل بتفكك المعارضة السورية وتخبطها وتيقنها بعدم القدرة على تحقيق الغلبة على النظام عسكريا في هذه الظروف.

وأشار إلى أنه "لا يمكن جمع كل فصائل المعارضة على طاولة واحدة والخروج بموقف واحد فكل منها له حسابات خاصة ومرتبطة بمن يقف خلفها".بدوره، شكك أستاذ الإعلام بجامعة الكويت فواز العجمي في حدوث "اختراقات كبرى" في المفاوضات، لكنه رأى جميع الأطراف المنهمكة فيها تبحث عن صيغ مختلفة للحل.

و قال العجمي، للأناضول، إن التنسيق الروسي التركي يمثل فرصة لإنضاج حل سياسي لقدرة كل منهما على التأثير على طرفي الأزمة الداخليين في سوريا وهما النظام والمعارضة.

وأشار إلى أن هذا التنسيق قطع شوطاً كبيراً وصل إلى العمليات العسكرية المشتركة، التي نفذها الجانبان ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الباب السورية.

وأضاف أن ثمة أمل بأن يشكل مؤتمر "أستانة" انعطافة نحو الحل، والتوافق في الشأن السوري بما يمهد لوضع حد لهذه الأزمة المتشعبة إنسانيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا.

وأوضح أن المفاوضين من المعارضة، هذه المرة، يقفون على الأرض السورية، ويمكنهم الالتزام باتفاق يتم التوصل إليه وهذا عامل مهم يؤشر للنجاح.


مواضيع متعلقة