أمريكا - إيران: الاتفاق النووى يضع العلاقات «على حافة الهاوية»

كتب: محمد الليثى

أمريكا - إيران: الاتفاق النووى يضع العلاقات «على حافة الهاوية»

أمريكا - إيران: الاتفاق النووى يضع العلاقات «على حافة الهاوية»

إرث كبير تركه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته «باراك أوباما» للرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، يشمل العديد من المسائل الخاصة بالقوة الأكبر فى العالم بشأن العلاقات الدولية، وعلى رأس تلك التركة الكبيرة تأتى مسألة الاتفاق النووى الإيرانى، الذى أثيرت حوله الكثير من التكهنات والتخمينات بشأن سيناريوهات مختلفة بعد صعود ترامب إلى البيت الأبيض.

ولم تكن الولايات المتحدة وحدها هى من ستحظى بالتغييرات فى السنة الجديدة 2017، ولكن بعد فترة قصيرة من دخول «ترامب» البيت الأبيض سيبدأ التحضير للانتخابات الرئاسية الإيرانية الـ12، التى ستجرى فى مايو هذا العام، ما زاد من السيناريوهات المتوقعة فى العلاقات بين البلدين فى الفترة المقبلة، التى تخللتها تصريحات مستشار الرئيس الأمريكى المنتخب للشئون الخارجية «وليد فارس»، الذى رأى أنه من الممكن إعادة التفاوض بشأن بعض بنود الاتفاق وإعادة إرساله إلى الكونجرس الأمريكى، مشيراً إلى أن الاتفاق النووى لن يتم إلغاؤه، ولكن سيعاد النظر مع الأوروبيين فى الاتفاق الذى حصل سابقاً، موضحاً: «سيتم النظر فى بنوده ومن ثم إرساله إلى الكونجرس وسيطلب من الإيرانيين تغيير بعض النقاط وستكون هناك مباحثات مكثفة حول هذا»، بحسب ما نلقته عنه هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى».

{long_qoute_1}

ورأى الدكتور عبدالمنعم المشاط، خبير العلاقات الدولية، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيلتزم بالتهدئة مع إيران، وذلك ليس لغرض التهدئة مع إيران نفسها، ولكن للتهدئة مع روسيا، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الأمريكية طبقاً لترامب تقضى بإنهاء الحرب الباردة، لافتاً إلى أن العلاقات الروسية الإيرانية متنامية فى سوريا، وأضاف «المشاط» لـ«الوطن» أنه من المتوقع أن تكون التهدئة الأمريكية مع إيران من أجل تهدئة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن هناك تحالفاً فى دول الجوار الجغرافى على الوطن العربى، وهى دول «إيران، تركيا، إسرائيل»، وتشمل تلك الدول مثلثاً يتحكم وسيتحكم فى الوطن العربى، لأن الدول العربية نظراً للحروب والخلافات والصراعات لم يعد لها دور فى المنطقة، وبالتالى سوف تسعى دول المثلث إلى تحديد مستقبل هذه المنطقة، مستطرداً: «توقعاتى أن ترامب لن يغير من السياسة الأمريكية أمام إيران»، وتابع: «المحك الرئيسى فى العلاقات مع إيران وأمريكا هو تحقيق المصلحة الأمريكية، ومن ثم تحقيق مصالح الأصدقاء، وعلى رأسها إسرائيل، فلا أرى تناقضاً بين إسرائيل وإيران، ولكنه إرضاء متبادل حتى لو كان من تحت السطح، ومن ثم تأتى المصلحة الأمريكية، إيران ليست خطراً على الولايات المتحدة، ولكنها خطر على حلفاء أمريكا من دول الخليج، وكلما زاد خطر طهران على دول الخليج زاد احتياج تلك الدول للولايات المتحدة الأمريكية، وزيادة السلاح الأمريكى»، مستطرداً: «بالتالى ليس هناك ضرر من الخطر الإيرانى على المصالح الأمريكية». {left_qoute_1}

وقال الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، إن ترامب وعد فى البداية بأنه سيمزق الاتفاق النووى الإيرانى، ولكنه قال إن الثلاثة شهور الأولى من حكمه ستشمل بعض الإجراءات الاقتصادية والداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية، مستطرداً: «من المستحيل أن يتم إلغاء الاتفاق النووى الإيرانى، لأن الاتفاق ليس ثنائياً فقط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فقط، ولكن 5+1، وبعد الاتفاق تم التصويت عليه بمجلس الأمن الدولى وأصبح وثيقة دولية»، وتابع «سمير» لـ«الوطن» أن «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا لن تتراجع عن الاتفاق النووى»، مضيفاً: «ترامب رجل اقتصاد وبدأ نوعاً من المصالح الاقتصادية مع إيران»، مشيراً إلى توجه بعض رجال الأعمال بالاستثمارات مع إيران، وعن النقاط التى من الممكن أن يركز عليها ترامب لتمديد العقوبات على إيران، الجزء الذى يتعلق بامتلاك إيران أسلحة باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية، حيث ينص الاتفاق أن إيران ليس من المفترض أن تمتلك مثل هذه الأسلحة، وإيران تقول ذلك، أما عن النقطة الثانية فقال أستاذ العلاقات الدولية إنها تتعلق بحقوق الإنسان فى إيران، مشيراً إلى أن ترامب من الممكن أن يمدد العقوبات بشأن الأوضاع التى تتعلق بحقوق الإنسان فى الدولة الفارسية، أما النقطة الثالثة فهى سياسة إيران فى الشرق الأوسط ودعمها لبعض الجماعات المسلحة التى تساعد فى تأجيج الوضع، مستطرداً: «من الممكن أن يبدأ ترامب النقاش فى هذه الأمور»، وأكد: «الوضع لن يصل إلى إلغاء الاتفاق النووى، فالعلاقات الأمريكية الإيرانية دائماً على حافة الهاوية، أى إنك تعتقد أن غداً ستقوم حرب، ويأتى غداً دون أن ترى أى شىء ممكن تتوقعه».

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، بشأن تصريحات ترامب بخصوص إيران وتطبيقها بعد توليه الرئاسة: «كل تصريحاته أثناء الحملة الانتخابية شىء، وبعد تولى السلطة شىء آخر، فكل التصريحات الماضية سيتم نسيانها ويصبح واقعياً أكثر من الأحلام الخاصة به، فكل كلمة بعد توليه الرئاسة سيكون لها طعم ومذاق خاص، لأنها ستكون بعد جلوسه مع رجال الأمن وتسليمه الملفات الشائكة والمستعصية»، وأكد «حسين» أن «ترامب لن يغامر مع الصين، فكل تصريحاته السابقة تنبئ بحرب عالمية ثالثة، ولكن عندما يجلس على كرسى الرئاسة سيهدأ ويلتزم بالواقعية لأن السياسة الأمريكية براجماتية، وتتبع المصلحة»، وتابع: «لا أعتقد أنه سينفذ تلك التصريحات إلا إذا كان مجنوناً بالفعل».


مواضيع متعلقة