العبادي: القوات العراقية تطارد "المتطرفين" في شرق الموصل

العبادي: القوات العراقية تطارد "المتطرفين" في شرق الموصل
تواصل القوات العراقية، اليوم الخميس، عمليات تطهير ومطاردة المتشددين في آخر جيوب لهم بالجانب الشرقي للموصل غداة إعلان "تحرير" تلك الجهة من المدينة وتوجهت الأنظار إلى شطرها الغربي الذي يتوقع أن يشهد معارك طويلة.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد جهاز مكافحة الإرهاب الذي يخوض معظم المعارك في الموصل، أمس الأربعاء "تحرير" الجانب الشرقي من المدينة.
وقال الفريق الركن طالب شغاتي، قائد جهاز مكافحة الارهاب في مؤتمر صحفي عقده في الموصل الأربعاء "نحتفل اليوم بعيد النصر والتحرير، تحرير الساحل الأيسر باحيائها وأرضها وناسها الطيبين".
واستعادت القوات العراقية الخميس احد القصور الرئاسية وفندق نينوى أوبري وبلدة تلكيف التي كانت تحاصرها منذ اسابيع، وفقا لقيادة العمليات.
ويقع الفندق والقصور على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل.
وأعلن العبادي مطلع العام الجاري أن القضاء على تنظيم داعش في العراق سيتحقق خلال ثلاثة أشهر.
وتعهد سابقا بالقضاء على الجهاديين في نهاية العام الماضي، لكن مراقبون رأوا أن توقعات العبادي متفائلة جدا.
وساد الاعتقاد بأن استعادة الشطر الغربي ستكون أصعب رغم أن مساحته اصغر، وذلك لأن الكثاقة السكانية فيه أكبر، ولوجود طرق ضيقة في بعض احيائه، قبل انطلاق العملية العسكرية الكبرى ضد الجهاديين في 17 أكتوبر.
تضاريس متشعبة.
واجهت قوات مكافحة الإرهاب تحديات كبيرة في الجانب الشرقي خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وتمكنت في الأيام القليلة الماضية من كسر شوكة الجهاديين، بعد زيادة التنسيق والدعم الجوي من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وستتوجه القوات العراقية لمهاجمة المتطرفين في الضفة الغربية عند الانتهاء بشكل كامل من تأمين الضفة الشرقية.
وقال باتريك مارتن وهو محلل مهتم بشؤون العراق، ويعمل لصالح معهد دراسات الحرب، إن القادم أعظم.
واوضح أن "على قوات التحالف وقوات الأمن العراقية أن تتوقع معركة شرسة في غرب الموصل".
وتابع أن "المناطق أكثر كثافة عمرانية والأحياء قديمة، والشوارع ضيقة مما يجعل عملية تطهيرها صعبه جدا".
واضاف أن "تنظيم داعش والجماعات المتطرفة السنية لديها مراكز دعم قديمة في الموصل"، محذرًا من أن القوات الاتحادية المتقدمة قد تتعرض للعدوان من قبل السكان أكثر مما حصل في الجانب الشرقي.
وبحسب الامم المتحدة، ما يزال حوالى 750 ألف شخص يعيشون في الجانب الغربي من الموصل، الذي يضم المدينة القديمة، ومواقع مهمة بينها المسجد الذي أعلن أبو بكر البغدادي منه إقامة دولة "الخلافة" يونيو 2014 .
من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان، إن التحالف ضرب أكثر من ألف صاروخ على أهداف تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل، منذ بداية العملية، مشيرا إلى أن المعركة ستكون صعبة.
خوف على المدنيين.
وقال دوريان "خسروا الكثير من المقاتلين والكثير من المصادر، والسيارات المفخخة والمتفجرات والأسلحة خلال الجزء الاول من هذه المعركة"، وأضاف أن "المدينة محاصرة من جميع الجهات وهم غير قادرين على الحصول على الإمدادات أو تعزيز ما تبقى"، وخلافًا لأغلب المعارك السابقة لاستعادة المدن العراقية من تنظيم داعش، لم تخل الموصل في الهجوم الحالي من سكانها.
واستعدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى لاستقبال أكثر من مليون نازح، لكن حوالى 150 ألف شخص فقط فروا نتيجة المعارك.
ويثير وجود العديد من المدنيين في الضفة الغربية لمدينة الموصل التي يستميت تنظيم داعش للاحتفاظ بها، مخاوف كذلك.
وقالت ميستي باسويل من منظمة "سيف ذي تشيلدرن" إن "العديد من العائلات فرت إثر الخوف من مدينة الموصل".
وأضافت "لكن نحو 300 ألف طفل ما زالوا عالقين في الجانب الغربي من المدينة، ويواجهون احتمال حصار وحشي لأن أغلب المدنيين محاصرون بسبب القناصة وألغام تنظيم داعش".
وتابعت باسويل أن "الأطفال دفعوا ثمنًا باهظًا خلال المعارك في الجانب الشرقي حيث شكل المدنيون خلال القتال أكثر من نصف" عدد الضحايا.
وأضافت "الأطفال في الشوارع الضيقة وذات الكثافة السكانية في الجانب الغربي من مدينة الموصل معرضون مع عائلاتهم لخطر الإصابة خلال إطلاق النار والقنابل".