إيران تترقب موقف الشخصيات السياسية البارزة من الترشح للرئاسة

إيران تترقب موقف الشخصيات السياسية البارزة من الترشح للرئاسة
بدأ اليوم الأخير من فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران اليوم، دون أن تعلن عدة شخصيات بارزة قرارها بشأن خوض أكثر الانتخابات غموضا في البلاد منذ عقود.
ومن شأن انتخابات الرابع عشر من يونيو، أن تكون أول انتخابات رئاسية في إيران منذ عام 2009 عندما اندلعت احتجاجات حاشدة وصفت باسم "الحركة الخضراء" بعد فوز محمود أحمدي نجاد، بفترة ولاية ثانية أمام المرشحين الإصلاحيين مير حسين موسوي، ومهدي كروبي في انتخابات أثارت نتائجها الخلافات.
ومنذ ذلك الحين تعرض الإصلاحيون الذين يطالبون بحريات اجتماعية وسياسية أكبر للقمع أو التهميش. وخضع موسوي وزوجته وكروبي للإقامة الجبرية لأكثر من عامين.
وثمة خطر بات يهدد مكانة الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد بسبب التناحر الشديد بين الجماعات المتشددة التي أثار أحمدي نجاد، انقساما في صفوفها في ظل اتهامه بالسعي وراء تقويض نظام حكم رجال الدين.
وفي ساعة مبكرة صباح اليوم، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ترشح رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، العضو في تحالف من ثلاثة رجال موالين لخامنئي ونظام رجال الدين مما يعني أنهم معادون لأحمدي نجاد.
وقدم عضو آخر في التحالف وهو غلام علي حداد عادل، أوراق ترشحه أمس، بينما يتوقع أن يتقدم المرشح الثالث وهو علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق، ومستشار خامنئي بطلب الترشح اليوم.
وسجل 400 مرشح أسماءهم حتى الآن، ومن بينهم رجل الدين المعتدل حسن روحاني المفاوض السابق في الملف النووي في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وعدد آخر من الإصلاحيين مثل عضو البرلمان السابق مصطفى كواكبيان، ومحمد عارف الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد خاتمي.
ويخوض الانتخابات اثنان آخران هما محمد حسن أبو ترابي فرد، ووزير الصحة السابق كامران باقري لنكراني، فضلا عن محسن رضائي الذي قاد الحرس الثوري وخسر أمام أحمدي نجاد في عام 2009.
غير أن أكبر الشخصيات السياسية أجلت قرارها إلى اللحظة الأخيرة.
وثارت تكهنات قوية حول عدد من المرشحين المحتملين ومن بينهم خاتمي الذي يحظى بشعبية كبيرة لكن ينظر إليه المحافظون بعين الريبة لدعمه موسوي قبل أربعة أعوام. ولم يستبعد خاتمي ترشحه رسميا ولكنه أيد أمس، الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني المنتمي إلى تيار الوسط وعبر عن أمله في ترشح رفسنجاني للرئاسة.
وأشار رفسنجاني (78 عاما) إلى احتمال ترشحه ولكن بموافقة الزعيم الأعلى الإيراني فقط. ويحظى رفسنجاني بقدر من الشعبية بين الإصلاحيين بسبب دعمه للحركة المعارضة في عام 2009.
وقال محمد حسين ضياء الذي أدار الحملة الانتخابية لكروبي في عام 2009 ويدير الآن موقعه الإلكتروني من الولايات المتحدة "فرصة رفسنجاني للترشح ليست ضئيلة".
وأضاف "إذا ترشح رفسنجاني فأعتقد أن الإصلاحيين وبعض الأصوليين سيدعمونه".
وتخشى القيادة حول خامنئي بصورة خاصة من ترشح اسفنديار رحيم مشائي مساعد أحمدي نجاد حيث ينظر إليه المحافظون بارتياب شديد ويعتبرونه قائد "تيار منحرف" يسعى لتقويض نفوذ رجال الدين لصالح القومية العلمانية.
وتفحص هيئة محافظة من رجال الدين وفقهاء القانون تعرف باسم مجلس صيانة الدستور طلبات جميع المرشحين ويستطيع المجلس أن يقضي بعدم أهلية أي مرشح دون إعطاء مبررات وعادة ما يقصر الترشح على مجموعة من الرجال. ولم تترشح سوى ثماني نساء حتى الآن.
غير أنه لم يعد هناك قدر يذكر من الحماس الشعبي الذي شهدته الفترة السابقة لانتخابات 2009 عندما شعر كثيرون بأن هناك إمكانية للتغيير الحقيقي في إيران.
وبعد أعوام تعرضت فيها طهران لعقوبات دولية هي الأشد صرامة في تاريخها بسبب برنامجها النووي بات الكثير من الإيرانيين يهتمون بالاقتصاد أكثر من الصراع السياسي.
وقال ضياء "هناك قطاع كبير من الناس إما لا يريدون المشاركة وإما يشعرون بقلق بالغ إزاء المشكلات الاقتصادية ولا يعتبرون أن الأنشطة السياسية تمثل أولوية".
ولكنه أضاف "الناس يراقبون وينتظرون ليروا من سيترشح ولذلك لا نستطيع بعد أن نحدد ما يفكر فيه الناس".