وزراء «الساعة الخامسة والعشرون»
كنا نسمع مسمى مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين فنصاب «بخضة» ونتصورهم مجموعة من الشيوخ أصحاب الحكمة الذين يتفكرون فى الأمر ويقلبونه على وجوهه حتى يصلوا للقرار الأقرب إلى الصواب. إلى أن فوجئت بما جرى فى التعديل الوزارى الأخير.
يبدو أن الدكتور هشام قنديل لم يكن له من دور فى التعديل سوى التقاط الصور التذكارية مع أصحاب الأسماء التى جاءته من مكتب الإرشاد. وأن الرئيس مرسى لم يفعل سوى أن تم حلف اليمين أمامه. وكان الرئيس حريصاً على حلف اليمين قبل سفره للبرازيل. وكان الدكتور هشام قنديل حريصاً على انتهاء المقابلات قبل سفره لتركيا. أما الأسماء النهائية فجاءت من مكتب الإرشاد. لدرجة أن الدكتور هشام أصر حتى اللحظة الأخيرة أن التعديل سيشمل 11 وزيراً. فى حين أن مكتب الإرشاد قرر أن يكونوا 9 فقط. ولم نسمع تفسيراً لتناقض الأرقام.
قالوا لنا إن وزيرى الصحة والإعلام بقيا لاعتذار المرشحين بدلاً منهما. مع أن القاهرة تعرف أن الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا ورئيس جمعية حقوق المشاهدين، جاء وقابل الدكتور هشام قنديل مقابلة طويلة. وقدم قائمة بمطالبه المالية. ووافق قنديل عليها. وانتهى اللقاء باعتباره وزيراً مرشحاً للإعلام. وعندما تقرر بقاء الوزير الحالى. لم يكلف أحد خاطره بالاعتذار للوزير المرشح الذى جرى اللقاء معه باعتباره مرشحاً.
سمعنا أن من يتولى استثمار مصر الآن درس فى معهد الألسن. والوزارة من الأعمال السيادية الكبرى. والتوقف عند نوعية الدراسة قد يكون نوعاً من البحث عن العيوب. لكن الاستثمار مسألة صعبة والتخصص الدقيق أصبح سمة من سمات إدارة اقتصاد البلدان المتعثرة.
ووزير الثقافة، الذى وصفه مكتب الإرشاد بالوزير الثائر، جاء ليتخذ قرارات فورية وهو واقف أمام كاميرات التليفزيون. فقرر تغيير اسم مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة دون الرجوع لرئيس هيئة الكتاب، الدكتور أحمد مجاهد، ودون أن يعرف أن مكتبة الأسرة لها هيئة تحرير هى التى تقرر كل شىء. وهيئة الكتاب تنفذ ما تتوصل إليه من قرارات. وعندما ذهب الوزير إلى المجلس الأعلى للثقافة كان مطلبه الأول من الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام، قوائم لجان المجلس التى تحتوى على 725 مثقفاً وقائمة بأعضاء المجلس الأعلى وسؤال محدد عن موعد التغيير. وقواعد الاختيارات.
من المؤكد أن الوزير لم يقرأ مقال أحمد أمين الشهير: لماذا تأكلون تفاحكم أخضر؟ الذى كتبه سنة 1954. وكان السؤال موجهاً لجماعة الإخوان المسلمين وقتها. وما زالت السرعة و«اللهوجة» هى السمة الغالبة على سلوك الجماعة. بصرف النظر عن الوطن وظروفه ومقتضيات حاله.
«الساعة الخامسة والعشرون» عنوان رواية لروائى رومانى، قسطنطين فليبوس، عن الساعة التى تأتى بعد النهاية بساعة. ويبدو أننا نعيش هذه الساعة فى مصر: هنا والآن.