رئيس هيئة الكتاب: مخزوننا من الورق أنقذ إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب.. وبعض دور النشر انسحبت بسبب تضاعف قيمة الدولار

رئيس هيئة الكتاب: مخزوننا من الورق أنقذ إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب.. وبعض دور النشر انسحبت بسبب تضاعف قيمة الدولار
- أرض المعارض
- أسباب سياسية
- أسعار الكتب
- ارتفاع أسعار
- ارتفاع الأسعار
- ارتفاع سعر الدولار
- الأعلى للثقافة
- الأكثر مبيعاً
- الجنيه المصرى
- أجنبية
- أرض المعارض
- أسباب سياسية
- أسعار الكتب
- ارتفاع أسعار
- ارتفاع الأسعار
- ارتفاع سعر الدولار
- الأعلى للثقافة
- الأكثر مبيعاً
- الجنيه المصرى
- أجنبية
أكد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس هيئة الكتاب، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ48، الذى تبدأ فعالياته خلال أيام، يواجه الكثير من التحديات، أبرزها: ارتفاع أسعار تأجير أجنحة العرض وخامات الطباعة عقب تحرير أسعار صرف العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكى إلى أكثر من الضعف مما كان عليه فى السابق، وهو الأمر الذى أدى فى النهاية إلى انسحاب بعض دور النشر العربية والمصرية من معرض هذا العام، مشيراً إلى أن قطاعات وزارة الثقافة لم تتأثر كثيراً بالأمر، نتيجة استعدادها لتلك الأزمة بمخزون كبير من الورق الذى ارتفع سعره مؤخراً، فأصبح إصدار الكتاب المطبوع مخفّض السعر يمثّل تحدياً كبيراً، مقترحاً تدشين موقع عربى ضخم على غرار موقع «أمازون» لتسهيل عملية شراء وترويج الكتب. وأكد «الحاج على» فى حواره لـ«الوطن» أن وزارة الثقافة بكل قطاعاتها كانت حريصة على المشاركة بمعرض «الدوحة» للكتاب، كما كانت حريصة على المشاركة بمعرضى جدة والرياض فى السعودية، لافتاً إلى أن الثقافة يجب أن تكون جسر تواصل لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات السياسية بين الدول الشقيقة فى المنطقة.. وإلى نص الحوار.
■ هل أمام هيئة الكتاب فرصة ذهبية لتسويق كل ما يوجد لديها من كتب موجودة فى المخازن منذ عشرات السنين؟
- هناك فرصة ذهبية بالفعل، نظراً إلى أن أغلب ناشرى القطاع الخاص تأثّروا بزيادة أسعار الورق، بينما لم تتأثر إصدارات وزارة الثقافة بشكل عام، وهيئة الكتاب بشكل خاص، بارتفاع الأسعار الذى طال مستلزمات الطباعة، نظراً إلى أننا أخذنا تدابير ليكون لدينا مخزون كافٍ من الورق قبل زيادة أسعاره، وهو ما يعنى أن زيادة أسعار الكتب التى تُصدرها هيئة الكتاب هذا العام لن تتجاوز الـ15% مقارنة بالعام الماضى. وأؤكد أن رواد معرض الكتاب سيلاحظون أن كتاب وزارة الثقافة هو الأرخص سعراً، وبالتالى سيكون الأكثر مبيعاً لجودة محتواه وطباعته، هذا بجانب أن كتب الهيئة الصادرة هذا العام عليها خصم 20%، والكتب التى تجاوز إصدارها 5 سنوات عليها خصم 70%، وما قبل ذلك يُطرح فى الأجنحة مخفّضة الأسعار، التى يوجد بها مخزون الكتب الصادرة منذ عشرات السنين، وتُباع بجنيه وجنيهين.
{long_qoute_1}
■ ما أبرز الإصدارات الجديدة التى ستطرحها الهيئة فى معرض الكتاب هذا العام؟
- هناك نحو 200 عنوان جديد سنطرحها فى معرض الكتاب هذا العام، منها إصدارات السلاسل الجديدة التى طُرحت بالفعل، وصدر منها قبل ذلك عددان وثلاثة، وهناك ما هو فصلى، وهناك عناوين تُعاد طباعتها كاملة فى نُسخ فاخرة، ومنها دواوين ومسرحيات كاملة لشخصية المعرض هذا العام الشاعر صلاح عبدالصبور، وهناك كتاب جديد للدكتور جابر عصفور عن «عبدالصبور»، وأيضاً كتاب «المجتمع العميق» لعمار على حسن، وطرحنا كتاباً يُعتبر مهماً جداً بالنسبة لى شخصياً، وترشح بعد طرحه بأسبوع لجائزة «الشيخ زايد»، وهو كتاب «جدل الدين والحداثة» لصلاح سالم، إلى جانب ذلك هناك إصدارات الأطفال، والكثير من إبداعات الشباب الذين نوليهم اهتماماً خاصاً هذا العام.
■ تحدثت عن وجود اهتمام خاص بالشباب، رغم أننا لم نرَ حتى الآن إلا مؤلفات الكتاب الذين عادة ما يتصدّرون قائمة أفضل المبيعات فى دور النشر الخاصة بهيئة الكتاب.. فهل هناك أسماء بعينها تحتكر إصدار الكتب فى الهيئة؟
- حينما تتوافر لدى الشباب الرغبة فى تقديم كتاباتهم للقارئ العادى الذى لا يستطيع دفع سعر مرتفع للكتب، وحينما يقبلون بالحصول على مقابل أقل مما يأخذونه من دور النشر الخاصة، وأن يعملوا طبقاً للوائحنا، ويقبلون شروطنا التى تهدف إلى تقديم جودة عالية للكتب بسعر أقل، سيكون مرحباً بهم فى هيئة الكتاب، وسيكون بابى مفتوحاً لهم دائماً، وسأُعطى لهم اهتماماً ومعاملة خاصة.
{long_qoute_2}
■ دائماً ما يؤكد شباب الكتاب أن دور النشر الخاصة تقدم دعاية وتسويقاً لكتبهم أفضل بكثير مما تُقدمه قطاعات وزارة الثقافة.. فما رأيك؟
- نُقدم ما هو أفضل من الدعاية، حيث تنظم هيئة الكتاب أكثر من 100 معرض سنوياً فى جميع أنحاء مصر، والعام الماضى أقمنا 99 معرضاً. وفى رأيى أن هذه المعارض أهم من أى إعلان، لأن الهيئة تقوم بترويج وتوصيل الكتاب إلى كل مكان فى مصر، وأتمنى أن يوجد الجميع فى الهيئة بكتبهم، والخدمة الحقيقية التى سأقدمها لأى كاتب شاب هى الوجود فى كل معرض تنظمه الهيئة.
■ متى نرى القيمة المادية لجائزة معرض الكتاب تتساوى مع العائد المادى المرتفع للجوائز التى تمنحها بعض المؤسسات فى دول الخليج، مثل جائزة «الشيخ زايد» و«البوكر» وجائزة «كتارا» القطرية؟
- فى رأيى، أن جائزة معرض الكتاب ذات قدر أكبر من الأهمية، والفرق بينها وبين ما ذُكر من جوائز، هو فقط ارتفاع القيمة المادية لجوائز الخليج.
■ هل من الممكن رفع القيمة المادية لجائزة معرض الكتاب فى مصر خلال هذه الدورة أو الدورات المقبلة؟
- أتمنى ذلك، لكن من الصعب تحقيق ذلك حالياً فى ظل الوضع الاقتصادى الذى تمر به مصر، لكن سيشهد معرض الكتاب هذا العام، منح جوائز جديدة، مثل جائزة «أفضل كتاب فى معرض القاهرة»، وجائزة «كتاب معرض القاهرة»، وجائزة «الكتاب الأول للشباب»، مقسّمة على جزءين تماشياً مع محور الشباب وثقافة المستقبل. {left_qoute_1}
■ لماذا لا نفتح الباب أمام تقديم جائزة المعرض للكُتّاب العرب حتى نمنحها انتشاراً، ونزيد من الزخم الثقافى فى المعرض؟
- هذه هى رؤيتنا، لكن أرى أن انفتاح مصر على الكُتّاب والمثقفين العرب، بدأ بالفعل من خلال تعديل قانون جوائز الدولة التى يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، الذى أقره البرلمان منذ أيام، لتكون هناك جائزة عربية، وأعتقد أن هذه بداية جيدة، وستكون هناك جوائز أخرى.
■ ذكرت فى بداية حديثك عدم تأثر الهيئة بارتفاع أسعار الورق لوجود مخزون كافٍ لديها.. فماذا ستفعل بعد انتهاء هذا المخزون؟
- هذه معضلة، فقبل ارتفاع الأسعار لم تكن الهيئة تحقق ربحاً من بيعها للكتب، وعندما أجد أن سعر الخامات وصل إلى الضعف أو أكثر، سأواجه مشكلة كبيرة فى تثبيت سعر الكتاب، والحل الوحيد من وجهة نظرى هو تطبيق ثقافة النشر الإلكترونى للكتب، لكن بشروط، منها ألا يقوم كل ناشر على حدة بعمل مشروع خاص به، لأنه سيكون من السهل اختراقه إلكترونياً، وأن يتم نسخ الكتب قبل نشرها إلكترونياً، لأن التكلفة ستكون عالية على الناشر، فسعر الكتاب الإلكترونى مرتفع، وأرى أن الحل فى تدشين مظلة نشر إلكترونية مصرية يجتمع فيها كل الناشرين، ويتم فيها تقسيم الكتب إلى كتاب ينشر ورقياً وإلكترونياً فى الوقت نفسه، بسعر لا يزيد على 20 أو 30% من سعر الكتاب الورقى، مع نشر بعض العناوين إلكترونياً فقط، والبعض الآخر يكون ورقياً فقط، وهذا المشروع يمثل تحدياً كبيراً لكل دور النشر المصرية، ونعتبره الجناح العربى لبنك المعرفة، وعندما يتم تنسيقه بشكل جيد، سيكون لدينا إمكانية لوضع تقنية غير قابلة للاختراق الإلكترونى ومؤمّنة بشكل كبير، ونستطيع أن نُخفّض وقتها سعر الكتاب بشكل كبير.
■ هل ستكون ثقافة نشر الكتب إلكترونياً رفاهية فى ظل ارتفاع الأسعار؟
- لا أظن ذلك، وإتاحة الكتب إلكترونياً ستحل قضية ارتفاع أسعارها.
■ لكن ألا ترى صعوبة فى تطبيق ذلك المشروع فى ظل ارتفاع نسبة الأمية بمصر؟
- هناك ملايين من مستخدمى الهواتف الذكية فى مصر رغم الأمية، ويُقدر عددهم بنحو 15 مليون شخص، ويمكننا تنفيذ مشروع النشر الإلكترونى بالتعاون بين قطاع النشر الحكومى ودور النشر الخاصة.
■ أين وصلنا فى مراحل تطبيق هذا المشروع؟
- قطعنا أشواطاً فى الدراسة، وقمنا بعمل تجارب له فى موقع الهيئة، وبدأنا فى تحويل الكتاب إلى نشر صوتى على الهواتف المحمولة، ونخاطب حالياً «صوت القاهرة» من أجل إتمام هذا الأمر.
■ لكن لدينا مشكلة هى أن المواقع الإلكترونية التابعة لوزارة الثقافة ضعيفة ولا تحتمل الضغط الجماهيرى عليها؟
- إذا تحققت صيغة المشروع كما أحلم، بقوة تقنية تعادل موقع «أمازون»، فلن نواجه أى مشكلة تقنية، وسيتحول المشروع فيما بعد لمظلة نشر عربية وليست مصرية فقط.
■ ومتى سنبدأ الخطوات التنفيذية لهذا المشروع؟
- عندما تكتمل دراسته، مع العلم بوجود مشكلة فى توافر تكاليف المشروع، وهى المشكلة الحقيقية التى تواجهنا حتى الآن، كما أن ثقافة استخدام كارت «الفيزا» أو كارت الائتمان على الإنترنت، ليست منتشرة بكثرة فى مصر، ونبحث عن صيغة أخرى للدفع من غير المتعاملين مع البنوك، وبذلك يمكننا الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور.
■ وماذا عن المشاركة الأفريقية؟
- يشارك به الكثير من الدول الأفريقية، مثل الكاميرون وإريتريا والصومال وإثيوبيا، وعدم مشاركة هذه الدول بالمعرض العام الماضى كان بسبب تأخر مواعيد رحلات الطيران وليس لأسباب سياسية كما يعتقد البعض.
■ وماذا عن مشاركة قطر وتركيا فى المعرض؟
- بالنسبة إلى قطر فهناك بروتوكول تبادل بين معرضى الدوحة والقاهرة، ويتم تجديده كل عام، وكل قطاعات وزارة الثقافة شاركت فى معرض الدوحة منذ شهرين، أما تركيا فلم تتقدم بطلب للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وليس هناك بروتوكول للتعاون الثقافى بين البلدين.
■ ما المشكلات المبكرة التى هددت إقامة معرض الكتاب هذا العام، هل هى تهديد الناشرين بالانسحاب من المشاركة بسبب ارتفاع إيجار صالات المعرض، ومطالبتهم بتخفيضها لتصل إلى نفس سعر الإيجار فى العام الماضى؟
- بالفعل، واجهنا هذه المشكلة منذ الإعداد لإقامة المعرض، واستجابت أرض المعارض لمطالب الناشرين وأعادت سعر إيجار الأرض لنفس قيمته العام الماضى، على الرغم من أن كل الخدمات التى سيتم تقديمها، مثل صالات وخيم العرض والديكورات ارتفع سعرها عن العام الماضى، ومع ذلك تدخلت هيئة الكتاب للعودة بالسعر إلى نفس قيمته العام الماضى، وذلك دعماً لحركة النشر، وفى النهاية ستتحمل الهيئة الزيادة الكبيرة فى أسعار الخدمات المقدمة لدور النشر المشاركة فى معرض القاهرة الدولى بهذا العام.
■ وكيف ستعوض الهيئة تحملها لتلك الخسائر؟
- من إيرادات المعرض، فالمعرض حقق العام الماضى ربحاً مادياً كبيراً، وهناك أمل لدينا فى زيادة أرباحه هذا العام، أو على الأقل لا يتحول الربح لخسارة كبيرة.
■ فى توقعاتك، هل سيكسر معرض الكتاب حاجز الـ2 مليون زائر؟
- أتمنى أن نكسر حاجز الـ3 ملايين زائر هذا العام، فالعام الماضى استقبلنا 200 ألف زائر يومياً، وهى سعة أرض المعارض، حتى الشوارع الواسعة كان بها زحام شديد.
■ من الانتقادات التى وُجهت إلى معرض الكتاب فى العام الماضى أنه كان يخلو من مشاركة نجوم الثقافة والفن المصرى به.. فكيف ستتفادى ذلك العام؟
- بالعكس، يشارك كثير من النجوم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، كل فى تخصصه، ونراعى مشاركة الجميع فى المعرض سواء من النجوم أو المبتدئين، والعام الماضى شارك الكثيرون فى المعرض، مثل هانى عازر، وعلى المستوى الفنى المخرج خالد يوسف والفنان محمود حميدة وغيرهم الكثيرون، وهذا العام سيأتى إلى المعرض هانى النقراشى مستشار وزير الطاقة، وسيأتى محمود حميدة والموسيقار راجح داوود.
■ هل امتنع الكثير من دور النشر العربية عن المشاركة فى معرض القاهرة الدولى هذا العام؟
- نعم، امتنع الكثير من دور النشر العربية عن المشاركة بالمعرض لأسباب اقتصادية تتلخص فى ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى، خاصة من لبنان والأردن، ومن اعتذر من دور النشر تقدمت مكانها أخرى، ومشاكل دور النشر المنسحبة ليست فقط الإيجار ولكن إنتاج وتسعير الكتب فى ظل الظروف الاقتصادية القاسية التى تعانى منها مصر فى الوقت الحالى، فارتفاع سعر الكتب يقلل من هامش الربح، لذلك فضل كثير من دور النشر عدم المشاركة فى المعرض من الأساس، فمثلاً الكتاب الذى كان سعره 20 دولاراً فى العام الماضى وكان يسعر بـ140 جنيهاً، أصبح سعره بعد تحرير الصرف أكثر من 300 جنيه.
■ فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، هل ترى أن هناك احتمالات لعدم إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى عام 2018؟
- لا أظن ذلك، نحن فى طريقنا للاستقرار الاقتصادى، فالأزمة طوال العام الماضى كانت تتمثل فى عدم استقرار سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وما حدث من ارتفاع شديد ومفاجئ للأسعار كان أمراً كارثياً لا يمكن توقعه، ولكن بعد تحرير سعر الصرف أصبح هناك استقرار نسبى وواضح على صعيد الاقتصاد، وهذا الثبات سيجعل الظروف الاقتصادية فى مصر بالفترة المقبلة أفضل بكثير.