هاجر الإسلامبولي في حوار لـ"الوطن": السياسة الخارجية المصرية مستقلة ومتوازنة

كتب: بهاء الدين عياد

هاجر الإسلامبولي في حوار لـ"الوطن": السياسة الخارجية المصرية مستقلة ومتوازنة

هاجر الإسلامبولي في حوار لـ"الوطن": السياسة الخارجية المصرية مستقلة ومتوازنة

قالت السفيرة هاجر الإسلامبولي، مساعد وزير الخارجية سابقا إن تحركات السياسة الخارجية المصرية، خلال العام 2016 تمكنت من تحقيق العديد من الأهداف الحيوية لمصر، التي تخدم المصالح المصرية داخليا وخارجيا.

وأكدت السفيرة، خلال حوارها لـ"الوطن"، وجود ملفات ودوائر جديدة للسياسة الخارجية المصرية تم تفعليها وإعادة الاهتمام بها، وعلى رأسها الدائرة الإفريقية والعلاقات في إطار شرق المتوسط، فإلى نص الحوار..

 

- كيف تقيمين تحركات السياسة الخارجية المصرية خلال عام 2016؟

هذا العام شهد مزيد من الانفتاح الكامل على العالم من دوائر مختلفة وليس هناك انحسار على دوائر معينة وخاصة بعد الحصار الذي حدث في علاقات مصر بعد 2013، وخاصة اتساع الاهتمام بمنطقة شرق البحر المتوسط كدائرة جديدة في السياسة الخارجية المصرية، وترسيم الحدود البحرية والحقول البحرية والعلاقات مع ايطاليا، وكذلك تعزيز العلاقات مع روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، حيث كانت في قوة شديدة خلال هذا العام الذي شهد لقاءات متنوعة مع المسؤولين الفرنسيين والروس والامريكان، حيث زار سامح شكري الولايات المتحدة أكثر من 3 مرات خلال هذا العام، وتتمتع السياسة الخارجية المصرية بتحركات مستقلة ومتوازنة في ظل الاستقطاب والتجاذبات والمحاور المتصارعة في الاقليم والعالم.

- ما هي أبرز الدوائر الجديدة في اهتمامات السياسة الخارجية المصرية خلال 2016؟

بالتأكيد الدائرة الإفريقية عادت مجددا إلى دائرة الضوء فقد شاركت مصر بفعالية في مختلف المحافل الدولية المتعلقة بالقارة الافريقية وكان اخرها المشاركة على المستوى الرئاسي في القمة العربية-الافريقية التي عقدت في مالابو، ومثلت مصر القارة في العديد من الاجتماعات على المستوى الدولي، فضلا عن عضويتها في مجلس الامن، ونشاطها في الامم المتحدة للدفاع عن مصالح القارة في مختلف القضايا الدولية، وقام الرئيس خلال هذا العام بزيارة العديد من الدول الافريقية ومن بينها زيارات تمت لأول مرة مثل زيارة الرئيس لدولة رواندا وأوغندا وغينيا الاستوائية وغيرها.

وبالإضافة للدائرة الإفريقية نرى أيضا أن السياسة الخارجية المصرية أكدت اتجاهها شرقا، فكان هناك زيارات رئاسية هامة للصين والهند وكوريا واليابان وسنغافورا، وكان الرئيس السيسي ثاني رئيس مصري يزور اليابان منذ 17 عام. كما عززت مصر علاقاتها أيضا مع دول الاتحاد الاوروبي وخاصة مع بعض الدول التي لم تكن تأتي كثيرا ضمن قائمة التفاعلات المصرية كزيارة الرئيس للبرتغال مؤخرا.

- ما هي أبرز مرتكزات الخطاب السياسي لمصر في الخارج؟

مصر دولة سلام وتدافع عن السلم والأمن الدوليين بحكم دورها في منطقة الشرق الأوسط، وعضويتها في مجلس الامن بالأمم المتحدة وعضوية مجلس السلم والأمن الافريقي، وتركز في هذا الصدد على دعم مفهوم الدولة الوطنية الحديثة، ورفض التطرف والإرهاب والاضطلاع بدور رئيسي في مكافحته، ومصر في خطابها في الخارج تعيد الاعتبار لدور الدولة الوطنية بعد ما شهدت المنطقة حالة من الفوضى وتصاعد دور الميليشيات والجماعات المتطرفة.

- ما هي أبرز التحديات، التي واجهتها وزارة الخارجية المصرية مؤخرا؟

الخارجية المصرية واجهت تحديات كثيرة خلال الفترة الأخيرة ولكن لم يكن لها يد بها، وخاصة المشكلات المتعلقة بالعلاقات مع إيطاليا على سبيل المثال، وأكدت تحركات الخارجية المصرية في هذا الصدد استمرار النهج التعاوني في مختلف هذه القضايا من أجل التغلب على تلك التحديات، ولا شك ان السياسة الخارجية تنطلق من مرتكزات ومحددات داخلية، فقد عملت الدبلوماسية المصرية على تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري، وتوسيع الشراكة مع الدول الهامة في الاقتصاد العالمي لتلبية احتياجات التنمية الداخلية.{left_qoute_1}

- كيف تقيمين تحرك الخارجية المصرية في الدائرة العربية وهل أدت بعض المواقف إلى توتر العلاقات مع بعض الدول العربية؟

الدائرة العربية هامة وبها مشكلات كثيرة، والعلاقات قوية بين مصر والدول العربية والسعودية لأنهما دولتين يقوم عليهما الوطن العربي كله، وفيما يتعلق بموقف السعودية من تصويت مصر لصالح القرار الروسي حول سوريا في أكتوبر الماضي، كان هناك موقف سلبي وفوجئ السعوديون بالتصويت، وكان يجب علينا أن نتفاهم مع الجانب السعودي ونشرح له مواقفنا، وخاصة أن التصويت المصري كان لصالح القرارين الأوروبي والروسي، واعتقد أن موقف السعودية ليس له ما يبرره، ويحتاج إلى تفهم اكثر، ولكي يتفهموا موقفنا يجب أن نشرح لهم أكثر وعلى مستويات متعددة، وخاصة أن تصريح الرئيس المصري الشهير "مسافة السكة" يعني حماية أمن الخليج والمملكة وليس حماية تطلعاتها الخارجية.

وفيما يتعلق بقطر فموقفنا منها مفهوم لأنها تلعب دور تخريبي في المنطقة، وسياسات غير مسؤولة، ودول الخليج "مش عارفة تسيطر عليها"، وكان يجب على مصر ان تشرح مواقفها بصراحة وبدون خجل. والتوتر مع المغرب غير واضح لان موقف مصر دائما مع موقف المغرب من جبهة البوليساريو، ولا يمكن أن ترغب المغرب في العودة للاتحاد الإفريقي الذي انسحبت منه ثم تأخذ موقف من مشاركة مصر في قمة عربية إفريقية، حيث كان يجب أن تدعمها وليس أن تهدها، وننتظر حكمة ملك المغرب لتجاوز هذا الأمر.

- بالنسبة للدول التي لا يوجد بها سفير مصري مثل قطر وتركيا وإيران وسوريا ما هو موقفكم من استمرار هذا الوضع؟

نأمل أن ترسل مصر سفراء لهذه الدول، ولكن كل حالة تقتضي دراسة على حدى، وفيما يتعلق بقطر نحن لم نسحب السفير، أما تركيا فهي دولة غير عربية وتتدخل في الشأن العربي كما حدث في سوريا، ولكن في نهاية المطاف من المهم أن نستأنف الحوار مع كل الأطراف، ولكن ليس هناك سهولة في مسألة اعادة سفيرنا الى تركيا وخاصة ان رئيسها لا يكف عن التدخل في الشأن المصري، وايران وتركيا يقومان بزعزعة الاستقرار في المنطقة كلها.{long_qoute_1}

- ماذا عن العلاقات مع إسرائيل وإجراء سامح شكري أول زيارة لوزير الخارجية المصري لتل أبيب منذ 9 سنوات؟

العلاقات مع إسرائيل تقوم على تثبيت السلام بين البلدين، وخلال العقود الماضية تمكنا خلال السلام من المضي قدما في التنمية بدلا من توجيه كل مجهودنا للحروب، وإسرائيل لاعب مهم في المنطقة، ولا يهمنا أن تكون العلاقات قوية أو دافئة ولكن أن تكون مستقرة، وخلال الفترة المقبلة هناك حاجة للتعاون في منطقة شرق المتوسط وخاصة مع الاكتشافات من البترول والغاز في هذا المنطقة، ولذلك هناك حاجة للتشاور والتنسيق، ولكن يجب أن تقوم إسرائيل بتقديم تنازلات في الملف الفلسطيني، ولا يمكن قبول وجود احتلال في القرن الواحد والعشرين وخاصة أن اسرائيل آخر دولة احتلال في العالم.


مواضيع متعلقة