«مى» فتحت مدرسة لتعليم الآباء كيفية التعامل مع الأطفال: قبل ما تفكر تخلف اتعلم أصول التربية

كتب: سلوى الزغبى

«مى» فتحت مدرسة لتعليم الآباء كيفية التعامل مع الأطفال: قبل ما تفكر تخلف اتعلم أصول التربية

«مى» فتحت مدرسة لتعليم الآباء كيفية التعامل مع الأطفال: قبل ما تفكر تخلف اتعلم أصول التربية

للحياة منهج علمى قادر على إخضاع أكثر الأشياء فطرية إلى عناصر منضبطة يمكن اتباعها للوصول إلى نتائج أفضل، وتربية النشء العنصر الأقوى لبناء مجتمعات سليمة، وفى الوقت الذى يعتمد فيه الوالدان على تربية الأطفال بشكل فطرى، اعتمدت «مى علوى» على القراءة والبحث ليساعدها فى تربية ابنتها بشكل صحيح، ومن ثَم حرصت على إفادة غيرها ودشنت مؤسسة لتعليم الآباء والأمهات كيفية التعامل مع أبنائهم وطرق التربية. «Raising Happu».. مؤسسة أسستها خبيرة التربية وعضو منظمة اليونيسيف منذ عامين، لتعليم الآباء والأمهات الأساليب العلمية السليمة لتربية النشء الصاعد، مستغلة دراستها لعلم النفس بالجامعة الأمريكية وسفرها وحصولها على دبلومة فى مجال التربية من المملكة المتحدة «إنجلترا»، لتنقل بعض البرامج كما هى من إنجلترا لحصولها على رخصة فى استعمالها لدراستها إلى مصر، مستهدفة ثلاث فئات، أولاهم الآباء والأمهات من خلال تقديم تدريبات واستشارات فردية لهم، ثم تدريب المعلمين فى المدارس والحضانات وكذلك رعاة الأطفال فى الجمعيات الخيرية، والاهتمام بالجزء النفسى فى التعامل مع الأطفال وهو ما يؤهله ليكون سعيداً ويستطيع تلقى دروسه.

من خلال تدريباتها للفئات الثلاث لاحظت «مى» مشكلات أساسية تسيطر على تربية الأبناء، فى مقدمتها العنف سواء جسدياً أو نفسياً، دون النظر أو معرفة البدائل التى يمكن عملها بعيداً عن العنف لتحقيق ما نريده من أطفالنا، كما لاحظت نقص الوعى فى التربية وعدم معرفة الوالدين بجدوى ما يفعلانه مع أطفالهما وهل صحيح أم خطأ.

الآباء والأمهات لأطفال دون الخامسة، هم أكثر الفئات التى تتردد على المؤسسة لتلقى التدريبات، ويتلقون مع الجميع تدريباً تحضيرياً لكل المراحل العمرية، ثم يوجّه لكل فئة عمرية لأبناء الحاضرين برنامج خاص للتعامل مع الأبناء، وللحوامل نصيب أيضاً من التدريبات لتتمكن من التعامل مع العام الأول للطفل دون أن تفاجأ، وتستمر التدريبات حتى عمر المراهقة. بعد وضعها لطفلها الثانى ووصل إلى عمر الستة أشهر وشقيقته كانت آنذاك تبلغ 3 سنوات، توجهت «ياسمين رضا» لتلقى تدريبات بعد أن عانت فى تربية الكبرى ولا تعرف كيف تتعامل مع الاثنين بعد الولادة، خاصة أن الكبرى تشعر بأن أمها ألقت ظلال اهتمامها على أحد غيرها، وترى ياسمين أن تلك التدريبات فرقت معها، خاصة مع ابنتها لتمنع أن يتسلل البُعد النفسى بينهما، على سبيل المثال كانت تضجر من «زن» ابنتها المتواصل وقلة أكلها ما يسبب أضراراً صحية لها ولا تجد غير الصراخ فيها بديلاً، ولكن بعد معرفتها بأساليب التربية وقررت احتواء الصغيرة والتحدث والتودد إليها علمت أن وراء الزن مشكلة صحية تعانى منها الابنة، وغير ذلك من الأمثلة التى جعلتها تعتمد لغة الحوار للتواصل مع أبنائها.

«كل حاجة ممكن تتحل»، تلك النتيجة التى استخلصتها ياسمين بعد تلقى تدريبات فى التربية وكيفية البحث عن حلول بدلاً من الانفعال الدائم، وتسعى لأن يتلقى والدها تدريبات أيضاً «لأننا بنتعامل بطبيعتنا ومش شرط تكون صح». كورسات وقراءة كتب، أشياء تجدها دينا يحيى ضرورية للأهالى لأن الأمومة والأبوة «شغلانة» لمدة 24 ساعة يومية تحتاج إلى علم وامتلاك مهاراتها التى لا نعلمها بالضرورة، لذا سعت لتلقى التدريبات التى وجدتها فارقة فى التعامل مع ولديها الأكبر 6 سنوات والأصغر 4 سنوات، واستوعبت ما يفكران فيه والتحديات التى تواجههما، فالأخير كان يعانى من عدم القدرة على التعبير عن مشاعره واستطاعت الأم بعد ذلك أن توجهه إلى كيفية استكشافها والتعبير عنها وتعريفه بالمشاعر من الأساس، والأكبر «عنيد» لدرجة كبيرة استطاعت ترويضه بشكل أكبر ومعرفة أن هناك أموراً يمكن ألّا نقابلها بالعِند مثل أن يرتدى «تى شيرت على شورت» غير لائقين، ولكن لا مانع إن لم يكن ذاهباً إلى مكان أو مناسبة تحتاج إلى أن يكون مهندماً فى مقابل إحساسه أنه صاحب قراره، وصححت مفاهيم كثيرة مغلوطة يتبناها الجيل الحالى من الوالدين.


مواضيع متعلقة