بالصور| مقهى قبرصي يوفر "أرضا محايدة" من أجل السلام

كتب: أ ف ب

بالصور| مقهى قبرصي يوفر "أرضا محايدة" من أجل السلام

بالصور| مقهى قبرصي يوفر "أرضا محايدة" من أجل السلام

 يوفر مقهى "دار التعاون" الواقع، وسط منطقة التماس المهجورة التي تشرف عليها قوات الأمم المتحدة في نيقوسيا، "أرضا محايدة" يلتقي فيها قبارصة أتراك، ويونانيون لتجاوز خلافاتهم، وبلورة مستقبل مشترك رغم انقسام بلدهم.

للوصول إلى المقهى يجب عبور حاجز أمني وإبراز أوراق ثبوتية لدخول "الخط الأخضر"، منطقة التماس التي تقسم قبرص وعاصمتها إلى شطرين منذ اجتاحها الأتراك في 1974، لتكون نيقوسيا آخر عاصمة أوروبية مقسومة منذ سقوط جدار برلين.

وقالت خيرية روزجار (25 عاما)، إحدى المسؤولين عن "دار التعاون"، "نحن في منطقة التماس المنزوعة السلاح على الجزيرة، إنه وضع شاذ، لكننا حاولنا عبر فتح المقهى هنا تطبيعها وتسهيل الدخول إليها".

تجلس خيرية القبرصية التركية إلى جانب زميلتها من الطرف اليوناني للجزيرة ليفكيا هيراكليوس (37 عاما) في المقهى الذي يشهد تشاركا في المسؤوليات كما يمكن أن يحدث على جزيرة موحدة. وقالت هيراكليوس "إنها طريقة جيدة لإثبات قدرتنا على العمل معا".

افتتح "دار التعاون" الذي بادر إلى إطلاقه أساتذة، في مايو 2011، بعد 8 سنوات على فتح المعبر الأمني الذي أجاز لسكان نيقوسيا العبور إلى الشطر الشمالي الخاضع للأتراك.

صمم داخل المقهى ليشيع الهدوء ويوفر أجواء مؤاتية للحوار. وهو يشمل صالونا فيه مكتبة ومزينا بصور كبيرة ومصابيح وأثاث خشبي وسط موسيقى جاز خافتة في الخلفية.

ويشهد المقهى، مؤخرا الكثير من المناقشات عن الأمال التي تثيرها المفاوضات المنعقدة في جنيف منذ مطلع الأسبوع بين قادة شطري الجزيرة.

وقالت سلطان تشاوش أوغلو (40 عاما)، التي تتابع دروس الإنجليزية التي تجذب خصوصا قبرصيات تركيات "يسهل الحضور إلى هنا ولقاء قبارصة يونانيين".

وشهدت الجزيرة عددا من مبادرات المجتمع المدني لتعزيز اللقاءات والحوار، على غرار جولات على الدراجات الهوائية ودروس رقص التانجو أو كرة السلة.

في 2006 تشكلت "بيس بلايرز" (لاعبو السلام)، المنظمة الرياضية الوحيدة المشتركة بين الشطرين، وهي تضم أكثر من 200 لاعب تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاما، يتبارون جنبا إلى جنب. وقالت العضو في الجمعية منذ عامين، الأمريكية جسيكا والتون "في البدء يبدو الأطفال خجولين، لكنهم سرعان ما يدركون أنهم يتشاركون أمورا أكثر مما كانوا يخالون".

ورغم أنهم لا يتكلمون اللغة نفسها، "لا يلزمهم وقت مطول" لتجاوز هذا الحاجز.

غير ان المبادرات المشابهة تبقى محدودة نظرا الى مدى الريبة المتبادلة بعد اكثر من 40 عاما على انقسام الجزيرة في 1974، حين اجتاحت تركيا شمال الجزيرة ردا على انقلاب قوميين لالحاقها باليونان. وتسبب الاجتياح بنزوح عشرات الالاف من الشطرين الى الجنوب او الشمال بين ليلة وضحاها، تاركين ممتلكاتهم.

على غرار الكثير من القبارصة ولدت تشاوش اوغلو في جزيرة مقسومة، وسمعت روايات عن الحياة قبل النزاع وامنت بامكانية المصالحة يوما ما. لكنها اليوم فقدت الامل وترى "ان الاوان فات لاعادة الوصل بين الناس".

خاب امل مؤيدي اعادة التوحيد في 2004 مع فشل خطة السلام التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة انذاك كوفي انان، بعدما رفضها القبارصة اليونانيون في استفتاء فيما أيدها جيرانهم القبارصة الاتراك.

قالت روزغار إن سكان الجزيرة "أصبحوا غرباء بالنسبة لبعضهم البعض"، لكن مع الوقت "بدا الناس يتساءلون أكثر فأكثر ويدركون أنه لا يمكن الاستمرار على هذه الحال إلى الأبد".

أضافت أن أي تقدم يحرز في جنيف يجب إقناع السكان به، لأن "صنع السلام لا يختصر بتوقيع".


مواضيع متعلقة