وبدأت كورسات الأطفال: «أخدنا أجازة»

كتب: عبدالله عويس

وبدأت كورسات الأطفال: «أخدنا أجازة»

وبدأت كورسات الأطفال: «أخدنا أجازة»

ضجيج يملأ الشارع، أصوات الأطفال ترتفع تحت نشوة اللعب، يقطع الصوت أحد الجيران منزعجاً ومحذراً من اللعب أسفل بيته، متمنياً عودة الدراسة بأسرع شكل ممكن، راح كل ذلك فى طىّ النسيان مع التطور التكنولوجى ووصول الهواتف الحديثة ليد بعض الأطفال، لتنقطع علاقتهم بالواقع فى وقت مبكر من العمر، وهو ما حاول علاء عزام تغييره فى شكل معسكر يحوى الأطفال، واضعاً بين أيديهم الخامات اللازمة لبناء الأفران وعشش الطيور وطبخ الطعام والتلوين، وصنع الطوب اللبن وتربية الحيوانات والطيور.

فى المعادى، حيث يسكن علاء عزام، قرر الرجل العمل على تطوير منطقته، بمعاونة جيرانه، تنظيف الشوارع وتلوين الكبارى وإطعام الفقراء، أمور قام بها الرجل، لكن تفكيره هداه إلى إقامة معسكر يتعلم فيه الناس زراعة المواد الغذائية الأساسية لكل مطبخ، فاستقر على قطعة أرض بفكتوريا تبلغ مساحتها أكثر من 200 متر استأجرها ونظفها، ومع بدء دورات التدريب على الزراعة، لاحظ أن أكثر المتقدمين من الأطفال دون الـ13 سنة وربات البيوت، فطور النشاط كلياً وجعله مقتصراً على الأطفال: «الطفل هو المستقبل، فلما نربيه صح ونطور تفكيره، بنضمن للمجتمع مستقبل كويس»، مشيراً إلى أن المعسكر يعلم الأطفال فى فترة الإجازة العديد من المهارات، مثل بناء الأفران البلدية وتربية بعض الطيور، وعمل قوالب خشبية لصب الخليط الذى يتكون منه الطوب اللبن، وتعليمهم طرق بناء العشش: «بندرس لهم فرنساوى وإنجليزى وعلوم ورياضة كمان، بس كله بشكل عملى».

اختيار المواد التى يعمل بها الأطفال مهمة صعبة، حسب «علاء»، مشيراً إلى أنه يحرص على اختيار ما يتناسب مع سنهم لتجنب وقوع ضرر على أحدهم: «هبتدى أجيب عمال من كل مهنة يعلمهم فى ورش كل فترة، من أول الخوص وصناعته، لحد الفخار والغزل»، مشيراً إلى أن تجاوب السكان معه كبير: «كل واحد بيقدم اللى يقدر عليه والدورة كلها بـ300 جنيه».


مواضيع متعلقة