عباس الطرابيلي: "أقليات الوطن العربي"

كتب: محمد متولي

عباس الطرابيلي: "أقليات الوطن العربي"

عباس الطرابيلي: "أقليات الوطن العربي"

قال الكاتب الصحفي عباس الطرابيلى في مقاله له نشرتها جريدة الوفد تحت عنوان "أقليات الوطن العربى" إنه "لماذا يلعب الأعداء دائماً علي أوتار الأقليات.. ليس فقط في مصر وحدها.. ولكن في كل الوطن العربي.. وهذه المنطقة تعيش فيها أقليات عديدة ومتنوعة.. والبعض يعتبرها ألغاماً جاهزة للانفجار.. بل منها ما انفجر.. ومنها من هو علي وشك الانفجار".

وأضاف: "إذا كان في مصر مع المسلمين، أشقاء مسيحيون.. ولكن وطنيتهم حافظت علي انتمائهم للوطن.. وفي لبنان نجحوا فترات في احتواء هذا التعدد بين مسلم سني ومسلم شيعي.. مع أرمن وأروام وكاثوليك.. وأكراد وشركس، ولكن وقفت هذه الظاهرة ـ أحياناً أخري ـ عقبة أمام التوحد الوطني المطلوب، وبالذات في زمن الأزمات، وفي سوريا هناك أغلبية مسلمة.. وأقلية علوانية شيعية.. ومنهم الأسرة الحاكمة الآن في سوريا ومركزهم في منطقة اللاذقية وما حولها وأيضاً هناك أكراد وشركس.. وأيضاً مسيحيون.. مع نسبة كبيرة من الدروز يتمركزون في منطقة الجولان، وفي الجنوب منهم، في شرق الأردن، بجانب المسلمين. هناك أيضاً من المسيحيين.. بل وكذلك من الأكراد والأتراك والشراكسة.. ولهم نسب يمثلونهم في البرلمان الأردني.. وأحياناً لهم نصيب في المواقع الوزارية".

موضحا "أما في العراق فهناك بجانب المسلمين السنة ـ وكانت منهم الحكومات والأسرة الحاكمة الهاشمية ـ والمسلمين الشيعة.. وجاءت فترة كان الطرفان يقتسمان المناصب الوزارية.. قبل أن تسود الشيعة وتسيطر علي الحكم، بالذات بعد سقوط نظام صدام حسين، وهنا لا نتجاهل الأكراد. إذ نجحوا ـ في أواخر حكم صدام ـ في الحصول علي نوع من الحكم الذاتي.. تحول بعده إلي كيان ودولة ولها ممثلون في الخارج ولهم إعلامهم ومدارسهم ولغتهم المكتوبة والمسموعة.. وهم يسيطرون ليس فقط علي شمال العراق.. بل علي شمال شرق سوريا.. ويمتد تواجدهم داخل شرق تركيا.. وبالمثل لا ننسي تواجدهم في شمال غرب ايران وأيضاً في الجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً".

مختتما: "ولا ننسي وجود نسبة كبيرة غير السنة في اليمن وسلطنة عمان من زيديين وإباضيين.. ووجود تعايش سلمي طبيعي في المنطقة الشرقية من السعودية وفي مملكة البحرين.. فهل يريد الأعداء تحويل المنطقة كلها إلي بلقان جديد.. وألا يكفي تقسيم دولة يوغوسلافيا ـ أيام تيتو إلي العديد من الجمهوريات من صرب وكروات وبوسنة وغيرها.. ووصلت الأمور إلي صراع جيوش وسقوط مئات الألوف قتلي وجرحي!!".


مواضيع متعلقة