بنى سويف: «الإخوان» يستهدفون الفقراء.. ومركز «ببا» مصدر تفريخ العناصر الخطرة لـ«بيت المقدس»

بنى سويف: «الإخوان» يستهدفون الفقراء.. ومركز «ببا» مصدر تفريخ العناصر الخطرة لـ«بيت المقدس»
- أجناد مصر
- أجهزة الأمن
- أحمد جمال
- أحمد على
- أسلحة النارية
- أعضاء جماعة الإخوان
- أمن بنى سويف
- أمناء الشرطة
- أنشطة اقتصادية
- أنصار بيت المقدس
- أجناد مصر
- أجهزة الأمن
- أحمد جمال
- أحمد على
- أسلحة النارية
- أعضاء جماعة الإخوان
- أمن بنى سويف
- أمناء الشرطة
- أنشطة اقتصادية
- أنصار بيت المقدس
مثلت قرى الملاحيات التابعة لمجلس قروى «طنسا»، بمركز ببا جنوب بنى سويف، إحدى أهم مفارخ الإرهاب فى المحافظة، حيث أفرزت تلك القرى عدة عناصر خطرة انضمت لتنظيم بيت المقدس الإرهابى فى سيناء، إضافة إلى تورط شاب فى تفجير معبد الكرنك بالأقصر، منتصف 2015.
تتكون الملاحيات من قرى «حسن سليم، حسن سعيد، على جمعة، سعيد جعفر»، فى الجانب الغربى من نهر النيل، ويمتهن غالبية سكانها الزراعة والصيد وغيرهما من الحرف البسيطة، وتعانى من فقر مدقع علاوة على نقص الخدمات، فضلاً عن ارتفاع نسبة الأمية وتفشى الأمراض وانخفاض الرعاية الصحية المقدمة، وعدم وجود أنشطة اقتصادية أو اجتماعية.
بين منازل صغيرة متراصة بشكل عشوائى، تفصلها شوارع لا يتعدى عرض الواحد منها مترين أو ثلاثة أمتار على الأكثر، باستثناء الشارع العمومى بالقرية، تنتشر الزوايا الصغيرة التى مثلت ملتقى لشباب القرية وعدد من أبناء المشايخ، لتبدأ رحلة التطرف من تلك الزوايا الصغيرة التى لا تلفت الأنظار، وهو ما كان سبباً رئيسياً فى نجاح التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها، فى تجنيد واستقطاب الشباب، ففى ملاحية سليم قاعدة عريضة لجماعة الإخوان المسلمين، التى استغلت فقر سكانها لاستقطابهم عن طريق الخدمات المادية، بداية من توزيع البطاطين والسكر والزيت والوجبات خلال المواسم والأعياد وشهر رمضان، وانتهاء بإعانات شهرية للأسر الفقيرة، ما مثل سبباً رئيسياً لمشاركة معظم أهالى القرية فى كل فعاليات الإخوان، سواء بتنظيم مسيرات داخل القرية، أو التظاهر بمركز ببا أو محافظة بنى سويف، قبل أن تتبعهم قوات الشرطة وتلقى القبض على عدد كبير منهم.
{long_qoute_1}
فى منتصف أغسطس 2013، بدأت أنظار الأجهزة الأمنية تتجه نحو تلك القرى، خاصة ملاحية حسن سليم، بعد كشف خلية إرهابية تضم عدداً من أفراد تلك القرية، تجمعوا عقب فض اعتصام رابعة، وانضموا لتنظيم بيت المقدس الإرهابى وتنظيم أجناد مصر الإرهابى، وهم: «محمد عاشور مصطفى، واسمه الحركى حمدى الحلال، 35 عاماً، موظف بالأزهر الشريف، وأحمد جمال أحمد على، 30 عاماً، سائق، ومديح رمضان حسن علاء، 33 عاماً، سائق، ومقيم بقرية ملاحية على جمعة، المجاورة لقرية حسن سليم، بالإضافة إلى عناصر أخرى من مراكز ومحافظات مختلفة، وبعد رصد القرية تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليهم، ووجهت لهم اتهامات عدة من بينها اغتيال عدد من ضباط الشرطة واستهداف المنشآت الحيوية. بعد استهداف إرهابى لمعبد الكرنك منتصف العام الماضى، تمكنت أجهزة الأمن من القبض على على جمال أحمد على، من أبناء قرية حسن سليم، على خلفية إصابته فى الحادث الإرهابى، حيث كان أحد العناصر المشاركة فى العملية، وكشفت التحقيقات انضمامه لتنظيم «داعش» الإرهابى، وأقر أنه فى إطار قناعته بتلك الأفكار انضم لجماعة أنصار بيت المقدس التى أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، وتواصلوا خلالها مع عدد من الإرهابيين، وعقدوا عدة لقاءات تنظيمية تدارسوا خلالها أفكار وتوجيهات الجماعة ووسائلها فى تنفيذ أغراضها، وكان آخرها استهداف معبد الكرنك وقوات الشرطة القائمة على تأمينه والسائحين الأجانب المترددين عليه.
كما اعترف المتهم أنه قام برصد المعبد وقوات الشرطة المرابطة لتأمينه وتوافد السائحين الأجانب عليه، والتقط صوراً فوتوغرافية، ثم قام بنقل العبوات المتفجرة مستقلاً أحد القطارات المتجهة إلى الأقصر، وفور وصوله برفقة عنصرين إرهابيين عقد لقاء مع المتهمين على أحد المقاهى المحيطة بمعبد الكرنك وكلفهم فيه باستهداف أماكن تجمع السائحين باستخدام العبوات الناسفة والأسلحة النارية التى كانت بحوزتهم، وعقب التصدى للعملية ومقتل رفيقيه تبادل المتهم إطلاق النيران مع قوات الشرطة، وتم إلقاء القبض عليه بعد إصابته بطلق نارى نقل على أثره إلى المستشفى.
المتهم على جمال أحمد على، ولد داخل منزل بسيط بقرية ملاحية حسن سليم فى مطلع شهر نوفمبر من عام 1986، لأب يعمل موظفاً بالوحدة المحلية، وزارعاً لقطعة أرض لا تتعدى فداناً باع معظمها للإنفاق على أسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء، حيث مهدت حالة الفقر التى تعيشها الأسرة لانخراط أبنائها فى صفوف الإخوان المسلمين، فبدأت عملية تجنيد «جمال» على يد شقيقه الذى يعمل سائقاً، محبوس على ذمة قضية تنظيم بيت المقدس رقم 423 لسنة 2014، كما أن زوج شقيقته، محمد عاشور مصطفى طه، هو أحد قادة تنظيم بيت المقدس واسمه الحركى محمد الحلال، كان يعمل موظفاً بالأزهر الشريف، وهو المتهم رقم 139 فى قضية تنظيم بيت المقدس، والمحبوس حالياً، وكشفت مصادر أمنية أن الإرهابى على جمال كان على علاقة وثيقة بالإرهابى مديح رمضان حسن علاء، وشهرته داخل تنظيم بيت المقدس «خالد القمص»، وهو من قرية ملاحية على جمعة، المجاورة لقرية ملاحية حسن سليم، تم حبسه بتهمة اغتيال أمناء الشرطة ببنى سويف، بعد القبض عليه فى الشرقية بالتنسيق مع مديرية أمن بنى سويف. أهالى القرية يعترفون بانتشار المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية فى ربوعها، إلا أن أغلبهم الآن يكتفون بالحديث فقط بينهم وبين أنفسهم بعد تضييق الأجهزة الأمنية عليهم، حسبما أكد حسن سليمان، أحد شباب القرية الذين استطاعوا الحصول على قسط من التعليم وصل لمرحلة إنهاء التعليم الفنى الثانوى، قائلاً: «عدد خريجى الجامعات بالقرية بسيط وأغلبهم حصل على مؤهل متوسط ونسبة الفقر عالية جداً بالقرية، ومعظم سكانها يعملون بالزراعة»، لافتاً إلى أن الإرهابى على جمال كان يعمل بشركة لبيع فلاتر الجرارات الزراعية، واقتصرت تحركاته على مسجد القرية والذهاب لعمله، وكان قليل الاحتكاك بالمجتمع المحيط، وأضاف أحمد محمد سعد، أحد أهالى قرية ملاحية حسن سليم: «على كان ملتزماً دينياً وفوجئنا بخبر أنه إرهابى وشارك فى عدد من العمليات الإرهابية بينها محاولة تفجير معبد الكرنك، وقبل إلقاء القبض عليه اختفى لفترة وكان يتردد على القرية من آن لآخر»، مؤكداً أن أسرته تنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، وشقيقه وزوج شقيقته محبوسان فى قضايا إرهاب وعنف، وأوضح محمد حسن، طالب جامعى من أهالى القرية، أن جمال لم يوجد فى القرية بصفة مستمرة قبل القبض عليه، لأنه يتنقل لبيع الفلاتر بين المحافظات، ولا يأتى للقرية سوى للمبيت فى أيام محددة، مضيفاً أن أحد أشقائه يدعى أحمد، هرب للعمل بدولة ليبيا، لأنه كان من المطلوبين أمنياً على ذمة قضايا انتمائه للجماعة الإرهابية ومشاركته فى اعتصام رابعة. مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، أكد أن المتهم تأثر كثيراً بشقيقه وزوج شقيقته، اللذين جنداه لصالح تنظيم بيت المقدس الإرهابى، بعد أن نجحا فى إقناعه بالانضمام معهما، وتجنيد أصدقاء له لصالح التنظيم من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية خلال اعتصام رابعة.