"أسوشيتد برس": واشنطن تتحول من قائد إلى متابع لجهود وقف الحرب في سوريا

"أسوشيتد برس": واشنطن تتحول من قائد إلى متابع لجهود وقف الحرب في سوريا
بعد سنوات من الإخفاق في التوصل إلى حل لوقف نزيف الدم في سوريا، اكتفت الولايات المتحدة بموقف المتفرج في هذه الحرب الأهلية الطاحنة، فيما ينهي باراك أوباما أيامه الأخيرة كأحد قاطني البيت الأبيض.
وتقول وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية إنه لا يزال وزير الخارجية الأمريكي يجري مشاورات متقطعة مع نظرائه في روسيا وتركيا والدول العربية بشأن وقف إطلاق النار، إضافة إلى المشاورات مع المعارضة السورية. لكن مع بقاء أقل من أسبوعين على بدء ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لم يعد بمقدور الإدارة المنتهية ولايتها حتى الزعم بلعب دور قيادي في مفاوضات السلام التي قادتها لسنوات بإخفاق واضح. وتوقفت المحادثات الرسمية مع روسيا والأطراف الأخرى في جنيف، مكان الاجتماعات الرئيسي للدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة.
وتوضح الوكالة الأمريكية أن الولايات المتحدة تنازلت لروسيا عن الدور القيادي، وبدرجة أقل لتركيا وإيران. وعقب مساعدة الجيش السوري في طرد مقاتلي المعارضة من حلب الشهر الماضي، برزت موسكو كوسيط سلام، وتوصلت إلى هدنة جديدة بدون مساعدة واشنطن وأعلنت أمس البدء في تخفيض عدد قواتها في المنطقة. كما يعمل السفراء الروس أيضا على تنظيم أول محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة خلال ما يقرب من عام، والتي تقرر انطلاقها في وقت لاحق من هذا الشهر في أستانا، عاصمة كازاخستان.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الجمعة "لازلنا في مرحلة المحادثات. ربما لا نكون على طاولة المفاوضات في أستانا، وربما لا نكون على طاولة المفاوضات في موسكو، أنا أدرك ذلك، لكن الأمر لا يبدو وكأننا ابتعدنا عن سوريا".
وأضاف في وقت لاحق: "لا علاقة لنا بهذه المفاوضات. لكن ذلك لا يعني أننا انسحبنا من المشهد كلية".
وتقول "الأسوشيتد برس" إنه نظرا لغياب أية مؤشرات حول نوايا إدارة ترامب تجاه الأزمة السورية، يشعر دبلوماسيو الولايات المتحدة بالقلق تجاه المشاركة في أي مبادرات جديدة من شأنها استمرار الدور الأمريكي. نتيجة لذلك، كان هناك اختلاف واضح حول المشاركة حتى في دور المراقب في اجتماع السلام المقترح. وقالت تركيا للولايات المتحدة إن وجودها سيكون موضع ترحيب، لكن مسؤولين أمريكيين، قالوا إن واشنطن لم تتوصل إلى قرار بهذا الشأن، مؤكدة أن تضاؤل الدور الأمريكي يمكن أن يحمل العديد من السلبيات.
طالب أوباما قبل نحو ست سنوات الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة والسماح بعملية انتقال ديمقراطي. لكن رفض أوباما توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط يعني أن الولايات المتحدة ليس لديها القدرة على تشكيل مثل هذه النتيجة. دورها الهامشي بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة يعني أنها لا تملك القدرة حتى على المساعدة بصياغة مستقبل سوريا وحماية المصالح الأمريكية الحيوية، مثل أمن إسرائيل ومحاربة تنظيم "داعش".
من ناحية أخرى، سلم أوباما العصا إلى ترامب بدون أي تدخل عسكري أو دبلوماسي واسع النطاق في سوريا. الرئيس لم يرد المشاركة في الصراع الذي أسفر عن مقتل قرابة نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى الفرار من بلادهم كلاجئين. تردد أوباما في التدخل يعني أن ترامب سيكون لديه المرونة، التي لم تكن لدى أوباما في وراثة حربي العراق وأفغانستان.
أصر كيري في المؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، على أن الإدارة لم تتخل عن سوريا وعبر عن أمله في أن يتمكن الجانبان المتحاربان من إجراء "مفاوضات حقيقية" للتوصل إلى اتفاق سلام.
لكن بعض المسؤولين أصيبوا بخيبة أمل نتيجة لانسحاب الإدارة من عملية السلام. فعلى سبيل المثال، لم يتحدث كيري إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف منذ 27 ديسمبر. وكانت المناقشات تدور بشكل شبه يومي في مرحلة ما العام الماضي.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الإدارة الأمريكية سعيدة بالسماح للروس والأتراك والإيرانيين بالمحاولة في المهمة المعقدة للتوصل إلى سلام في سوريا. وقالوا إن الموقف المسيطر هو السماح لتلك الدول بالمحاولة في التعامل مع هذه المشكلة المعقدة للتوصل إلى سلام في سوريا. وقالا إن الموقف المسيطر في الإدارة هو السماح لتلك الدول بأن يكتشفوا بأنفسهم صعوبة هذه المهمة.
توصلت روسيا، الداعم الرئيسي للحكومة السورية، وتركيا، المؤيد القوي للمعارضة السورية المعتدلة، إلى اتفاق وقف إطلاق النار الهش الحالي، الذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر. وصمدت الهدنة لكن القتال لم يتوقف تماما. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بشأن هذه الانتهاكات.
لم تشمل الهدنة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا.
وتكثف الولايات المتحدة جهودها في تلك الحملة، وقال ترامب ومستشاريه للأمن القومي أن ذلك سيكون أولوية قصوى بالنسبة لهم.
نشرت إدارة أوباما عددا غير معلوم من قوات العمليات الخاصة، ما بين 200-250 جنديا، في سوريا. وتقوم هذه القوات بتقديم المشورة والمساعدة لما يسميه الأمريكيون قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف من الأكراد السوريين والعرب، ويشارك بعض الأمريكيين مع قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا.