«المصريين الأحرار» يدخل معركة البقاء.. و«مستقبل وطن» عاش عاماً من الاستقالات الجماعية.. وحزبا «موسى» و«شفيق» يعانيان الانشقاق.. وحزب «البرادعى» مات مبكراً

«المصريين الأحرار» يدخل معركة البقاء.. و«مستقبل وطن» عاش عاماً من الاستقالات الجماعية.. وحزبا «موسى» و«شفيق» يعانيان الانشقاق.. وحزب «البرادعى» مات مبكراً
- أعضاء الحزب الوطنى المنحل
- أعضاء المجلس
- أمين راضى
- إعادة الهيكلة
- احتواء الأزمة
- استقالات جماعية
- الأب الروحى
- أبو
- أحزاب
- أحمد شفيق
- أعضاء الحزب الوطنى المنحل
- أعضاء المجلس
- أمين راضى
- إعادة الهيكلة
- احتواء الأزمة
- استقالات جماعية
- الأب الروحى
- أبو
- أحزاب
- أحمد شفيق
يمر معظم الأحزاب السياسية حالياً بأسوأ مراحل ضعفها، من حيث الإمكانيات، أو الأداء السياسى، ما يتسبب فى تعرضها لأزمات، واحدة تلو الأخرى، وكذلك لا تعبأ تلك الأحزاب بنظرة أعضائها لنفسها ودورها المفترض تجاه الوطن وخدمة المجتمع، فى مرحلة تعد الأخطر فى تاريخ مصر، لكن تلك الأحزاب الباحثة عن دور تلقى الكرة دوماً فى ملعب الآخرين، وتحيل أسباب ضعفها إلى تضييق السلطة عليها وعدم مساعدة الحكومة لها.
وطالت لعنة الأزمات حزب المصريين الأحرار المعروف عنه التماسك والمؤسسية التى تغيب عن أحزاب كثيرة على الساحة السياسية، فهو صاحب أكبر كتلة برلمانية فى مجلس النواب، لكنه دخل فصلاً جديداً من التفكك بعد تصاعد الخلافات بين أركانه، حيث جرى حل مجلس الأمناء والإطاحة بمؤسسه، رجل الأعمال نجيب ساويرس، وحرر عدد من أعضاء الحزب محاضر ضد الجمعية العمومية ليدخل الحزب فى منعطف سياسى وصراعات قد تعصف ببقائه فى الحياة السياسية بمصر.
واشتعلت داخل أروقة الحزب حرب بيانات واشتدت حدة الصراع على الشرعية، واعتبر الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، الطرف الأول فى النزاع، أن الحزب شركة يديرها من يملك أعلى حصة من الأسهم، فى إشارة منه إلى «ساويرس»، عضو مجلس الأمناء «المنحل» وأحد ممولى ومؤسسى الحزب، وهو ما رد عليه رجل الأعمال بأنه «مضطر للجوء إلى القضاء، بعد تأميم الحزب» حسب قوله.
وهذه ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها حزب المصريين الأحرار لأزمات، فقد عانى من هزات سابقة، لكنها لم تؤثر على مسيرته، منها الإشـكالية التى استقال على أثرها الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب، من الحزب، ومشكلة فصل النائبة نادية هنرى، وغيرهما، لكن فى كل مرة كان يتم التعامل مع الأمر بهدوء، بينما فى النزاع الحالى وصل الأمر إلى محطة اللجوء للقضاء والشكوى للجنة شئون الأحزاب، كما أصدر مجلس أمناء الحزب بياناً طالب فيه بإلغاء المؤتمر العام نتيجة عدم اطلاع أعضاء المجلس على التعديلات التى سيتم التصويت عليها، كما أعلن عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب، فى بيان وقع عليه 30 عضواً، رفضهم لانعقاد المؤتمر العام للحزب، وطالبوا رئيس الحزب بتقديم استقالته، مؤكدين أن الحزب يتعرض حالياً لأكبر ضربة قاضية فى تاريخه تورط فيها بقصد ودون قصد كل من ظن أن أعضاء الحزب أدوات يتم استدعاؤها عند الحاجة للتصويت على قرارات دون دراسة أو مناقشة حقيقية، وظن أنه فقط هو من يملك الحقيقة مع غياب واضح لمبدأ الشفافية.
أما حزب مستقبل وطن، الذى لقب بـ«الحصان الأسود» فى سباق الانتخابات البرلمانية بعد فوزه بـ 53 مقعداً، ليحتل ثانى أكبر كتلة برلمانية بعد «المصريين الأحرار»، ما زال دوره غائباً عن الشارع ومواقفه من قضايا الوطن غائبة ويعيش فى عباءة ائتلاف «دعم مصر» البرلمانى، حيث كان العام الماضى هو عام الاستقالات من الحزب، وبدأت بالأعضاء وانتهت برئيس الحزب محمد بدران، وأخذت موجات الاستقالات الجماعية تضرب فى بنيان واستقرار الحزب.
واندلعت شرارة الاستقالات من الحزب من أمانة السويس، التى أعلنت استقالة 300 عضو من أعضاء الحزب، عقب إبلاغهم بقرار تولى أحد قيادات الحزب الوطنى المنحل لأمانة المحافظة، فى إطار إعادة الهيكلة التى يجريها الحزب، وتوالت الاستقالات من الامانات الأخرى بمحافظات عدة معلنين أن الحزب يشهد حالة من التخبط والانقسامات ولهث العديد من قياداته وراء المناصب وأهوائهم الشخصية وليس مصلحة الوطن والمواطنين، مما أثر على أدائه فى الشارع المصرى ومصداقيته وتراجع دوره فى خدمة البلاد وشبابها.
وخرج بعد ذلك محمد بدران، رئيس الحزب، ليفاجئ الجميع ويعلن استقالته من منصبه كرئيس للحزب، بسبب عدم قدرته على استكمال مسيرته التعليمية فى الخارج وقيادته السياسية للحزب فى آن واحد، الأمر الذى رحب به النائب أشرف رشاد الذى تم تنصيبه فى نفس اليوم الذى تقدم فيه «بدران» باستقالته رئيساً للحزب.
ووضع «بدران» باستقالته الحزب أمام اختبار صعب، فى توقيت حرج شهد خلاله الكيان الوليد سلسلة استقالات جماعية، تزامناً مع استعداد الأحزاب لخوض الانتخابات المحلية المرتقبة، لأنه بعد رحيل «بدران» وتولى «رشاد» المهمة حاول «مستقبل وطن» الوقوف على قدميه من خلال رسم خطوات واضحة للحفاظ على هيبته ومكانته بين الأوساط السياسية، لكن لم تثمر هذه الخطوات عن لم الشمل وتوالت الاستقالات الجماعية من جديد، وتوجيه الاتهامات لرئيس الحزب الجديد بإقصاء الشباب وإحلال أعضاء «الوطنى المنحل» فى أمانات الحزب، ليخرج «رشاد»، ويؤكد أن أى شخص تقدم للحزب باستقالة ستُقبل على الفور دون الرجوع أو التفاوض مع صاحب الاستقالة؛ لأن الحزب لن يُلوى ذراعه بأى شكل من الأشكال بسبب الاستقالات.
وتعرض حزب المؤتمر، الذى أسسه عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عقب ثورة 25 يناير، وانضم له وجوه كثيرة، للثقل الكبير والشعبية الطاغية التى كان يتمتع بها «موسى»، لحالة من الصراعات والانشقاقات الكبيرة وتواصلت استقالات كبار الأعضاء والقيادات من الحزب، حيث غادر عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا الحزب فى مقدمتهم صلاح حسب الله ومعتز محمود ومحمد عبداللطيف، نواب رئيس الحزب، وتامر الزيادى، مساعد رئيس الحزب آنذاك، وقام «حسب الله ومحمود» بتأسيس حزب الحرية مع محمد الفيومى، البرلمانى السابق، وانضم «عبداللطيف» لحزب الوفد.
وتتواصل الأزمات داخل حزب المؤتمر حيث شهد مؤخراً موجة استقالات جماعية جديدة، عقب إعلان اللواء أمين راضى، الأمين العام ونائب رئيس الحزب، اعتزامه تقديم استقالته، لتلحقه بعدها بساعات أمانة كفر الشيخ وشرق الإسكندرية، الأمر الذى أرجعه رئيس الحزب بأنهم أتباع الأمين العام المستقيل.
ويواجه حزب الحركة الوطنية، الذى أسسه الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، نفس مصير حزب عمرو موسى بعد أن استقال المهندس ياسر قورة، الذى قام بتأسيس حزب المستقبل، وصفوت النحاس، الأمين العام للحزب، إلا أن «الحركة الوطنية» ما زال يعتمد على شعبية مؤسسه الفريق أحمد شفيق وعدد من نواب وأعضاء الحزب الوطنى المنحل السابقين.
ولم يختلف كثيراً حزب الدستور، الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، وكان يأمل أن يكون الحزب منبراً لليبرالية فى مصر كى يكون جامعاً للشباب الثورى المصرى ويضم 5 ملايين مصرى فى حزب وسطى جامع يعمل على جمع الشمل، ولكن ما حدث من أزمات داخلية فى الحزب أدى إلى موت مولود «البرادعى» مبكراً.
وجاءت استقالة الدكتورة هالة شكر الله، رئيسة الحزب، من منصبها بمثابة وصول الحزب لنقطة النهاية، وأكدت فى استقالتها أنها أيقنت أن الحزب وصل لحلقة مفرغة من الخلافات والتعقيدات التى قد تطول، ما يهدد مسيرة الحزب وقدرته على الفعل بصورة واضحة.
وشهد الحزب المصرى الديمقراطى موجات استقالات جماعية جاءت على خلفيات انقسام ضرب الحزب مع فوز جناح اليمين بأغلبية أعضاء هيئات الحزب واستمرت حتى فاز اليسار بمنصب رئيس الحزب والنائب الأول لرئيس الحزب، وهو الأمر الذى زاد من حدة الخلاف، الأمر الذى دفع بعض قيادات الحزب للتدخل ولم الشمل، إلا أن كل هذه المحاولات لم تنته بنتائج قادرة على احتواء الأزمة.
وتعرض الحزب المصرى الديمقراطى إلى هزة عنيفة ضربت صفوف قواعده وقياداته، وذلك بعدما فشلت محاولات لم الشمل داخل الحزب، التى نتج عنها قرار الجناح المعارض للرئيس الجديد للحزب، فريد زهران، بالانسحاب من الحزب من خلال موجات متتالية من الاستقالات الجماعية، التى كان أكثرها مفاجأة وإنذاراً بدخول الحزب إلى فصل جديد من التفكك هى استقالة الأمين العام المنتخب، خالد راشد، واستقالة هنا أبوالغار، ابنة الدكتور محمد أبوالغار، الأب الروحى للحزب، بالإضافة لاستقالة عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب، وأمانة شمال القليوبية بالكامل.
وقال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أزمة الانقسام الحالية داخل الأحزاب السياسية ليست وليدة اليوم، ولكنها موجودة فى مصر والحياة السياسية منذ زمن بعيد، وتكمن أسباب الانقسام والتفكك داخل أى كيان حزبى فى التربية السياسية الخاطئة وعدم تعلم ثقافة العمل الجماعى والعمل المنظم وتوزيع الأدوار، كما أن الجميع يعانى من غياب ثقافة الحوار واحترام الاختلاف بشكل سلمى أو متحضر أو هادئ.