يحارب أمراض الشيخوخة بزراعة حدائق مصر الجديدة.. جميل «جمال»

يحارب أمراض الشيخوخة بزراعة حدائق مصر الجديدة.. جميل «جمال»
مع دقات السابعة صباحاً، ينهض من نومه.. يرتدى ملابس العمل ويحمل عدته متوجهاً إلى الجنينة المقابلة لمنزله التى يقضى بها معظم وقته ما بين تقليم أشجار الحديقة وتهذيب أوراقها وغرس مزيد من الشتلات. فـ«عم جمال» يؤمن بأن دوره فى الحياة هو زرع الجمال فى كل ما ومن حوله، فهو يعتبر اسمه رسالة أراد الله أن يوصلها له كى ينشرها فى كل من حوله بعمله فى زراعة الزهور والاعتناء بالحدائق طوال 40 عاماً من عمره الذى تجاوز الـ70.
فى قلب مصر الجديدة، وتحديداً بالقرب من سور الكلية الحربية، اعتاد عم جمال أن يقضى يوماً طويلاً فى تقليم الحدائق وفى تلوين الأسوار، خاصة الحديقة العامة التى تقع إلى جوار منزله، والتى يحفظ كل قطعة فيها عن ظهر قلب. أربعون عاما قضاها «جمال» فى زراعة وتقليم الحدائق، فقبل إحالته إلى المعاش كان يختلس ساعات من يومه ليعتنى بالحدائق، وبعد خروجه تفرغ تماماً لهذا العمل التطوعى الذى يشبع فيه هوايته.
تمر السنوات ولا يزال «جمال» متمسكاً بهوايته، فعن طريقها يتغلب على أمراض الشيخوخة التى قد تداهم جسده النحيل، ومن روح الطبيعة الهادئة يستمد علاقته بمن حوله، فعلاقاته بجيرانه جيدة، فهم يحبونه ويمرون عليه يومياً فى الحديقة يلقون عليه السلام.
لم يتوقف دور عم جمال على الحديقة المجاورة لبيته، بل قام أيضاً بتطوير أكثر من حديقة بحى مصر الجديدة حتى بدت لمساته الجميلة فى أكثر من مكان، وأصبح علامة مسجلة لكثير من أهالى مصر الجديدة الذين بدأوا فى نزول الحدائق وزرع شتلات بها ورعايتها ومساعدة عم جمال فى مهامه اليومية.
عم جمال يريد أن تنتقل فكرته إلى كافة أنحاء مصر وليس فقط مصر الجديدة، فهدفه نشر ثقافة الزرع وتجميل الحدائق فى مصر بأكملها، وبدلاً من أن يذهبوا لحدائق بعيدة وغالية يهتمون بالحدائق المجاورة لهم للتمتع بجمالها.