علماء الأزهر: المحتكر مذنب والاحتكار حرام عند الله ورسوله

كتب: سمر نبيه

علماء الأزهر: المحتكر مذنب والاحتكار حرام عند الله ورسوله

علماء الأزهر: المحتكر مذنب والاحتكار حرام عند الله ورسوله

«المحتكر خاطئ»، كما قال رسول الله، عليه الصلاة والسلام، فى حديثه الشريف، ولفظ «خاطئ» هنا لا يشير إلى الخطأ، وإنما إلى الذنب والإثم، هذا ما أجمع عليه عدد من علماء الأزهر عن التاجر الذى يحتكر سلعة معينة لصالحه، ثم يطرحها فى السوق بسعر مرتفع، يختلف عن تكلفتها الفعلية.

قال الدكتور محمود الجوهرى، من علماء الأزهر، إن الاحتكار حرام، ومن الأمور التى يوجد اختلاف فى وجهات النظر بشأنها، حيث يرى عدد من العلماء أن الاحتكار يخص السلع الضرورية، والحياتية للأفراد كالطعام والسلع الغذائية، والرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «إن المحتكر خاطئ»، والخطأ هنا بمعنى الإثم والذنب، وهو الأمر الذى يحاسب الله عليه، باعتباره ذنباً، قال تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)، وأضاف الجوهرى أن الذنب هنا متعمد، حيث يتعمد المحتكر ارتكاب الذنب، وزيادة أسعار السلع، فالله يغفر الذنوب التى يرتكبها الإنسان سهواً وعلى سبيل الخطأ، أما هذا الذنب فإن المحتكر يرتكبه على حساب الفقراء، وهى جريمة أشد من جريمة التطفيف، والتطفيف هو غش الميزان، وقد قال الله تعالى: (ويل للمطففين)، وهم هؤلاء الذين يغشون فى الميزان بكميات ضئيلة، فما بالنا بالذين يسرقون السلع، ويخبئونها ويرفعون أسعارها على الناس، مشيراً إلى أن الاحتكار آفة شديدة، وكان سبباً من أسباب هلاك الأمم، وهذا التضييق الذى يرتكبه المحتكرون يجب أن يقابل بعقوبة فى القانون، خصوصاً إن كان التجار يقومون بذلك فى السلع الضرورية، أما السلع الأخرى، فالشرع ترك للناس حرية التعامل معها حسب الوضع، وفق الغلاء والرخص، وأن يكون الربح مقبولاً دون مبالغة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احتكر على المسلمين طعامهم، ضربه الله بالإفلاس»، من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، من علماء الأزهر، إن مفهوم الاحتكار فى الفقه الإسلامى واضح، وهو حبس الأقوات والسلع، التى يحتاجها الناس انتظاراً لغلاء الأسعار، والاحتكار محرم، ومجرم، فقد قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «المحتكر خاطئ والجالب مرزوق»، وأوضح كريمة أن الاحتكار لا يحصر فى سلع معينة، بل فى كل ما كان للناس فيه حاجة، من أدوية، ولبن الأطفال، الأقوات، ومواد البناء، على حسب حاجة الناس، إذا جمعها تجار هذه السلع، فاحتكار السكر الذى يحدث الآن حرام، والمحتكر برأت منه ذمة الله، وذمة رسوله.


مواضيع متعلقة