احتفالات رأس السنة فى «وسط البلد»: الأهالى يبحثون عن «الفرحة»

كتب: محمود عبدالرحمن

احتفالات رأس السنة فى «وسط البلد»: الأهالى يبحثون عن «الفرحة»

احتفالات رأس السنة فى «وسط البلد»: الأهالى يبحثون عن «الفرحة»

مع اللحظات الأولى لتعامد عقارب الساعة عند الثانية عشرة مساء، من ليلة أمس الأول، انطلقت الألعاب النارية فى سماء القاهرة الكبرى ومحافظة الجيزة، من داخل أسطح الفنادق المطلة على شاطئ النيل، والمراكب الكبرى التى احتفلت بأعياد رأس السنة من خلال إقامة حفلات غنائية بداخلها، وتصميم زينات كهربائية خاصة انطلقت أشعتها هى الأخرى فى السماء لتشكل رسومات وألواناً زاهية حرص المحيطون بها على التقاط الصور لها.

كوبرى قصر النيل كان أحد أماكن الاحتفال الرئيسية، حيث اصطف أعلاه عدد كبير من الأهالى، شباب وفتيات وأطفال وكبار السن، قبل الساعة الثانية عشرة مساء بوقت كافٍ، ومع انطلاق الألعاب النارية من أحد الفنادق الكبرى المجاورة له، إيذاناً ببدء عام جديد، سادت حالة من الفرحة والبهجة بين جميع الموجودين، الذين بدأوا فى ترديد الأغانى والاحتفال، كلٌ على طريقته.

محمد صابر، شاب عشرينى، طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، جاء مع مجموعة من أصدقائه للاحتفال بليلة رأس السنة، للتخفيف من ضغط الدراسة ومشكلاتها المتعددة، طبقاً لتعبيره، حيث يقول: «السنة كلها بقت ضغط نفسى، والواحد ما بيصدق يكون فى مناسبة يلاقى فيها وشوش مبسوطة وبتضحك وعاوزة تفرح، علشان كدة بقالنا أكتر من أسبوعين بنظبط الخروجة دى مع أصحابى»، الأمر الذى دعاه، وأصدقاءه، للتجمع منذ الساعة الثامنة مساءً، للمرور على أكثر من مكان توجد فيه احتفالات شعبية، دون الدخول لمطاعم أو أماكن رسمية خوفاً من دفع مبالغ مالية عالية، ويضيف: «الكلية مش مخلية فى جيوبنا فلوس، فقلنا نحتفل بطريقتنا بقى، نجيب حاجتنا من السوبر ماركت وناكلها فى الأماكن المفتوحة، من ناحية نفرح وسط الناس، ومن ناحية تانية ما نشيلش فوق طاقتنا المادية، لأن الفرحة مش مرتبطة بقيمة اللى هنشتريه أو هناكله، وإنما مرتبطة بالضحك مع الناس والجرى وسطهم».

وسط حالة الزحام الشديدة التى سيطرت على شارع التحرير، فى اتجاه كوبرى قصر النيل، تراصت سيارات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية فى ميدان الجلاء، بجوار عدد كبير من أفراد شرطة المرور، الذين حاولوا تسيير الحركة المرورية، ولكن دون فائدة، نظراً لتزاحم وتدافع عدد كبير من الأهالى فى الذهاب إلى منطقة وسط البلد للاحتفال بأعياد رأس السنة.

بعد توقف حركة المرور اضطر عاصم عبدالله، أن يسير مع زوجته وبناته الثلاث، من ميدان الجلاء، إلى ميدان قصر النيل والحديقة الموجودة هناك، حيث تجمع مئات الأهالى، الذين ارتدوا ملابس «بابا نويل» المضيئة، ورفعوا هواتفهم المحمولة لتوثيق اللحظات الأولى من العام الجديد، وسط فرحة كبيرة غمرت كافة الموجودين.

تراقصت أضواء برج القاهرة بجوار أخرى خرجت من مبانٍ مجاورة لكوبرى 15 مايو، من داخل حى الزمالك، لتعلو معها أصوات «كلاكسات» السيارات، واحتفالات الشباب بالدفوف والطبول والرقص، بجوار عدد كبير من الأسر والعائلات الذين وقفوا أمام أحد الفنادق على كورنيش النيل، ينظرون بأعينهم إلى أعلى ويلقون بأسماعهم إلى تلك الأصوات الصاخبة المصاحبة لأنوار تنوعت ألوانها فى الطابق الأخير من الفندق حيث حفلة الفنان «تامر حسنى»، فى محاولة منهم لرؤيته أو سماع صوته عن قرب، بعدما فرضت غالبية الفنادق كردوناً أمنياً كبيراً على مداخلها ومنعت الوقوف بالقرب من الأماكن المخصصة لنزول الضيوف من سياراتهم.


مواضيع متعلقة