ليلة «التونة المسمومة».. طلاب الأزهر يطوفون بـ«النعش» ويهتفون «إحنا الطلبة المسمومين»

كتب: وائل فايز

ليلة «التونة المسمومة».. طلاب الأزهر يطوفون بـ«النعش» ويهتفون «إحنا الطلبة المسمومين»

ليلة «التونة المسمومة».. طلاب الأزهر يطوفون بـ«النعش» ويهتفون «إحنا الطلبة المسمومين»

على وقع أصوات الهتافات وقطع الطريق.. قضى طلاب جامعة الأزهر ليلتهم «المسمومة» مساء أمس الأول، احتجاجاً على الواقعة الثانية للتسمم التى تعرض لها مئات من زملائهم فى أقل من شهر، قبل أن تنتهى عواقب الواقعة الأولى من تحقيقات وإقالات لمسئولى الجامعة بعد تسمم 580 طالباً بسبب سوء التغذية وفساد الأطعمة المقدمة للطلاب فى المدينة الجامعية. مع دقات السادسة من مساء أمس الأول، ظهرت حالة من الإعياء الشديد وارتفاع درجة الحرارة مع القىء والإسهال على أحد الطلاب داخل المدينة الجامعية بالأزهر ليتوجه مع زملائه إلى الإدارة الطبية بالمدينة، وعندها أصيب بحالة إغماء، واستدعت الإدارة سيارات الإسعاف لنقل الطالب إلى أقرب مستشفى، ثم توالت بعدها حالات بنفس الأعراض وانتشر التسمم بين الطلاب إثر تناولهم وجبة «تونة» فاسدة، ورُفعت حالة الطوارئ لتشهد جامعة الأزهر حلقة جديدة من مسلسل الكوارث والتسمم. سادت حالة من الغضب والفزع بين طلاب المدينة وخرجوا من المدينة وقطعوا طريق «مصطفى النحاس»، مرددين هتافات «موّتونا سممونا.. ارحمونا ارحمونا»، «ياللى بتسأل إحنا مين إحنا الطلبة المسمومين»، «إقالة كل قيادات الجامعة مطلب كل الطلاب»، «يسقط أسامة العبد»، «لا إله إلا الله واحد مات والتانى وراه» و«يا طيب قوم قوم النهاردة آخر يوم». وحمل الطلاب «نعشاً» اعتراضاً على سوء أوضاعهم فى المدينة الجامعية التى وصفوها بـ«مدينة الموت ومقبرة الطلاب»، خاصة بعد وفاة زميلهم طالب كلية الهندسة «أحمد الباز» منذ أسبوع بسبب سوء الرعاية الطبية بالمدينة، فيما توجه مئات الطلاب إلى قسم شرطة ثان مدينة نصر للاحتجاج على حالة الإهمال والتردى التى يواجهها الطلاب، ومنع فريق آخر من الطلاب مرور سيارة شرطة تابعة لقطاع اللواء أحمد شوقى للأمن المركزى، مما دفع قوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تحسباً لهجوم الطلاب على السيارة، وتدخل بعض قيادات الشرطة لتهدئة الموقف بالتأكيد على حق الطلاب فى التظاهر وتوصيل مطالبهم عبر الطرق الشرعية. ولم يشفع تدخل قيادات الشرطة فى تهدئة الطلاب، حيث قطع طلاب الأزهر طريق الأوتوستراد ووقعت مشادات بينهم وبين السائقين، وكاد الأمر يتطور لاشتباك، حتى تدخل بعض العقلاء لإنقاذ الموقف. من جانبه، أجرى الرئيس محمد مرسى اتصالاً بالطالب أحمد البقرى رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر المعروف بانتمائه «الإخوانى»، للاطمئنان على حالة الطلاب والمصابين، مؤكداً أنه يتابع الوضع بصورة شخصية وأنه كلّف وزير الصحة بمتابعة الحادث وتهيئة المستشفيات لاستقبال الطلاب المصابين وسرعة إسعافهم. وأبلغ «البقرى» الرئيس مرسى بمطالب وحقوق الطلاب، وأكد أنه تم إيصالها للمشيخة موثقة بـ«مستندات وفيديوهات» تؤكد الإهمال الجسيم فى الجامعة، مطالباً رئيس الجمهورية بإقالة الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة من منصبه بقرار جمهورى، وتنفيذ التوصيات التى تضمنها بيان المجلس الأعلى للأزهر فى 3 من أبريل الماضى، والتى تتضمن إجراء انتخابات رئيس الجامعة بشفافية تضمن لطلاب الأزهر إدارة تنهض بهم، وإقالة مسئولى التغذية بالمدن الجامعية وفتح تحقيق موسع فى الحوادث المتتالية وإعلان نتائجها سريعاً ومحاسبة كافة المسئولين. وكلف الدكتور فريد حمادة، نائب رئيس الجامعة، الدكتور عصام عبدالمحسن عميد كلية الطب بنين بالأزهر، بالإشراف الكامل على الإدارة الطبية والاستعانة بأعضاء هيئة التدريس من مختلف التخصصات، بعد يومين من قرار إدارة الجامعة بفصل العاملين بالإدارة الطبية. ونظم عدد من طلاب جامعة الأزهر مسيرة طافت أرجاء الجامعة والمدينة الجامعية أمس، اتجهت إلى مقر إدارة الجامعة احتجاجاً على تسمم زملائهم الطلاب للمرة الثانية، مرددين هتافات «خلى كل الدنيا سامعة تسقط كل إدارة الجامعة»، «بعد تسمم ييجى تسمم أخويا ياناس بيتألم»، «دكتور توفيق صحى النوم النهاردة آخر يوم»، «أسامة العبد عاوز إيه عاوز الطلبة تبوس رجليه لا يا أسامة مش هنبوس وبكرة عليك بالجزمة ندوس»، مطالبين بإقالة كل نواب رئيس الجامعة. فيما لم تستبعد بعض المصادر نظرية المؤامرة من الإخوان على الأزهر وربطوا واقعة التسمم الثانية مساء أمس الأول، بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لدولة الإمارات لتسلم جائزة شخصية العام الثقافية فى العالم الإسلامى التى تقدر بمليون درهم، وإبداء نيته للتبرع بها للمشيخة، خاصة مع نجاحه فيما فشل فيه النظام الحاكم فى إصلاح علاقات مصر التى أفسدها نظام الرئيس مرسى مع دول الخليج وتحديداً السعودية والبحرين، ولا سيما الإمارات التى أفرجت عن 103 سجناء مصريين وتحمل سلطات الإمارات دفع الكفالة إكراماً لشيخ الأزهر، وهو ما فشلت فيه مفاوضات مؤسسة الرئاسة من قبل، مما عرض تنظيم الإخوان ومؤسسة الرئاسة للحرج، كما قطع «الطيب» زيارته للإمارات وعاد على الفور إلى مصر صباح أمس، وعقد عدة اجتماعات طارئة مع كل قيادات الجامعة بشأن واقعة التسمم. وأكد الدكتور علوانى أمين، أستاذ الشريعة بالأزهر، أن واقعة تسمم طلاب المدينة الجامعية «مدبرة» للتشويش على الإمام الأكبر، خاصة أن شيخ الأزهر نجح باقتدار فى توطيد العلاقة بالأشقاء العرب وهو ما استعصى على القائمين على إدارة البلاد. أخبار متعلقة: النيابة تتحفظ على بقايا الطعام فى واقعة تسمم طلاب الأزهر «الصحة»: الطلاب أصيبوا بـ«تلوث بكتيرى» أحزاب وإسلاميون يدعمون شيخ الأزهر ضد «الإخوان».. ويؤكدون: لن نسمح باستغلال واقعة «التسمم» للإطاحة به «الإخوان»: «الطيب» يتحمل مسئولية تكرار تسمم الطلاب