الكنيسة فى خدمة المجتمع.. مساعدات شهرية للأسر الفقيرة والطلاب والفتيات المقبلات على الزواج

كتب: مصطفى رحومة

الكنيسة فى خدمة المجتمع.. مساعدات شهرية للأسر الفقيرة والطلاب والفتيات المقبلات على الزواج

الكنيسة فى خدمة المجتمع.. مساعدات شهرية للأسر الفقيرة والطلاب والفتيات المقبلات على الزواج

«دور الكنيسة اجتماعى ولا تتدخل فى العمل السياسى»، هكذا يؤكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مراراً وتكراراً، وفى سبيل أداء دورها الاجتماعى ترتكز الكنيسة على عدة مؤسسات كنسية للقيام بهذا الدور لخدمة المجتمع والوطن.

من الأدوار الاجتماعية التى تلعبها الكنيسة باختلاف طوائفها سواء «أرثوذكسية أو كاثوليكية أو إنجيلية»، هو إنشاء المدارس والمستشفيات والملاجئ ودور الرعاية الاجتماعية سواء للأطفال أو كبار السن، فضلاً عن إقامة بيوت المغتربين والمغتربات.

{long_qoute_1}

ومن أبرز المؤسسات التى تعتمد عليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى أداء دورها الاجتماعى هى أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية «بليس»، التى أنشئت عام 1962 لخدمة الفقراء والمجتمعات المحرومة.

وتعمل تلك الأسقفية على تقديم برنامج مساعدات شهرية للأسر الفقيرة وبرنامج مساعدات للطلبة فى التعليم ومساعدات للفتيات المقبلات على الزواج، وبرنامج للمساعدة الطائرة وبرنامج للمشروعات الصغيرة وبرنامج لخدمة المعاقين ذهنياً وحركياً وبصرياً وسمعياً وبرنامج لخدمة المدمنين وأسرهم والتوعية بمخاطر التدخين ومرض الإيدز، بالإضافة لبرنامج مكافحة ختان الإناث والتوعية بأساسيات الصحة الإنجابية، وبرنامج مشروعات التنمية فى الإيبارشيات، حيث انتشر الوعى التنموى، وقامت لجان التنمية بالإيبارشيات بكتابة مشروعات لتنمية المجتمعات الفقيرة بالإيبارشية، وتم الاتفاق مع الهيئات المانحة، التى كانت تتلقى طلبات من بعض الإيبارشيات مباشرة، أن يتم تأسيس برنامج إضافى باسم (برنامج مشروعات التنمية فى الإيبارشيات) على أن تقوم الأسقفية باستقبال طلبات الإيبارشيات من مشروعات التنمية ودراستها بمعايير واضحة وتمويلها مناصفة بين الهيئات المانحة والأسقفية.

كما تعمل الأسقفية على توظيف الشباب القبطى والمساهمة فى تمويل المشروعات الصغيرة بالقرى، وكذلك أسست الكنيسة نظاماً علمياً لمساعدة الفقراء فى كافة ربوع مصر من الأقباط الذى وضعه البابا تواضروس الثانى، مؤخراً.

كما تلعب الكنيسة الإنجيلية فى مصر نفس الدور الاجتماعى عبر المدارس والمستشفيات ودور الرعاية والملاجئ، وتعتمد بشكل أساسى فى أداء رسالتها الاجتماعية والحقوقية عبر الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية التى تعد من أكبر الهيئات التى تتلقى تمويلات خارجية حسب وزارة التضامن الاجتماعى وتعمل على تنفيذ العديد من المشروعات فى مصر.

وبدأت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية المعروفة بالإنجليزية بالاختصار «CEOSS» كمشروع لمحو الأمية عام 1950، وهى الآن واحدة من الهيئات التنموية الرائدة فى مصر؛ فتقدم الخدمة للمناطق الحضرية الفقيرة والمجتمعات القروية فى ميادين التنمية الاقتصادية، والزراعية، والبيئية، وفى العناية الصحية والتعليم.

تعمل الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية كهيئة مسيحية ذات أصول بروتستانتية مع جميع الناس بغض النظر عن النوع أو الجنس، والدين أو المعتقدات، وتشجع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية من خلال جهودها المتنوعة، المسلمين والمسيحيين على العمل معاً نحو أهداف مشتركة، وعلى مدار أكثر من ستة وستين عاماً من الخبرة أصبحت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية رائدة فى تنمية المجتمع من جذوره، وتخدم كمنسق ومحفز على التعاون وبناء القدرات والمهارات مع هيئات المجتمع المدنى الأخرى.

وخلال سنوات العمل تحوَّل تدريجياً تركيز الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية من مجرد توصيل الخدمة إلى عمل مجهودات تنموية على أساس تفعيل دور المجتمع؛ لتدعيم المجتمعات ولتحسين نوعية حياتهم وتجهيزهم لتحقيق تنمية مدعومة، ولقد أُعطى تركيز خاص على بناء قدرات ومهارات الهيئات المحلية والقطاعات المهمشة فى المجتمع مثل السيدات والأطفال والمعوّقين، أصبحت السمة المميزة للهيئة هى قدرتها على تحريك وتشجيع المتطوعين من الشعب.

وفى الثمانينات اتسعت رؤية الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لتشمل المجتمع المصرى، حيث ارتبطت برامج اجتماعية واقتصادية مع ثقافة الحوار، والتعددية، والديمقراطية والاستخدام المستنير للتكنولوجيا.

وكذلك جمعية «السنابل»، وأسسها الأب فيكتور جوهرجى عام 1950، لحث مسيحيى مصر على العمل على تنمية بلادهم، ولخدمة منطقة حدائق القبة، وتقوم هذه الجمعية بالتركيز على الخدمات الطبية ودور الحضانة والمشاغل ومراكز خدمة الأمومة والطفولة والنوادى الاجتماعية، وأيضاً هناك اللجنة المصرية للعدالة والسلام، وهدفها إيقاظ الضمير الاجتماعى إزاء الأحداث الإنسانية والقومية والدينية والاقتصادية، وحث كل إنسان على العمل لإقرار العدالة والسلام فى العالم، وتكونت عام 1969 وتخضع مباشرة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر.

وأيضاً جمعية «كاريتاس - مصر»، وهى جمعية للتنمية الاجتماعية، منتسبة لكاريتاس الدولية التى تضم 162 فرعاً منتشرة فى العالم أجمع منها 16 فى الدول العربية، مقرها الرئيسى فى روما، ولمنظمات كاريتاس عملان أساسيان: أولهما، مساعدات ومعونات مادية وعينية عند حدوث زلازل وفيضانات ومجاعات وحروب وكوارث من أى نوع. وثانيهما، تنمية الطبقات الكادحة والأكثر بؤساً بدون تفرقة أو تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون.

كما توجد «هيئة الإغاثة الكاثوليكية»، وهى منظمة أُسست عام 1943، فى الولايات المتحدة الأمريكية ولها فروع فى مصر وتعمل على: «تمكين المرأة، وتقديم القروض متناهية الصغر، ومكافحة الإيدز، والتعليم، وتقديم الإغاثة العاجلة فى الكوارث الطبيعية».

كذلك «جمعية القديس منصور» وهى جمعية كاثوليكية دولية مكونة من العلمانيين، أُسست بباريس عام 1833، وأُسست أول فرقة نشاط لهذه الجمعية فى مصر ببطريركية الأقباط الكاثوليك، بدرب الجنينة بالقاهرة عام 1853، ولها حالياً بمصر فى مختلف الإيبارشيات والرعايا والمحافظات 17 فرعاً.

وتمتلك الكنيسة الكاثوليكية، دار «العناية» (لابروفيدانس) لحماية الأم والطفل التى تأسست عام 1925، ومقرها مدرسة راهبات سيدة الرسل بحدائق القبة وهدفها إيواء الفتيات اللاتى حملن فى ظروف غامضة، وأولادهن، وملحق بهذه الدار حضانة رُضع، ودار حضانة لأولاد الوالدين المنفصلين، وليس لهم من يعولهم، وكذلك يتامى الأب والأم. وأيضاً «دار سيدة السلام لخدمة المعوقين ذهنياً»، و«بيت السامرى الصالح»، وتهدف للعناية بالأيتام وتربيتهم.

ويؤكد كريم كمال، مؤسس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الدور الاجتماعى للكنيسة الكبير بجانب دورها الوطنى والدينى لا ينفصلان، حيث تقوم الكنيسة بتقديم العديد من الخدمات للطبقات الكادحة والمتوسطة منذ تأسيسها حيث تطلق الكنيسة على الفقراء اسم «إخوة الرب».

ويضيف «كمال» أن الدور الاجتماعى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على سبيل المثال برز بوضوح خلال فترة جلوس الراحل البابا شنودة الثالث، حيث عمل منذ اللحظة الأولى من تولى المسئولية على تأسيس لجان إخوة الرب فى القاهرة والإسكندرية والمحافظات المختلفة، حيث كان يرأس بنفسه لجنة القاهرة كل يوم خميس، ولجنة الإسكندرية فى السبت الأول والثالث من كل شهر.

وتابع «كمال»: «هدف اللجنة كان مساعدة الفقراء والاستجابة لمطالبهم التى لا تستطيع اللجان الفرعية فى كنائسهم تنفيذها، مثل تجهيز العرائس والعمليات الكبرى مثل القلب المفتوح وزراعة الكلى والكبد ومصاريف المدارس، وبالمثل كان المطارنة والأساقفة يقومون برئاسة تلك اللجان فى محافظاتهم».

ويوضح «كمال» أن دور الكنيسة الاجتماعى لم يقتصر على مساعدة الفقراء مادياً بل امتد إلى إقامة العديد من المستشفيات والمستوصفات الخيرية التى تقدم خدمتها بالمجان للفقراء وبأجر رمزى لكل المواطنين دون تفرقة بين مسلم ومسيحى، والصروح الطبية للكنيسة القبطية تمتد من القاهرة إلى الإسكندرية والوجه البحرى والصعيد.


مواضيع متعلقة