2016 عام "التحرير" للقوات العراقية

كتب: الوطن

2016 عام "التحرير" للقوات العراقية

2016 عام "التحرير" للقوات العراقية

حققت القوات العراقية خلال 2016، مكاسب كبيرة على حساب تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر مقاتلوه على مساحات واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك (شمال) وديالى (شرق) والأنبار(غرب) وأجزاء من محافظة بابل (جنوب) في يونيو 2014.

واستهلت القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي العام 2016، بشّن هجوم واسع على مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار) غربي البلاد، والذي أحكم "داعش" سيطرته على المدينة في مايو 2015، بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة المحلية من مواقعها.

وأعلن الجيش في يناير الماضي، تحرير جميع محاور الرمادي، وإعادة فتح الطريق الرئيس بين الرمادي وبغداد، ولاحقا قال المسؤولون العراقيون إن قواتهم قتلت 600 عنصر من "داعش" خلال العملية، لكنهم تكتموا على خسائر القوات الحكومية.

مهدت عملية تحرير الرمادي، لشن المزيد من العمليات العسكرية لتحرير الأقضية والنواحي التي كانت تشكل تهديدا للمدينة، فشنّت القوات العراقية هجوماً واسعاً على ناحية كبيسة غرب الرمادي في مارس الماضي.

وبعد يومين من القتال أعلنت القوات العراقية تحرير الناحية، وبعدها بأقل من شهر، هاجمت القوات العراقية قضاء "هيت" غرب الرمادي مطلع أبريل الماضي، وفي الـ14 من الشهر ذاته أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تحرير القضاء وطرد مسلحي "داعش".

كما استعادت القوات العراقية في 17 من مايو الماضي مدينة الرطبة، قرب الحدود العراقية السورية، وفي تلك الأثناء كانت القوات العراقية تضيق الخناق على المسلحين في مدينة الفلوجة (نحو 60 كم غرب بغداد)، ولاحقا أعلن الجيش العراقي في 23 مايو الماضي، انطلاق معركة تحرير الفلوجة.

والفلوجة، أولى المدن التي سيطر عليها "داعش"، مطلع 2014، قبل اجتياح شمالي وغربي البلاد صيف العام نفسه، وإعلان ما أسماه "الخلافة الإسلامية" على تلك الأراضي إلى جانب أراض سورية في الجانب الآخر من الحدود.

وبعد نحو ثلاثة أسابيع من القتال، وفي 18 يونيو الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن قوات بلاده استعادت السيطرة على الفلوجة.

ويقول الفريق الركن محمد العسكري، المستشار العسكري لوزارة الدفاع العراقية للأناضول، إن "القوات المسلحة العراقية مرت بظروف عصيبة، لكنها استطاعت بشكل سريع إعادة تنظيم صفوفها، من خلال اعتماد السياقات العسكرية، وإعداد الخطط، تمكنت من خلالها من تحقيق مكاسب أمنية كبيرة بالأنبار، والتي حررت أغلب مناطقها من وجود الإرهابيين".

وأضاف العسكري، أن "العمليات العسكرية متواصلة لتحرير جميع الأراضي العراقية الخاضعة لسيطرة عصابات داعش".

وفي الـ19 من يونيو الماضي، شنت القوات العراقية هجوما على ناحية القيارة (65 كلم جنوب الموصل) ضمن خطة لفتح محاور جديدة للعمليات العسكرية باتجاه مركز الموصل، وفي 25 أغسطس أعلن حيدر العبادي، تحرير الناحية بالكامل.

استعادة ناحية القيارة، جعل من العمليات العسكرية اللاحقة للقوات العراقية أسهل بعد اعتماد القاعدة العسكرية الجوية في الناحية منطلقاً للطائرات لدعم الوحدات البرية.

وبعد أقل من شهر على تحرير ناحية القيارة، هاجمت القوات العراقية قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين (شمال)، وبعد 72 ساعة من المعارك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في الـ22 من سبتمبر الماضي، تحرير مركز القضاء بالكامل من سيطرة المسلحين.

وسيطر مسلحو تنظيم "داعش" على قضاء الشرقاط، والنواحي والقرى التابعة له ذات الغالبية السُنية في يونيو 2014، ويعد القضاء منطقة استراتيجية مهمة إذ يقع على بعد 115 كلم جنوب محافظة نينوى، وعلى بعد 125 كلم شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، وعلى بعد 135 كلم غرب محافظة كركوك (شمال).

وحتى منتصف أكتوبر الأول الماضي، واصلت القوات العراقية إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الموصل، وفي الـ17 من الشهر ذاته، أعلن العبادي، انطلاق أكبر عملية عسكرية بمشاركة أكثر من 100 ألف من عناصر الجيش والشرطة وقوات البيشمركة (قوات الإقليم الكردي) وقوات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وبدعم من التحالف الدولي لتحرير الموصل.

بدأت القوات العراقية الهجوم الواسع من أربعة محاور أوكلت مهام المحور الجنوبي لقوات الشرطة الاتحادية، والمحور الشرقي لقوات مكافحة الإرهاب، والمحور الغربي لقوات الحشد الشعبي، والمحور الشمالي لقوات الجيش العراقي وحرس نينوى (قوات سنية) وقوات البيشمركة (على المحور الشمالي الشرقي).

وحققت القوات العراقية خلال 45 يوما الأولى من العمليات العسكرية تقدما كبيرا، واستعادت أكثر من 250 بلدة وقرية ومنشأة استراتيجية ضمن مناطق شرقي نهر دجلة، إلى جانب مطار تلعفر العسكري غرب الموصل، الذي حررته قوات الحشد الشعبي، لكن العمليات العسكرية تباطأت مع دخول القوات العراقية إلى الأحياء السكنية والأزقة الضيقة، التي كبدت القوات العراقية خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.

وأوقفت القوات العراقية الأسبوع الماضي، العمليات العسكرية في جميع المحاور بعد أن استعادت 40 حياً سكنياً من إجمالي 56 حياً من الأحياء الواقعة إلى الشرق من نهر دجلة، واستؤنفت العمليات العسكرية مجددا الجمعة الماضية، على أمل أن تعلن القوات العراقية المنطقة الشرقية لنهر دجلة محررة خلال أسبوعين للانتقال إلى الجهة الغربية للنهر والتي تعتبر الأصعب والأكثر تعقيدا بسبب الكثافة السكانية الكبيرة مقارنة بالضفة الشرقية.

ويؤكد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري، أن "القوات العراقية استعادت حاليا نحو أكثر من نصف مساحة نينوى، وكذلك فإن أكثر من ثلثي أحياء الجزء الشرقي لنهر دجلة تحت سيطرة القوات الأمنية، وهناك عمليات متواصلة لاستكمال المعارك وطرد المسلحين".

وحتى تحرير الموصل من قبضة مسلحي "داعش"، فإن القوات العراقية تنتظرها المزيد من المعارك في جنوب محافظة كركوك (شمال) وفي شمال غربي الأنبار حيث مازالت عدة مناطق تحت سيطرة التنظيم، والتي تخضع مساحات واسعة منها لسيطرة "داعش"، إلى جانب تحديات كبيرة في تأمين الحدود العراقية-السورية، التي تمتد لأكثر من 600 كلم.

ورغم التزام الحكومة العراقية بتحرير الموصل قبل نهاية 2016، إلا أن العام شارف على الانتهاء غير أن القوات العراقية لا تبدو أنها على وشك السيطرة على الموصل قريبا.


مواضيع متعلقة