أزمة جديدة بين «الأزهر والأوقاف»: «المشيخة» تتباهى بإلغاء «الخطبة المكتوبة».. والوزارة: «مكايدة»

أزمة جديدة بين «الأزهر والأوقاف»: «المشيخة» تتباهى بإلغاء «الخطبة المكتوبة».. والوزارة: «مكايدة»
- أحمد الطيب
- إسلام بحيرى
- إعادة هيكلة
- افتتاح مركز
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأفكار المتطرفة
- الأفكار المنحرفة
- الإمام الأكبر
- البحر الأحمر
- البحوث الإسلامية
- أحمد الطيب
- إسلام بحيرى
- إعادة هيكلة
- افتتاح مركز
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأفكار المتطرفة
- الأفكار المنحرفة
- الإمام الأكبر
- البحر الأحمر
- البحوث الإسلامية
أبرزت مشيخة الأزهر خلافها مع وزارة الأوقاف كأحد أهم إنجازاتها فى عام 2016، حيث جاء على رأس تقرير إنجازاتها فى هذا العام، إلغاؤها «الخطبة المكتوبة»، ما اعتبرته وزارة الأوقاف مكايدة لا علاقة لها بالدين ولا تليق بمؤسسة دعوية، فيما أكد تقرير الإنجازات أن 2016 كان عام تجديد الخطاب الدينى ومواجهة التحديات داخلياً وخارجياً، ومواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وتحدثت المشيخة عن قوافلها الدعوية والتوعوية التى اعتبر مراقبون أنه لم يكن لها أى أثر على الأرض. وقالت المشيخة فى بيانها: أعلنت هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر رفضها بالإجماع لما يسمى «الخطبة المكتوبة» فى مساجد مصر، وقالت فى سياق رفضها، إن الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ مما سيُؤدِّى بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التى تتَّخذ الدِّين سِتاراً لها.
{long_qoute_1}
وأشارت المشيخة إلى أنها طورت المناهج الدراسية فى التعليم قبل الجامعى، واهتمت بـ«السوشيال ميديا»، وإطلاق عدة برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأوَّل مرة خلال شهر رمضان الماضى، كان على رأسها برنامج «الإمام الطيب»، وإطلاق مركز الأزهر للرصد والفتوى الإلكترونية للإسهام فى القضاء على فوضى الفتاوى، وأحدثت حراكاً فكرياً وثقافياً بمدينة البعوث الإسلامية والجامع الأزهر وأروقته، ونظمت نشاطاً مكثفاً وزيارات رسمية لمرصد الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف».
وأكدت المشيخة أن «الأزهر طرق أبواب تجديد الخطاب الدينى بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة التطرف، وضبط العمل الدعوى، ومواكبة العصر، فأقام حواراً مجتمعياً بهدف تحقيق التواصل مع كافة فئات المجتمع وبخاصة فئة الشباب، وكثف من عمل مرصده لمواجهة الفكر المتطرف بهدف تصحيح المفاهيم وتفكيك أفكار وأطروحات التنظيمات المتطرفة، وأقام رواق الأزهر دورات تجديد الخطاب الدينى فى كثير من المحافظات، وشرع الأزهر فى إنشاء أكاديمية للدعاة لضبط العمل الدعوى وصقل مهارات الدعاة، كما يستعد الأزهر لافتتاح مركز عالمى للفتوى الإلكترونية لوقف فوضى الفتاوى وفتاوى الدم، كما انطلق الأزهر بشكل جديد ومكثف على صفحات التواصل الاجتماعى».
واشتملت «الإنجازات» على «إصدارات علمية وقوافل توعوية لمجمع البحوث الإسلامية ودور مهم فى تجديد الخطاب الدينى، والاهتمام بقضايا الشباب وترسيخ فكرة الحوار المجتمعى، ودعم قضايا المرأة، بالإضافة لأنشطة مكثفة لبيت العائلة المصرية ولجنة المصالحات لوأد الفتن وتحقيق السلام المجتمعى، والقوافل الإنسانية والإغاثية لرفع المعاناة والتوعية الدينية وجهود كبيرة لبيت الزكاة والصدقات، كذلك إنجازات الأزهر الخارجية لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، وجولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب لنشر ثقافة العيش المشترك واحترام الآخر، بالإضافة لقوافل سلام تجوب العالم لتصحيح المفاهيم وتعزيز قيم الإسلام».
وعددت المشيخة فى تقرير إنجازاتها «مبادرات إنسانية منها إرسال قافلتين إلى محافظتى البحر الأحمر وسوهاج وإيفاد قافلة طبيَّة تتضمَّن مساعدات أغذية لمحافظة الوادى الجديد، وتدشين قافلة طبيَّة إغاثيَّة إلى نيجيريا، وتكريم 27 طالباً من الناجحين فى الثانويَّة الأزهريَّة والعامَّة، بالمؤسَّسة العقابيَّة بالمرج، وقافلة الأزهر الطبيَّة إلى السودان، وتوعية الطلاب الوافدين حول أخلاقيَّات استخدام المياه، وإجراء عمليَّات جراحيَّة فى البوسنة والهرسك، وإيفاد قافلة طبيَّة إلى محافظة سوهاج والواحات، وإنجازات الجامع الأزهر فى دورة الإرشاد الأسريِّ».
وفى المقابل، قال عبدالغنى هندى، أمين لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف: «اعتبار مثل هذه الأمور إنجازات أمر لا يليق بالمؤسسة الدينية والدعوية، وأيضاً جعل إلغاء الخطبة المكتوبة إنجازاً أمر مستنكر ويثير الضحك». وأضاف لـ«الوطن»: «كان لزاماً على الأزهر الالتزام بالأسلوب الدعوى، وليس مثل هذه المكايدة التى لا علاقة لها بالدين ولا تليق بهم كمؤسسة دعوية، وكان الأولى بهم أن يبذلوا جهداً لتعديل قانون 103 المنظم لعمل الأزهر، والحديث عن إعادة هيكلة المؤسسة برمتها لمعالجة سيطرة الجماعات المتشددة على الدعوة الدينية وعقول الناس وتصحيح صورة المؤسسة التى بات الناس يرون قياداتها تحاول فرض رأيها وتحويل أنفسهم لسلطة دينية جديدة».
وأوضح «هندى» أن القيادات الحالية للأزهر، باستثناء الشيخ أحمد الطيب، تسيطر عليهم عقلية الجماعات ويتعاملون بنفس أسلوبهم فى الكيد والانتقام وإعلان الانتصار، وهذا لا علاقة له بالدعوة إلى الله، بل هو سير فى عكس اتجاه الدعوة الدينية».
وعلق الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، على تقرير الأزهر عن إنجازاته، قائلاً: «الأزهر لم يُجدد الخطاب الدينى، ولم ينفذ ما طلبه منه رئيس الجمهورية ولا ما تطلبه منه جموع المثقفين، بل إنه انقلب لعدو للمثقفين ومصدر حجر على آرائهم واجتهاداتهم، ولولا الأزهر ما سُجن إسلام بحيرى، ولكن ليس لنا حيلة نحن جموع الشعب والمثقفين إزاء هذا التعنت فى عدم التجديد، أما ما يقوله الأزهر فهو فى الهواء، وهو بمثل هذه التصريحات يستفز الناس لا أكثر ولا أقل، ويجب أن تكون الدولة أكثر حسماً فى قضية تطوير الخطاب الدينى من خلال تشكيل لجنة تضم مجموعات مشتركة من التنويريين والأزهريين المجددين لوضع استراتيجية لتجديد الخطاب الدينى وفرض أعمال تلك اللجنة على الأزهر».