دبلوماسى سابق: «أوباما» لم يستخدم «الفيتو» ضد القرار لتصفية حسابات مع «نتنياهو» وليس انتصاراً لفلسطين
السفير الدكتور رفعت الأنصارى
قال السفير الدكتور رفعت الأنصارى، المسئول بإدارة إسرائيل فى الخارجية المصرية سابقاً، والدبلوماسى السابق فى سفارة مصر لدى إسرائيل، إن مصر لها دور محورى فى أية مفاوضات مقبلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكداً أن مصر لم ولن تبيع القضية الفلسطينية مقابل أية إغراءات أو ضغوط كما يروج المزايدون على دورها، وأكد السفير مؤلف كتاب «حكايتى فى تل أبيب» فى حواره لـ«الوطن» أن استدعاء «نتنياهو» السفير المصرى فى تل أبيب الغرض منه «الاستهلاك المحلى» وإرضاء الشعب الإسرائيلى، معتبراً أن الولايات المتحدة لم تستخدم الفيتو لتصفية حسابات شخصية بين نتنياهو وأوباما وليس انتصاراً للقضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تنظرون إلى قرار إدانة الاستيطان والموقف المصرى الذى أثار جدلاً واسعاً مع سحب مشروع القرار من مجلس الأمن ثم تأييده بعد أن تقدمت به دول أخرى؟
- هناك أمر لا يلتفت إليه كثيرون وهو أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت حكماً بتقنين وضع عدد من المستوطنات فى شرق القدس، وتقنين أوضاع بأثر رجعى لعدد آخر من المستوطنات، انتقل من صدور أحكام إدارية إلى أحكام قضائية من القضاء، بما يعنى شرعنة للموقف الحالى، مما يؤدى إلى أنه يصبح قانونياً وليس قرارات إدارية من سلطة احتلال، وحدثت مناشدة فلسطينية للجانب المصرى لعمل مشروع قرار لإدانة المستوطنات، ومشروع قرار صدر فى 2003 وضربت به إسرائيل عرض الحائط، والجانب الفلسطينى طلب من مصر تقديم المشروع، ورأت مصر تأجيله بعد تلويح الولايات المتحدة بالفيتو، وخاصة فى ظل المرحلة الانتقالية بين إدارتى أوباما وترامب، ونتنياهو اتصل بأوباما ولم يرد عليه مرتين فكتب له أنه يريد عدم الدخول فى قرار الاستيطان، وأوباما قرر الامتناع عن التصويت لتصفية حسابات شخصية وليس انتصاراً للقضية الفلسطينية.
«الأنصارى»: مصر طرف أساسى فى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. و«ترامب» يعوّل على دور القاهرة
وترامب حاول التدخل، ولكن قال إن إدارته هى المتحكمة فى الأمور حتى 19 يناير، ومصر كانت ترى أنه يتم تأجيله لمزيد من المشاورات، ورأت مصر أن هناك مصلحة جديدة فى التعامل مع الإدارة الجديدة وفى صالح مستقبل القضية الفلسطينية، وتم على هذا الأساس سحب القرار، ومصر إيماناً منها بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية والتزامها تجاهها صوتت لصالحه. والموضوع لم يكن أن مصر تبيع القضية الفلسطينية لإغراءات أو ضغوط، وكان من الأصح لتنفيذه أن يصدر فى إطار إدارة ترامب وليس أوباما.
إدارة أوباما لم تتخذ موقفاً جديد، ولكن تصفية حسابات لأنه أذل أوباما وذهب للولايات المتحدة ودخل الكونجرس رغم رفض أوباما لذلك، وشعر بالمذلة والمهانة لدخوله الكونجرس ويخطب فيه رغم أن إدارة أوباما رفضت، ونتنياهو يرى أن أوباما لم يخدم القضية الفلسطينية.
أى موقف تتخذه مصر يتعرض لمزايدات من أطراف لا تقدم حلولاً.. وهناك تخبط فى الداخل الفلسطينى
■ لماذا تم استدعاء السفير المصرى الجديد لدى تل أبيب؟
- إسرائيل استدعت السفير المصرى لدى تل أبيب حازم خيرت، للتشاور، وليس لتوجيه لوم أو خلافه كما تحدثت بعض وسائل الإعلام، وأى سفير فى أى منطقة لا بد أن يكون له نشاط سواء كان اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً، وهذا جزء من مهامه.
ودبلوماسياً مسألة استدعاء السفراء إجراء مفهوم وطبيعى، وكان لا بد أن إسرائيل تستدعى السفير المصرى، وهذا شىء طبيعى وليس للتوبيخ، ولكن استدعاء للتشاور، فمصر صوتت لصالح القرار وإسرائيل استدعت سفراء الدول الـ14 التى صوتت لصالحه وليس السفير المصرى فقط، وهذا لا يؤثر على العلاقات بين البلدين، فنحن أيضاً قمنا باستدعاء السفير الإسرائيلى فى مناسبات كثيرة، ولم يؤثر ذلك على مسار العلاقات الثنائية.
وخلال الفترة الراهنة نعمل على تحسين علاقاتنا مع الجميع ونضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا، وقمنا كثيراً باستدعاء السفير الإسرائيلى. أما استدعاء السفير المصرى فهو نابع من رغبة نتنياهو إعلان رفضه للقرار أمام شعبه، فالموقف داخلى وللاستهلاك المحلى وليس للإضرار بالعلاقات مع الدول التى أيدت القرار.
■ كيف ترى دور مصر المقبل فى أية مفاوضات للتسوية فى ضوء تأكيد الخارجية والرئاسة على محورية دور مصر فى هذا الصدد؟
- أنا على قناعة كاملة بأن مصر طرف رئيسى فى أى مفاوضات مقبلة فى القضية الفلسطينية، وكذلك فى كافة قضايا النزاعات فى المنطقة وعلى رأسها الملف السورى ثم الملف الليبى، والإدارة الجديدة ترى أن هذا هو دور مصر الذى سوف تتعامل على أساسه، لأنه لا أمل فى أى إصلاح مع الإدارة الأمريكية الذاهبة، والإدارة الجديدة تعول على دور مصر الإقليمى، وستعمل على الارتقاء بالمكانة المصرية ومن هنا أستطيع أن أقول لكم إن مصر دورها أساسى فى أية مبادرات أو مفاوضات مقبلة وسوف نرى ذلك على أرض الواقع حينما تأتى الإدارة الأمريكية الجديدة فى 20 يناير 2017.
■ كيف ترى المزايدة على دور مصر من جانب بعض الأطراف؟ وهل مصر يجب أن تبرر كل تحركاتها للجميع؟
- لا جديد فى هذا الشأن، المزايدة قائمة دائماً، وبعض الأطراف العربية يزايد على الموقف المصرى منذ القدم، لو اتخذنا أى موقف سيكون هناك مزايدات، توقعنا ذلك ونتعامل معه، والمكانة الكبيرة لمصر لا تتأثر بمزايدات وانتقادات الأطراف غير العملية التى لا تقدم حلولاً ولكن تنتقد فقط من أجل المزايدة.