بالفيديو| "على هامش الحياة": أصحاب الإعاقة المركبة.. أحلام تائهة بأروقة الحكومة

كتب: إبراهيم عبدالمنعم

بالفيديو| "على هامش الحياة": أصحاب الإعاقة المركبة.. أحلام تائهة بأروقة الحكومة

بالفيديو| "على هامش الحياة": أصحاب الإعاقة المركبة.. أحلام تائهة بأروقة الحكومة

عقارب الساعة تدق الثامنة صباحًا سماء تملأها الغيوم، أمواج البحر تضطرب عاليًا وفي خطى هادئة يسير "معاذ" الطفل ذا الستة أعوام هو ووالدته أسماء محمد في أحد الشوارع الضيقة بحي الهانوفيل بالإسكندرية لرحلة اعتادا تكرارها يوما كل أسبوع إلى جمعية "بنات النور" بمنطقة العصافرة.

مشوار شاق ومن سيارة لأخرى ينتقل الابن والأم لجلسة تأهيل بإحدى الجمعيات الخيرية قد تجعل من دمجه في المجتمع عضوًا نافعًا يتفاعل ويتكلم بالرغم من فقده حاسة البصر تلازمه سمات التوحد الذي ظهرعليه منذ إتمامه عامه الأول من العمر.

معاذ ليس وحده الذي يعاني ازدواج الإعاقة بل هناك المئات من الأطفال الذين لم يتجاوزا ربيعهم السادس يعانون تلك الإعاقة، وفقًا لما قالت هبة خليف أول إخصائية إعاقة مركبة في مصر والتي حصلت على درجة الماجستير من إحدى الجامعات البريطانية، فبالرغم من فقدها حاسة البصر إلا أن إعاقتها لم تمنعها من ممارسة عملها التطوعي في جمعية بنات النور في تاهيل ودمج الأطفال الذين يعانون من ازدواج الإعاقة في محافظة الإسكندرية.

هبة تشرف على دمج وتأهيل 12 طفلا يعانون من الإعاقة المزدوجة بنفس المحافظة تقوم هبة بتعليمهم طريقة "برايل" وغيرها من الأساليب التربوية الحديثة لدمج هولاء مرة أخرى بالمجتمع.

"معاذ" لم يتجاوز الستة أعوام وبالرغم من ذلك لا يجد مدرسة تقبله.. "لا مكفوفين ولا مراكز تأهيل توحد ولما رحنا بينا التضامن الاجتماعي قالولنا يا دوب يطلع له كارنيه عشان يركب موصلات ببلاش".. هكذا وصفت أسماء محمد والدة معاذم عانتها مع الجهات الحكومية وتحقيق حلمها في تعليم ابنها وعلى الرغم من كفالة الدستور لحقوق الطفل المعاق إلا أن الدولة بأجهزتها المتمثلة في وزارتي التربية والتعليم والتضامن الاجتماعي أغفلت حق هؤلاد في مراكز لتأهيلهم أو لقانون يمنحهم أحقية الدمج في المدارس مع ذويهم من أصحاب الإعاقة الفردية.

حملنا شكوى الأهالي واتجهنا إلى وزارة التربية والتعليم، وهناك التقينا المستشار أحمد آدم مسؤوول التربية الخاصة والذي حمل الدور لجمعيات الأهلية لرعاية هؤلاء.

في المجلس القومي للإعاقة بالقاهرة التقينا رئيس المجلس والذي أكد لنا عدم وجود إحصاء رسمي لأصحاب الإعاقات المزدوجة وأن الدولة بها الملايين من أصحاب الإعاقة، وفي اليوم الذي أعلنت فيه وزارة التضامن الاجتماعي استراتيجية جديدة لحصر المعاقين يجب ألا ينسوا من ظلوا على هامش الحياة.


مواضيع متعلقة