البقال لما يهزر مع زبونه: «بدل السكر اشترى هيروين»

كتب: رحاب لؤى

البقال لما يهزر مع زبونه: «بدل السكر اشترى هيروين»

البقال لما يهزر مع زبونه: «بدل السكر اشترى هيروين»

اقتراب أصبح محفوفاً بالمخاطر، يسير الزبون صوب البقال أو السوبر ماركت وفى ذهنه عشرات الأسئلة والتخمينات حول السلع التى يريد شراءها، بدءاً من توافرها وصولاً إلى سعرها «زاد ولا لسه»، الحيرة التى يقرأها البقال بمهارة، فيسارع بإلقاء «إفيه» أو إشارة تحيل التوتر فى كثير من الأحيان إلى ضحكات ساخرة، لا يخلو الأمر من معلومات ونصائح، يتحول معها البقال إلى محلل اقتصادى يعطى زبائنه «توقعاته المرئية» لمستقبل زيادة الأسعار.

{long_qoute_1}

«الحاجة بتزيد وهتفضل تزيد مش هتستقر غير فى شهر يناير» هكذا قطع محمود لزبائنه بمنطقة منشأة البكارى فى الجيزة، البقال الذى يعطى محله الصغير اسم «سوبر ماركت» لا تتوقف الأسئلة الواردة إليه «هتزيد لحد إمتى؟» فيؤكد باطمئنان غريب: «هتفضل تزيد.. اشترى اللى تقدر عليه».

«إنتى بتدورى على هيروين»، هكذا أعطى البقال المقابل لبيت هالة محمد اسماً «يودى فى حديد» للبضاعة التى تبحث عنها الشابة الثلاثينية، والتى لم تكن سوى سكر، استكثر عليها البحث عنه «اتعامل معايا على إنى ساذجة ومش فاهمة حاجة لما سألته عندك سكر؟.. وسألنى باستغراب إنتى مش متابعة ولا إيه».. البقال الحكيم أعطاها النصيحة الناجزة «فيه واحدة بتبيع كيس سكر التموين بـ 15 جنيه هديكى تليفونها».

علامة نصر مع ابتسامة سعيدة استقبل بها البقال زبونه محمد شعلان الذى انشرح قلبه بهذا الاستقبال السعيد، حيث اعتاد شراء بسكويت لطفله «من أبوجنيه» فى البداية تخيل شعلان أن إشارة النصر تعنى انخفاض الأسعار أو توقفها على الأقل عن الارتفاع، خاصة أن البقال كان مبتسماً، إلا أنه صعق حين اكتشف أن الابتسامة ما هى إلا سخرية وعلامة النصر إشارة مبكرة لزيادة سعر البسكويت من جنيه إلى اثنين، لا يبدو الأمر مختلفاً بالنسبة لحازم محمد، البقال الشاب الذى مل العبوس بوجه زبائنه، فأصبح يستبدل الابتسامة بالتكشيرة فى محاولة منه لتخفيف الموقف «أول سؤال بيجيلى الحاجة غليت ولا لأ» سؤال جعله يلجأ باستمرار إلى السلع «الحنينة» فى الأسعار مؤكداً «أكره ما عليا أقول للزبون الحاجة غليت، بس هعمل إيه ما باليد حيلة».


مواضيع متعلقة