أقوى أفلام الرعب
- أفلام الرعب
- الأديان السماوية
- الإنسان الأول
- الحمد لله
- الفيلم القصير
- الله أكبر
- النبى موسى
- سيدنا إبراهيم
- عشرات الآلاف
- عيد الأضحى
- أفلام الرعب
- الأديان السماوية
- الإنسان الأول
- الحمد لله
- الفيلم القصير
- الله أكبر
- النبى موسى
- سيدنا إبراهيم
- عشرات الآلاف
- عيد الأضحى
هذا هو فيلم الموسم.. موسم الأيام السوداء
المشهد الأول:
سيدة تتخفى فى السواد الكامل بين طفلتين صغيرتين ترتديان البنطلون والبلوفر والطاقية والكوفية الصوف.. يأتى صوت الرجل منادياً: أم نمر تودع ابنتيها.. إسلام سبع سنوات وفاطمة تسع سنوات.. الأم تقبل الطفلتين مرة أخرى، لا يظهر لنا منها أى صوت يدل على شعور أو إحساس محدد.. فاطمة الكبرى تلف ذراعها محتضنة أمها وتتعلق بها لثوان معدودة.. الصغرى تمسك بيد الأم التى وضعتها على كتفها الصغيرة. يتحدث الرجل: ما شاء الله.. تبارك الله.. اليوم نزلوا جوارى أمة محمد.. بنات أمة محمد.. نزلوا ليقولوا للرافضة والشيعة إننا نار تلظى عليكم يا أعداء الله.. يطلب الرجل كلمة من أم نمر للمسلمين.. بعد لحظات صمت قصيرة تقول السيدة وهى تحتضن الطفلتين: الصبر.. لا شىء سوى الصبر.. ما حدا صغير.. الجهاد فرض على كل مسلم.. كبير وصغير.. نساء ورجال.. يرد الرجل: صدقت يا أم نمر الله يجازيك كل خير.. الله يتقبل منك قرة عينيك.. الله يتقبل منك بناتك.. تكبير.. تحتضن السيدة الطفلتين فجأة وبقوة وهى تصيح معهما الله أكبر.. يعود الرجل آمراً.. هيا قدميهم.. قدميهم.. تدفعهم الأم إلى الأمام بينما تصدر عنها نهنهات أقرب إلى الحشرجة من تحت الرداء الأسود.
المشهد الثانى:
يجلس الرجل الذى يظهر للمرة الأولى بين الطفلتين اللتين ترتديان الرداء الأسود كاملاً ما عدا الوجه بجواره.. الطفلتان تنظران نظرات حائرة.. غائبة عن الواقع.. خائفة.. مقهورة غير قادرة على الفهم ولا على القبول أو الرفض.. هما فقط ترددان خلف الرجل.. صوت الرجل يأتى مشجعاً.. تقدموا.. تقدموا.. اغزوا فى سبيل الله.. اغزوا من كفر بالله. الرجل: إيش راح تعملى يا فاطمة اليوم؟.. فاطمة أعمل عملية استشهادية.. الرجل: فين؟.. فاطمة: فى دمشق.. الرجل: ولكنك صغيرة تسع سنوات.. لماذا لا تتركين الحرب للرجال هه؟ فاطمة: .. ..
الرجل: الرجال هربوا طلعوا بالأوتوبيسات وهربوا.. أليس كذلك؟
فاطمة: .. ..
الرجل: هل تتركين نفسك ليقتلك ويغتصبك الكفار؟
فاطمة: لا.
الرجل: تريدين قتلهم ولا تذلين نفسك هه يا بابا؟
فاطمة: آه إن شاء الله
يلتفت الرجل للطفلة الصغرى.. إسلام حبيبى هتخافى اليوم؟ سوف تذهبين للجنة اليوم.
إسلام: .. ..
الرجل: ما هتخافى لأنك رايحة عند الله.. أليس كذلك؟
إسلام: كلمات غير مفهومة.
الرجل: تكبير.
الطفلتان: الله أكبر.
الرجل: الحمد لله.. الحمد لله رب العالمين.. اللهم اجعل عملنا صالحاً خالصاً لله تعالى.. الحمد لله.. جازاكم الله كل خير..
المشهد الثالث:
خبر على شريط الأخبار.. طفلة تفجر نفسها فى قسم شرطة فى دمشق.
الصورة: قسم شرطة فى حالة من الدمار الكامل.. بجوار الحائط على الأرض أشلاء فاطمة الصغيرة مكومة من بينها تظهر بقايا من رأسها.. شعر أسود ووجه تكسوه الزرقة والدماء والأتربة.. تعليق إخبارى يقول إن الطفلة تم تفجيرها عن بعد.. وخبر آخر يقول إن إسلام الصغرى لم تنجح فى جهادها وعادت إلى منزلها وربما كانت الأم وراء هذا الخبر.. انتهى الفيلم.
ربما لا يصل أكثر الأفلام الأمريكية رعباً وخيالاً مريضاً إلى ما شاهدناه فى هذا الفيلم القصير الحقيقى للأسف الشديد.. رجل مغيب مسلوب الإرادة والشعور والإحساس تم تحويله إلى آلة صماء تؤمر فتطيع بلا أدنى قدرة على إعمال العقل.. بلا مناقشة بلا جرأة على الرفض.. أم مقهورة مجبرة على التخلى عن كل أحاسيس الأمومة ودفئها وذكرياتها وغريزتها التى فطرت عليها عندما خلق الله الإنسان.. وطفلتان ساقهما القدر والأيام السوداء إلى هذا المصير بلا فهم ولا إدراك ولا إرادة الاختيار.
عاد هذا الفيلم بالبشرية عشرات الآلاف من السنوات إلى الوراء إلى ما قبل الأديان السماوية وما قبل الأساطير الإنسانية.. عاد هذا الفيلم بنا إلى أيام الإنسان الأول الذى وقع تحت سطوة الطبيعة وعانى من العواصف والبراكين والفيضانات والوحوش الكاسرة، فتخيل أن هناك آلهة شريرة تصنع به كل هذا الأذى فقرر أن يقدم لها من بنى جنسه قرابين بشرية تذبح كأضحية إرضاء لهذه الآلهة الهوجاء التى لا تكف عن إيذائه.. وكانت آلاف من السنين تحول فيها من ذبح النساء والفتيات مرة ومرة بالملوك ورؤساء القبائل حتى وصلت تلك العادة الوثنية إلى ذبح الأبكار فى أيام ما قبل النبى موسى، التى تحولت بالأديان السماوية إلى ذبح الخراف والشاة لتفرق على الفقراء فى عيد الأضحى عندما أرسل الله كبشاً لسيدنا إبراهيم ليفدى به ولده إسماعيل.. هل عدنا إلى ما قبل أيام سيدنا إبراهيم.. أسمعتم الرجل يقول: «تقبل الله منك ابنتيك».. وهل يقبل سبحانه أضحية من الأطفال.. ؟ أستغفر الله العظيم.. ارحمنا يارب.