المؤتمر العربى للصحة الجنسية: الضعف الجنسى مؤشر خطر لأمراض القلب.. و80% من العرب غير راضين عن صحتهم الجنسية

كتب: د. خالد منتصر

المؤتمر العربى للصحة الجنسية: الضعف الجنسى مؤشر خطر لأمراض القلب.. و80% من العرب غير راضين عن صحتهم الجنسية

المؤتمر العربى للصحة الجنسية: الضعف الجنسى مؤشر خطر لأمراض القلب.. و80% من العرب غير راضين عن صحتهم الجنسية

المجتمع العربى غير راض عن حياته الجنسية، وأكثر من 80% من رجاله وسيداته غير مقتنعين بأن حياتهم الجنسية تسير على النحو السليم، هذا ما أعلنه أ. د. طارق أنيس، رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية رئيس المؤتمر العربى الخامس للصحة الجنسية، الذى انعقد فى دبى هذا الأسبوع، تم إنشاء الجمعية العربية للصحة الجنسية عام 1999 بغرض إنشاء مؤسسة علمية معنية أساساً بتدريب الأطباء وتوعيتهم بأهمية التعامل العلمى مع السلوك الجنسى والأمراض الجنسية عند الرجل والمرأة، وبالإضافة إلى تدريب وتعليم الأطباء تم إنشاء موقع على الإنترنت للمساهمة فى توعية غير المتخصصين ونشر الثقافة الجنسية السليمة وقواعد الصحة الجنسية المبنية على أساس علمى، الموقع هو «www.passm.org» وهو أول موقع علمى متخصص على شبكة الإنترنت يقدم مثل تلك المعلومات التى لا غنى عنها والمسكوت عنها فى مجتمعنا العربى للأسف الشديد.[FirstQuote] المؤتمر عُرضت فيه أبحاث جديدة وشاملة فى مجال الصحة الجنسية واستضاف نخبة من كبار أساتذة هذا العلم الحديث نسبياً من الأجانب والوطن العربى ومصر وعلى رأسهم الأب الروحى للطب الجنسى فى العالم، البروفيسور توم لو، أستاذ المسالك البولية والذكورة بسان فرانسيسكو، الذى ألقى محاضرتين فى غاية الأهمية، الأولى عن دور الخلايا الجذعية فى علاج الضعف الجنسى، وأكد أنه لا يوجد لها دور حالياً، وما زالت كل التجارب قيد البحث العلمى والمعامل الأكاديمية، والثانية عن علاج انحناء القضيب، أو ما يسمى «مرض بيرونى».. تحدث أيضاً أ. د. سامى حنفى، الأستاذ بطب بنها، عن القذف السريع وأ. د. أحمد السقا، طب قناة السويس، عن تأثير التستوستيرون، وأ. د. بهجت مطاوع، طب القاهرة، عن صغر حجم العضو التناسلى، وأ. د. تيمور مدير قصر العينى الجديد، عن تأثيرات واستخدامات الفياجرا والسياليس والليفترا الأخرى فى حالات غير علاج الضعف الجنسى وأ. د. عادل الديال، من السعودية، الذى تحدث عن تاريخ ألف عام فى علاج الدوالى، وأ. د. حسين غانم، طب القاهرة، الذى ألقى محاضرة مهمة عن كيفية تفادى الأعراض الجانبية لجراحات دعامات القضيب ومرض بيرونى، وأ. د. شديد عاشور عن علاقة السن بالصحة الجنسية. عُقدت على هامش المؤتمر دورة تدريبية للإعلاميين من الوطن العربى إيماناً من إدارة المؤتمر بأهمية دور الإعلام فى توعية المواطنين بأهمية الصحة الجنسية، ألقى المحاضرة أ. د. طارق أنيس، رئيس المؤتمر رئيس الجمعية، وعرض فيها لأهم المحاور التى يجب أن يناقشها الإعلام وينمى الوعى تجاهها، عرض د. أنيس نتيجة استبيان تم فى سبع دول عربية على 1000 رجل وامرأة وجد فيه أن 98% تقريباً يشعرون أن الجنس مهم بالرغم من أن 19% فقط من الرجال والنساء يرضون رضا تاما عن حياتهم الجنسية. وأوضح الاستبيان أن الجنس من أول اهتمامات الرجل العربى، لكن بالنسبة للمرأة يأتى فى مرتبة بعد الحب والرومانسية، وهذا له دلالة مهمة فى تعديل مفهوم وفلسفة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة عندنا فى الوطن العربى التى يختزلها الرجل فى مجرد علاقة ميكانيكية جافة من أى مشاعر حب أو رومانسية، وأجاب د. أنيس عن أهمية دراسة الصحة الجنسية فى الوطن العربى بالذات لأن معدلات السكر وضيق الشرايين التاجية والبدانة زادت بشكل رهيب فى العالم العربى، ويكفى أن نقول إن من بين أكثر عشر دول فى العالم ينتشر فيها مرض السكر هناك خمس دول عربية على رأسها الإمارات، وبالنسبة للسمنة صارت المنطقة العربية بها أعلى معدلات السمنة فى العالم، والمشكلة أن المريض فى الوطن العربى لا يتقدم بطلب المساعدة من الطبيب إلا نادراً؛ فهو غالباً محرج ويعتقد أن حالته ليس لها علاج ويخاف من الأعراض الجانبية للعلاج، وهذا التأخير يدخل المريض أو المريضة فى متاهة مرعبة من الشعور بالذنب والخوف من انهيار الأسرة وافتقاد الثقة بالنفس والتوتر والخوف من الفشل وتحاشى المعاشرة الزوجية وغياب الحميمية.[SecondQuote] تحدث د. طارق أنيس عن أشهر أسباب ضعف الانتصاب من تقدم فى السن والأمراض المزمنة ونمط الحياة وبعض الأدوية مثل نوعية معينة من أدوية علاج الضغط والقرحة والاكتئاب والجراحات مثل جراحة الأورام. لماذا يجب أن يذهب مريض الضعف الجنسى للطبيب؟ هذا السؤال من أهم الأسئلة التى احتلت حيزاً مهماً وكبيراً فى المؤتمر، وكانت الإجابة هى أن ضعف الانتصاب من الممكن أن يكون عرضاً لمرض أكثر خطورة لم يتم تشخيصه مثل مرض القلب، ومن الممكن أيضاً تعديل عوامل الخطورة مبكراً، ويستطيع الطبيب تحديد مدى قدرة المريض على تحمل الجهد المبذول أثناء الجماع، ومن الممكن للطبيب أن يراجع الأدوية التى قد تتفاعل مع أدوية علاج الضعف الجنسى، وقد أعلنت نتيجة فى غاية الأهمية فى مؤتمر دبى للصحة الجنسية، هى أن ضعف الانتصاب مؤشر مهم لمرض القلب الذى سيحدث غالباً بعد سنتين أو ثلاث سنوات. ومن الأمور التى تحدث عنها المؤتمر: الأدوية المزيفة والمقلدة وإعلاناتها التى تزيف وعى المشاهد وتتهرب من الرقابة والقانون بأن تطلق أسماء غير علمية على منتجاتها مثل العلبة الذهبية وشداد القوة إلى آخر تلك المسميات الوهمية، وخطورة مثل هذه الأدوية المزيفة والمقلدة والأعشاب أنها تتفاعل مع أدوية أخرى وغير مضبوطة الجرعات وغالباً ما تكون مخلوطة بأدوية ومصنوعة تحت «بير السلم»!