«نهلة» بعد نجاحها فى علاج طفلها من التوحد: «الحمد لله ابنى كويس»

كتب: ميادة وسام

«نهلة» بعد نجاحها فى علاج طفلها من التوحد: «الحمد لله ابنى كويس»

«نهلة» بعد نجاحها فى علاج طفلها من التوحد: «الحمد لله ابنى كويس»

«ولد سابق سنه».. هكذا نعته أقاربه والمحيطون به، «يوسف» الذى لم يكمل منتصف شهره الرابع إلا وكشف فمه عن منبت أسنانه، وبإتمامه شهره السابع كان قد قطع شوطاً نحو تعلمه المشى، إلا أن ضعف قدرته على السمع والانتباه والتواصل، الذى لم يلاحظه إلا والدته، ظل هاجساً يؤرق الأم.

لم يكمل «يوسف»، الطفل الثانى لـ«نهلة أبوالدهب»، عامه الثانى إلا وتم تصنيفه كـ«طفل ذات سمات توحدية نادرة»، ليتأكد بذلك هاجس الأم العشرينية، لتبدأ رحلتها بين عيادات التخاطب ومراكز تنمية المهارات والتأهيل النفسى، متحملة معظم تكاليف علاجه بعد عدم اقتناع والده بتصنيف ابنه كـ«توحدى»، ورفضه لدمجه بحضانة لذوى الاحتياجات الخاصة، قائلاً: «ابنى لسه صغير لما يكبر هيكون كويس، ويتعامل مع الناس بصورة طبيعية».

«التوحد ملوش علاج»، العبارة التى كثيراً ما طرقت مسامع الأم العشرينية من قبَل معظم من سمع بمرض ابنها، والتى دفعتها إلى التبحر فى مجال التربية الخاصة بشكل عام، وكل ما له علاقة بالتوحد خصوصاً، فانكفأت «أبوالدهب» على الكورسات الخاصة بتنمية المهارات والتخاطب، لتثبت للجميع أن «الطفل التوحدى»، يمكن علاجه وإعادة تأهيله للمجتمع والتعايش فيه، ولم تكتف بمجرد الدراسة النظرية فقط، بل عمدت إلى تقسيم وقتها بين العمل كموظفة بإحدى الهيئات الحكومية والتدريب بأحد المراكز المتخصصة بذوى الاحتياجات الخاصة، حتى تتمكن من تنمية مهارات ابنها بالمنزل إلى جانب الجلسات الأسبوعية الخاصة، والتى تكون جدواها بطيئة على حد وصفها إذا تم الاعتماد عليها فقط.

وإيماناً منها بأن الأم هى المعلمة والكبيرة لابنها، نزعت «نهلة» للتقدم للحصول على دبلومة فى التربية الخاصة من جامعة عين شمس، التى تبعد تمام البعد عن مجال دراستها السابقة بكلية التجارة.

السعى وراء الأموال، وانعدام الضمير فى تقديم ما يحتاجه الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، كانت هى الصورة الذهنية، التى ارتسمت بمخيلة «نهلة» عن كثير من مراكز تنمية المهارات والتى تعاملت معها، ليشكل الأمر دافعاً قوياً لتوفير المشورة الصحيحة لكثير من الأمهات.


مواضيع متعلقة