من محمد علي إلى عبد الفتاح السيسي.. اتفاق على الهدف واختلاف في الأدوات

06:24 م | الخميس 22 ديسمبر 2016

حصص عدة تحدث خلالها أستاذ الدراسات للطلبة عن عهد محمد علي باشا، كيف تطورت في عهده الصناعة والزراعة وتكونت طوائف الحرف، نهضة حقيقية حلم بها الرجل ونفذها، هي ذاتها التي يتحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي طوال الوقت.

بين محمد علي وعبدالفتاح السيسي يقف عبدالله أسامة طالب الصف الأول الإعدادي مصابا بالحيرة، فكلا الحاكمين رفعا شعار الصناعة الوطنية والوقوف ضد الاستيراد، الأول بمنعه تماما باسثتناء معدات الإنتاج والثاني بفرض مزيد من الجمارك والاشتراطات عليه، على مقعده بمدرسة الأورمان الإعدادية بنين، حاول الصغير أن يفهم سر التفاوت بين العهدين بالرغم من تشابه الهدف والإجراءات.

يتابع الصغير حديث والديه بالمنزل، والذي يتخلله الكثير من الشكوى حول الأسعار المرتفعة، كما يتابع أنباء الجيران والأصدقاء "الموظفين معادوش عارفين يعيشوا ولا يشتروا حاجة و ناس كتير مش لاقية تاكل" حديث بدأ كبيرا على لسان الصغير الذي خرج أخيرًا بالفارق حسب وجهة نظره "محمد علي منع الاستيراد لكن ساعد الناس يجيبوا المكن ويشتغلوا، دلوقتي الآلات كلها مستوردة وصعب تيجي الحرفيين هايشتغلوا إزاي؟"، سؤال بدا منطقيا على لسان الصغير دعمته الأخبار المتوالية عن ارتفاع أسعار آلات ومعدات المصانع، فضلا عن قطع الغيار التي اشتعلت مع ارتفاعات الدولار، وتعويم الجنيه، الأمر الذي يساهم في مزيد من الارتفاعات للمنتج المحلي الذي تتحدث عنه الدولة كبديل فعلي للمواطن.

الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، أكد على التشابه الكبير بين التجربتين لكنه فسر اختلاف النتائج باختلاف المبدأ الذي قام عليه هدف النهضة في العهدين ففي عهد محمد علي كان الرجل مؤمنا بالكامل بأن قوة مصر الأساسية في الزراعة وبالتالي نهض بشؤون الري، وقام ثورة زراعية وأدخل محاصيل جديدة احتكرها وصدرها للخارج واستفاد منها كمواد خام.

أستاذ التاريخ أشار إلى المشروع القومي الجامع الذي دشنه محمد علي نهضة زراعية واكبها اهتمام بالمدارس، وإنشاء مدارس عليا للزراعة والهندسة والطب خدمت المشروع "هو دة الفرق، مش قادرين نوصل لنفس النتيجة لأنه لا يمكن الاهتمام بالتصنيع دون اهتمام بالتعليم والزراعة".