"أبوالغيط" للأوروبيين: فلسطين قضيتنا الأولى وإمكانيات تعاوننا غير مستغلة

"أبوالغيط" للأوروبيين: فلسطين قضيتنا الأولى وإمكانيات تعاوننا غير مستغلة
- أحمد أبوالغيط
- أرض الواقع
- إنهاء الاحتلال
- الأزمة الليبية
- الأزمة اليمنية
- الأمم المتحدة
- الأمين العام
- آن الأوان
- أحمد أبوالغيط
- أرض الواقع
- إنهاء الاحتلال
- الأزمة الليبية
- الأزمة اليمنية
- الأمم المتحدة
- الأمين العام
- آن الأوان
أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال كلمته اليوم أمام الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوروبي، إن تتابع هذه الاجتماعات ودورية انعقادها يعد دليلاً على الجدية التي بات يتسم بها هذا التعاون، كما يأتي تتويجاً لعملٍ دؤوب ومتواصل على مدار السنوات الماضية بين جامعة الدول العربية والمفوضية الأوروبية لتنفيذ جملة من البرامج المشتركة بأهداف واضحة وأطر زمنية محددة.
واعتبر الأمين العام أن الحوار العربي - الأوروبي، الذي بدأ منذ عقود عديدة شهد بعض العثرات، وبالرغم من تحوله إلى تعاون مؤسسي بين الجانبين، إلا أن هناك إمكاناتٍ كبيرة - ما زالت غير مستغلة- لتطويره وتعزيزه.
وأكد الأمين العام للمسؤولين الأوروبيين على أن الأزمات التي تواجهنا منطقتنا لن تتوقف انعكاساتها وتداعياتها عند حدودنا، بل ستتجاوزها إلى محيطها وجوارها القريب وللأسف البعيد أيضًا، ولن يصير ممكنًا مواجهة التحديات الجسام والخروج من الأزمات الطاحنة سوى بإرساء شراكة وتعاون حقيقيين بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي الذي يُعد الأقرب لنا.
وشدد الأمين العام على إن المأساة السورية صارت مسرحًا لتجاذبات دولية وطموحات إقليمية، جاءت كلها على حساب الشعب السوري الذي يعيش واحدة من أفدح الأزمات الإنسانية التي لم يشهد العالم لها مثالًا منذ سنوات طويلة.
وأكد "أبوالغيط" إدانة الممارسات التي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه من عمليات عسكرية وحشية في مدينة حلب، مشددًا على ضرورة تحمل مجلس الأمن لمسئولياته كاملة في حفظ الأمن والسلم، داعيًا الأوروبيين إلى توظيف ثقلهم السياسي وإمكاناتهم الدبلوماسية من أجل إنهاء العُنف في سوريا، والتحرك في سبيل إقرار الحل الوحيد الممكن لهذه الأزمة، وهو الحل السياسي الذي يستند إلى مقررات جنيف1.
وتابع الأمين العام خلال كلمته: "برغم توالي الأزمات، تظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، كما يبقى استمرارها سببًا مُباشرًا من أسباب انعدام الاستقرار في المنطقة، إن المجتمع الدولي ما زال يُظهر عجزًا أمام ممارسات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تُمعن في البناء الاستيطاني بصورة غير مسبوقة وعلى نحو يؤدي إلى تقويض حل الدولتين والقضاء على أي أفق لتحققه على أرض الواقع".
وشدد الأمين العام: "إن الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المُحتلة هو عمل غير شرعي وعار من أي غطاء قانوني، مهما حاول الطرف الإسرائيلي الالتفاف على هذه الحقيقة بمحاولة شرعنته، وإننا نُقدر المواقف الأوروبية من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، بما في ذلك حملات وسم المنتجات التي تُصنع في المستوطنات، وقد آن الأوان لتحرك دولي فاعل ومتضافر من أجل وقف الاستيطان كخطوة أولى ضرورية لإنقاذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولته المُستقلة على خطوط الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي نفس السياق، أضاف: "إننا نُطالب دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالتصدي بكل حزم لمسعي إسرائيل للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، إذ يتناقض ذلك المسعى مع أبسط قواعد المنطق ومبادئ العدالة، فالاحتلال يجب إنهاؤه لا مكافأته بأن يصبح عضواً في جهاز الأمم المتحدة المنوط بحفظ السلم والأمن الدوليين".
{left_qoute_1}
واعتبر الأمين العام إن الوضع المتأزم فى ليبيا على المستوى الأمني والسياسي يستدعي عملاً مُتضافرًا بين الجانبين العربي والأوروبي من أجل استعادة الاستقرار لهذا البلد، ولا يخفى أن تبعات انعدام الاستقرار في ليبيا تمس الجوار العربي والأوروبي على حد سواء، مما يُحتم تعزيز الجهود من أجل مواجهة الأزمة الليبية بكل تعقيداتها والعمل على التوصل إلى مصالحة وطنية وتسوية سياسية يرتضي بها الجميع وتراعى الحقائق على الأرض، مشيرًا إلى قيامه مؤخرًا بتسمية مبعوث لي إلى ليبيا لهذا الغرض، وبحيث يعمل بشكل وثيق مع كل من المبعوث الأممي والافريقي من أجل تهيئة السُبل للتسوية المنشودة.
أما فيما يتعلق باليمن، فإننا نؤكد استمرار دعمنا للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ونُشدد في هذا المقام على أن المفاوضات تُمثل السبيل لحل الأزمة اليمنية، وأن أية مفاوضات لابد وأن تنطلق من المُبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومُخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق حولها اليمنيون جميعًا، فضلًا عن القرار 2216 الذي ينص على إنهاء الانقلاب على الشرعية، وإنهاء احتلال الحوثيين للمُدن اليمنية.
وتابع: "لا ننسى هنا التعبير عن دعمنا الكامل للحكومة العراقية في الحرب الشرسة التي تخوضها ضد تنظيم داعش، ونرحب بما تم إنجازه حتى الآن لتحرير الموصل، واثقين من أن الانتصار في هذه المعركة سيُمثلُ مُقدمة لقيام وضع مُستقر يستوعب جميع مكونات الشعب العراقي في إطار وطني جامع، وفي هذا السياق، فإننا ندعو مُختلف القوى الإقليمية أن تنأى بنفسها عن أية تدخلات في الشأن العراقي تنطوي على إفتئات على سيادته، أو تُسهم في تصعيد توتراته الداخلية".{left_qoute_2}
وقال الأمين العام إن العالم العربي والاتحاد الأوروبي شريكان، و"علينا العمل في هذه المرحلة بالذات على تعزيز شراكتنا ودعم علاقاتنا وتنسيق مواقفنا، تحقيقًا للمنافع المتبادلة ودرءًا للمخاطر المُتعاظمة التي تواجه شعوبنا".