مجمع المندوبين يستعد لتثبيت ترامب في منصب الرئيس الأمريكي

كتب: الوطن

مجمع المندوبين يستعد لتثبيت ترامب في منصب الرئيس الأمريكي

مجمع المندوبين يستعد لتثبيت ترامب في منصب الرئيس الأمريكي

بعد السباق الرئاسي الأكثر إثارة خلال العقود الأخيرة في الولايات المتحدة، يستعد مجمع المندوبين الناخبين تثبيت السياسي الجمهوري دونالد ترامب في منصب الرئيس الأمريكي الـ 45.

وفي مخالفة لجميع التوقعات، تمكن ترامب من التغلب في السباق الرئاسي على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي حظيت بدعم كل من الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة باراك أوباما، ووسائل الإعلام الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة والعالم الغربي برمته، وكذلك زعماء المعسكر الليبرالي في الدول الأوروبية.

وحصد ترامب، بعد المرحلة الأولى والحاسمة من الانتخابات، والتي أجريت في 8 نوفمبر، دعم 306 من أصل 538 مندوبا أمريكيا، وذلك في وقت تقدمت فيه كلينتون على السياسي الجمهوري من حيث أصوات الناخبين بفارق كبير يتجاوز مليوني نقطة. 

وأصبح انتصار دونالد ترامب في السباق الرئاسي صدمة للولايات المتحدة بل للعالم برمته، وأثار هلع الساسة الليبراليين العرب، الذين نظم أنصارهم تظاهرات احتجاجية ضد انتخاب السياسي الجمهوري، ليس فقط في المدن الأمريكية وإنما في مختلف أنحاء العالم.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تجري على مرحلتين. ففي البداية، يدلي الناخبون بأصواتهم في جميع الولايات، ويحصل المرشح الفائز في الولاية على أصوات جميع المندوبين، الذين يساوي عددهم عدد الدوائر الانتخابية للكونغرس الأمريكي، ويتوقف على نسبة السكان المحليين من العدد العام للمواطنين الأمريكيين.

وفي المرحلة الثانية، التي تعتبر إشكالية، يصوت المندوبون لصالح المرشح الذي فاز في ولايتهم، لانتخاب الرئيس الأمريكي.

ويبلغ العدد العام للمندوبين 538 شخصا، وبالتالي يجب على المرشح أن يحصد أصوات 270 مندوبا لتحقيق الانتصار في السباق الرئاسي.

ومن المتوقع أن يحل ترامب، الذي وصفته استطلاعات الرأي المتعددة، التي أجريت في الولايات المتحدة، بالرئيس الأقل شعبية في تاريخ البلاد،  محل الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، في 20 يناير العام 2017.

ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يخسر فيها المرشح الحاصل على عدد أكبر من أصوات الناخبين مقارنة مع منافسه، حيث سمح النظام المذكور في العام 2000 للجمهوري جورج بوش الابن بالانتصار رغم أنه حصل على أصوات أقل بحوالي 543 ألف من الديمقراطي ألبيرت غور.

ودفعت النتائج الصادمة للانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة منتقدي ترامب إلى إطلاق حملة ضد النظام الانتخابي الأمريكي المخالف لمبدأ "صوت لكل شخص"، والذي يحث المرشحين للرئاسة على تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات المسمى بـ "المتأرجحة" وإهمال أجزاء كاملة من البلاد.

ورغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى هذا النظام الانتخابي منذ عقود، إلا أن تعديله لم يتم، منذ إقرار الدستور العام 1787.

كما أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن الأعضاء الجمهوريين في مجمع المندوبين يتعرضون للضغوط الشديدة من قبل أنصار الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ونقلت عن المندوبين الجمهوريين في العشرات من الولايات الأمريكية، قولهم إنهم يواجهون وابلا من آلاف الرسائل الإلكترونية والخطية وحتى الاتصالات الهاتفية التي تتضمن طلبات بتغيير مواقفهم خلال عملية التصويت.

لكن الصحف الأمريكية وصفت هذه الطلبات بـ"الخيال السياسي"، مشددة على أن المندوبين "هم من الأعضاء الأكثر موالاة في الحزب الجمهوري".


مواضيع متعلقة