نائب الأمين العام: الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أصبحا قرينان متكاملان

كتب: بهاء الدين عياد

نائب الأمين العام: الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أصبحا قرينان متكاملان

نائب الأمين العام: الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أصبحا قرينان متكاملان

أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته في الدورة الرابعة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا والدور المنوط بالدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التي استضافتها الجزائر، أن جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي اصبحا صنوان وقرينان متكاملان بحكم النطاق الجغرافي الذي يجمعهما، والميراث الحضاري والتاريخي والقيم التي يتمسكان بها، وتقاطع المصالح وقضايا الأمن والسلم في فضائهما المشترك.

وتابع: "لقد انعكس ذلك على مسار التعاون العربي الأفريقي في أبعاده الإستراتيجية، باعتباره أرضية مشتركة لبناء شراكة مستقبلية مستدامة، تساهم في نهضة أفريقيا والعالم العربي".

واعتبر "بن حلي" أن انعقاد القمة العربية الأفريقية الرابعة مؤخراً في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في خضم جملة من التحديات الضاغطة، كان مؤشراً هاماً لدى الطرفين بضرورة المضي قدماً لإرساء أركان الشراكة العربية الأفريقية وإزالة كافة العوائق التي تعرقل مسيرتها.

وشدد نائب الأمين العام، خلال كلمته أمس، على أن هناك عمل مشترك تم انجازه بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في مجال معالجة بعض الأزمات وبالذات تجربة السودان وجزر القمر والصومال، الأمر الذي يشجع على مواصلة الجهد المشترك مستقبلا. واعتقد  أن تشكيل لجنة ثلاثية مؤخراً ما بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية للتنسيق في مساعدة الأشقاء في ليبيا للخروج من الأزمة الراهنة يسير في الاتجاه السليم لإنجاح الوساطات وتوثيق التعاون بين المبعوثين الإقليميين والدوليين لمناطق النزاعات.

ولفت نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى التأكيد على تطابق الرؤية العربية مع الرؤية الأفريقية في مجال تمكين المنظمات الإقليمية من الاضطلاع بمهام حفظ السلام في مناطقها ومدها بالأدوات والإمكانيات اللازمة لأداء هذا الدور، وذلك اتساقا مع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، ومن منظور تعزيز الأمن الجماعي بإيجاد آليات إقليمية متعددة تساهم في حفظ السلم والأمن الدوليين وفي تقاسم المجتمع الدولي لأعباء حفظ السلام وبناء مقوماته أثناء النزاعات وما بعدها.

وأكد "بن حلي" على أن التحولات الكبرى الجارية في أفريقيا والعالم العربي من أجل إحداث التغيير والإصلاح المطلوب، وإرساء دعائم الديمقراطية والحكم الرشيد، والتصدي لمظاهر التخلف والظلم والفساد؛ هي أولوية افريقية عربية؛ تندرج في سياق التطور الطبيعي للمجتمعات، ولا ينبغي ربطها بمفاهيم أو شعارات أو منطلقات خارجية؛ التي غالبا ما تكون على حساب استقرار الدولة الوطنية أو محاولات لتمزيق نسيجها الاجتماعي وتعكير صفو السلم الأهلي بها، وإثارة النعرات الاثنية والطائفية والجهوية. فاحتمال فرضية الأجندات الخارجية يظل خطراً وارداً، ولذلك لابد من إدراك مخاطر وتبعات ذلك والعمل على إجهاض المخططات المريبة المرتبطة بهذه الأجندات.

وقال انه ينبغي الابتعاد عن أسلوب الهرولة في إدارة الأزمات باللجوء إلى استعمال القوة أو التهديد بها، أو التسرع في فرض عقوبات على الدول والأفراد المنخرطين في الصراع، قبل استنفاذ كافة الوسائل السلمية المطلوبة لإنهاء الصراع. مع الأخذ في الاعتبار التوازنات الدقيقة لأقطاب الصراع، وبالذات عند إصدار القرارات من قبل المجتمع الدولي؛ إذ لابد من الابتعاد عن المعايير المزدوجة التي أصبحت – مع الأسف – احد المعوقات في تسوية النزاعات وفي حفظ السلم والأمن، وفي أعمال العدالة الانتقالية عند بناء السلام.

وأعرب "بن حلي" عن ترحيب جامعة الدول العربية بقرار الاتحاد الأفريقي الرامي إلى وضع سقف زمني بحلول عام 2020 لتحرير أفريقيا من النزاعات والأزمات، وهو هدف نبيل يعبر عن تطلعات الشعوب الأفريقية والعربية في استتباب الأمن والاستقرار وتوظيف قدراتها في مشاريع البناء والتعمير، ونعتقد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب في المقام الأول الاعتماد على الإمكانيات الذاتية الأفريقية، فإخفاق المجتمع الدولي في تطبيق القانون وفي ردع الخارجين عنه، والعابثين بالشرعية الدولية أدى إلى تآكل ثقة الرأي العام في النظام الدولي، كما هو الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي ما يزال يرزح تحت الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي البغيض ويتعرض لصنوف القهر دون وازع أو رادع من قبل المجتمع الدولي.

وذكّر "بن حلي" بالقرار الهام الذي اتخذته القمة العربية بالجزائر عام 2005 بشأن الدعوة إلى إصلاح الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن وحددت عدداً من العناصر والمعايير لذلك، عبر إعادة النظر في فئات العضوية في مجلس الأمن وفي قواعد اتخاذ القرارات والصلاحيات الممنوحة له، كما أن الإفراط في استعمال الفيتو وضع المجتمع الدولي في حالة عجز أمام معالجة العديد من القضايا الدولية الحيوية، الأمر الذي يتطلب إعادة تقنينه، وتفادي استعماله عند تناول المسائل الإنسانية والاغاثية وحماية المدنيين أثناء النزاعات والحروب.

ولفت إلى أن هناك تحدي خطير أمام جهود تحقيق الأمن والسلم في العالم يتمثل في موجات الإرهاب بتنويعاتها الجديدة وتسمياتها المختلفة، والتي تقوم على أيدلوجية واحدة هي تدمير الحياة والعبث باستقرار الشعوب، ونشر العداوة والبغضاء بين الناس، الأمر الذي يتطلب مزيداً من تعبئة القدرات لدحره ميدانيا وفكريا، وتجفيف منابعه وحضناته، وسد منافذ الدعم له وهزيمة مخططاته الشريرة.

وتوجه نائب الأمين العام بالشكر والتقدير إلى وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، والى مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على تنظيم هذا المنتدى ، وعلى الدعوة لجامعة الدول العربية، وكذلك لوالي وهران، والى بقية السلطات المحلية على ما وفروه من إمكانيات لإنجاح أعمال المنتدى.


مواضيع متعلقة