لغة الضاد بأحرف أعجمية.. "الفرانكو لماذا؟"
![أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3825290531482048840.jpg)
أرشيفية
"الفرانكو".. لغة بدأت في الظهور مع انتشار موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يكتبها الشباب وبخاصة "المراهقين" بحروف إنجليزية وأرقام، ومنطوقها "عربي". ورغم قوة اللغة العربية وقدرتها على مسايرة التطور في مناحي الحياة كافة، إلا أن بعض الشباب لجأوا لـ"الفرانكو".
هبة: "كنت بكتب فرانكو عشان أجاري اللي حواليا.. ولما كبرت لقيت إنها مش روشنة ورجعت للعربي"
هبة الله صلاح، طالبة في كلية الألسن بجامعة عين شمس، تدرس في قسم اللغة الإيطالية، تقول إنها بدأت استخدام "الفرانكو" في الكتابة "عشان تجاري الدنيا حواليها": "أصدقائي كانوا يتحدثون معي على (فيس بوك) بـ(الفرانكو)، في البداية كنت أشعر أن كتابتي باللغة العربية بينهم شيء غريب".
"كنت أجد صعوبة في البحث عن الحروف الإنجليزية على لوحة المفاتيح للكتابة بلغة الفرانكو". قالت هبة لـ"الوطن"، وزادت: "دلوقتي كبرت شوية، ولقيت ان مش من الروشنة إني أكتب بالطريقة دي. رجعت من تاني أكتب عربي، لكن ساعات بكتب فرانكو لما بكون عاملة الموبايل إيطالي وبترجم حاجة، عشان بكسل أغير اللغة".
استشاري نفسي: الشباب يرى في الفرانكو "موضة".. واستخدامه يخلق "أجيال سطحية"
السبب الأساسي الذي دفع الشباب إلى اللجوء لـ"الفرانكو"، هو رغبتهم في تجاهل أي حضارة أو ثقافة. حسبما قال الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار أشياء دخيلة على الثقافة العربية.
يقول استشاري الصحة النفسية، لـ"الوطن"، إن الشباب يرى في الكتابة بالفرانكو "تحضر" ومواكبة للعصر، حتى أنهم يتعاملون مع من يكتب العربية على أنه "قديم ومش متطور". ويرى أن معظم مستخدمي "الفرانكو" من الفتيات: "تستخدم الفتيات الفرانكو في الكتابة أكثر من الشباب، ومعظم من يستخدمها يرى أنها موضة يجب اتباعها".
يرى الدكتور محمد هاني، أن استخدام الفرانكو في الكتابة سيكون له أثر كبير على اللغة العربية، موضحا أن الأجيال الجديدة ستفقد صلتها باللغة إذا استمرت في الكتابة بالفرانكو، ما سيكون له دور كبير في خلق "شباب سطحي"، يفتقد قيمة وأصالة اللغة العربية.
أستاذ علم اجتماع: "الفرانكو" غزو ثقافي.. يمكننا مواجهته بفن هادف وإعلام واعٍ
الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، ترى في لجوء الشباب للكتابة بالفرانكو "غزو ثقافي"، تقول: "دخلنا عصر العولمة. ومعرضون للغزو الثقافي الذي يعتبر (الفرانكو) واحدا من أدواته". لكنها رغم ذلك أكدت أنها لا تخشى على الشباب من "الفرانكو" إذا واجهناه بشكل صحيح.
تعوّل أستاذ علم الاجتماع حسبما صرحت لـ"الوطن"، على الإعلام والفن في التوعية بأهمية اللغة العربية، وإعادتها لمكانتها التي تستحقها: "نريد من الإعلام التركيز على كل ما هو جيد، والترويج للأشياء التي تساهم في الارتقاء باللغة، ونريد من الفن تقديم أغنيات ومسرحيات وأفلام بلغة عربية قوية وسليمة، لمواجهة الفرانكو وغيره من الأشياء التي قد تؤثر على ثقافتنا العربية.