"الاستركنين".. سلاح الحكومة القاتل للقضاء على الكلاب الضالة

"الاستركنين".. سلاح الحكومة القاتل للقضاء على الكلاب الضالة
حالة من الغضب تسود أوساط المهتمين بحقوق الحيوان في مصر، وذلك بسبب استخدام الهيئة العامة للخدمات البيطرية، سم "الاستركنين" في القضاء على تجمعات الكلاب الضالة في المحافظات المصرية، الأمر الذي له تأثير ضار على التربة وصحة الإنسان أيضًا، وليس على الكلاب وحدها.
وقالت دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، إن الدولة متمثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ووزارة الزراعة تستورد سم "الاستركنين"، حيث تبلغ العبوة ما يقرب من 14 ألف دولار، في ظل الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة في العملة الصعبة إلى جانب خطورة هذا السم المحرم دوليًا.
وأكدت "ذو الفقار" في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أن الاستركنين يؤثر على التربة، حيث يمتد تأثيره لمدة 40 يومًا، ما يساهم في ارتفاع نسبة خطورته على الإنسان قبل الحيوان.
وأضافت: "دعونا من تأثيره على الحيوانات، الأمر الآن بات متعلقًا بصحة الإنسان أيضًا"، وطالبت المتخصصة في حقوق الحيوان، بضرورة إعدام كافة الكميات المتواجدة من هذا السم في المديريات بالمحافظات.
وقالت "ذو الفقار" إن طريقة استخدام السم في القضاء على تجمعات الكلاب الضالة "أسلوب غير علمي"، و"مخالف للتوصيات العلمية المنشورة من منظمتي الصحة العالمية وصحة الحيوان ومصر أحد أعضائها".
وأشارت إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تعتمد على قانون رقم 35 لعام 1966، والذي ينص على إبادة الكلاب التي ليس لها مأوى.
وواصلت حديثها قائلة: "كافة الأبحاث العلمية أثبتت مدى تأثير سم الاستركنين على التربة وصحة الأطفال، نظرًا لأنه يظل متواجدًا في التربة"، وأضافت: "تخيل مدى تأثيره على الأطفال الذين يلعبون، على سبيل المثال، بالكرة في الحدائق ومن ثم يمسكونها بأيديهم ثم يضعونها على وجوههم".
وقالت: "أي سم في البلد يجب أن يتم استيراد المضاد له، إلا أن مصر لا تستورد المضاد لسم الاستكرنين، أي أن المصابين بهذا السم لن يجدوا علاجا ومن ثم يكون مصيرهم الموت".
وأشارت إلى إنّ الحلّ في تطعيم حيوانات الشوارع ضماناً لعدم إصابتها بالسعار وتعقيم بعضها لمنعها من الإنجاب للحدّ من انتشارها في الشوارع مع توفير أماكن مخصّصة لرعاية بعض منها.
وعن كلفة التّطعيم والتّعقيم، قالت إن تطعيمات السعار تنتج محليًا، وذلك يوفر على الدخل القومي بدلاً من استيراد السموم، كما أن عمليات التعقيم يمكن أن ينفذها أطباء هيئة الخدمات البيطرية الذين يقتصر عملهم حاليًا على دس السموم لحيوانات الشوارع في بعض الأطعمة وإلقائها لها.
وفي نفس الإطار، حذرت الدكتورة رجاء عبد المعبود، مدير معمل السموم بجامعة أسيوط، من مادة "الاستركنين"، التي تستخدم في قتل الكلاب الضالة، وقالت إنها شديدة السمية، ولها تأثير ضار للغاية على الإنسان والحيوانات المنزلية.
وأضافت الدكتورة رجاء، في تصريح لـ"الوطن" إن "هذا السم فتاك وشديد الخطورة، لونه أخضر وعند استخدامه في قتل الكلاب الضالة، فإنه قد يتسبب في أثر سلبي بالغ على الإنسان والحيوانات المنزلية".
وأشارت خبيرة السموم إلى أن هذه المادة منعت من أوائل التسعينيات في كل دول العالم، لافتة إلى أنها تؤدي إلى الوفاة خلال دقائق، حيث تؤدي إلى الاختناق وهبوط القلب.
من جانبه، نفى الدكتور حسن شفيق، نائب رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، استخدام الدولة للاستركنين، وقال لـ"الوطن" إن تكلفة السموم المستوردة لا تصل إلى 10 ملايين دولار سنويًا، وأن الكمية المستخدمة لتسميم أي حيوان لا تتجاوز النصف الجرام.
وأضاف: "لا يتم تسميم الحيوانات إلا في المناطق التي تأتي منها شكوى بوجود حيوان مسعور وبلغت الشكاوى العام الماضي 300 ألف شكوى".
وأشار إلى أن عمليات التعقيم تُكلف الدولة مبالغ أعلى من الاستركنين، حيث قال: "لا تتكلف عمليات التعقيم أجر الطبيب فقط وإنما تتكلف أدوية التخدير وخيوط الجراحة ومضادات حيوية للمساعدة على التئام الجروح، ويصل إجمالي ما سبق إلى حوالي 350 جنيه للكلب الواحد، وهي ميزانية لا تستطيع الدولة توفيرها في الوقت الحالي".