الدراسة ماجستير فلسفة والعمل تنمية بشرية وابتكارات.. «هويدا»: «صاحب بالين فنان»

كتب: سلوى الزغبى

الدراسة ماجستير فلسفة والعمل تنمية بشرية وابتكارات.. «هويدا»: «صاحب بالين فنان»

الدراسة ماجستير فلسفة والعمل تنمية بشرية وابتكارات.. «هويدا»: «صاحب بالين فنان»

جمعت بين شيئين لا يقترنان فى الواقع المسموع، لكنها ربطت بينهما لحبها للمجالين، دون أن تجعل القول المأثور الشهير «صاحب بالين كداب» مقياساً لها، بل أثبتت عكسه، حتى برعت طالبة ماجستير الفلسفة فى أن تصبح مديرة قسم الجودة والتدريب بإحدى المدارس.

طالبة متفوقة، هكذا عُرفت «هويدا محسن» طوال سنوات الدراسة الأربع بقسم الفلسفة فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وتميزت وواصلت الدراسة به حتى سجّلت فى درجة الماجستير فى «فيلسوفين من الفلسفة اليهودية فى القرن الحادى عشر»، وكانت على موعد مع مجال جديد لتبرع فيه حينما حضرت إحدى دورات التنمية البشرية لتتلقى تدريباً يقويها فى مهارات الحديث أمام عدد أكبر من الناس سواء كتدريب أو محاضرات «بس اللى حصل إنى حبيت المجال جداً»، واستطاعت أن تتطور فيه ودرّبت فى دور أيتام وكانت قائد فريق المنظمين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى للطفل فى دورته الـ22 التى اشترك فيها أطفال كل محافظات مصر.

إلى جانب حياتها الأكاديمية، استطاعت الفتاة العشرينية أن تدرس لتصبح مدربة تنمية بشرية على مدار عام ونصف العام فى وزارة الشباب والرياضة ما أهلّها لتكون جديرة، رغم سنها الصغيرة، بأن تكون مسئولة قسم وحدة الجودة والتدريب بإحدى المدارس الخاصة من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية.

يتزاحم الطلاب فى طرقات المدرسة حتى يتسببوا فى وقوعهم أرضاً والإصابة بجروح، وبدلاً من نهرهم فكّرت بحُكم منصبها فى أن تُحسّن ذلك السلوك بالإشارة، عملاً بمبدأها بأن الإنسان لديه ميول للنظام بالفطرة لكن العشوائية يكتسبها من التكرار حوله، وركبت «أسهم» فى الطرقات وعلى السلالم «ناس شافته ملوش فايدة والولاد مابيتغيروش»، إلا أنها صممت وعزمت على التنبيه على زملائها بأن يجعلوا الأطفال يتبعون تلك الاتجاهات، لكنها وجدت الأطفال يسيرون فوق الأسهم ويتحسسون خطواتهم عليها دون تنبيه من أحد.

واستخدمت موهبتها فى الابتكار لصنع صناديق من الورق المقوى والخشبى المُزين ليُعلق عليها شكاوى الطلاب بدلاً من «الخشبى الكئيب» الذى لا يقترب منه الطلاب لكآبة منظره، وطرزت تلك الصناديق بأشكال وألوان مبهجة، ولاحظت من حينها أن الطلاب بدأوا فى كتابة شكاواهم وتفاعلوا مع الصناديق عن ذى قبل.

«تنمية سلوك الطفل أهم بكثير من تنميته تعليمياً لأن السلوك الصح ينتج تعليم صح».. ذلك المبدأ الذى تسير عليه «هويدا»، لتستخدم موهبتها مرة أخرى فى تدريب التلاميذ فى مراحلهم العمرية المختلفة على التسامح وثقافة الاعتذار والاعتزاز بالذات وقوة الشخصية، وتصنع لهم الإطارات أو أى أشكال فنية تحمل تلك المعانى، ففى تدريب التسامح جعلت كل تلميذ يرمى الكرة على صاحب له فى الفصل يكون على خلاف معه ومتخاصمين، وعلى الثانى أن يرفع لافتة مكتوباً عليها «أنا غلطان أنا آسف» ليتصالحوا، وغيرها من الطرق المعتمدة على الحس الفنى والجودة المعنوية.


مواضيع متعلقة