إجراءات مشددة حول الكنائس وانتشار الأكمنة الثابتة والمتحركة وحملات للتبرع بالدم فى المحافظات

إجراءات مشددة حول الكنائس وانتشار الأكمنة الثابتة والمتحركة وحملات للتبرع بالدم فى المحافظات

إجراءات مشددة حول الكنائس وانتشار الأكمنة الثابتة والمتحركة وحملات للتبرع بالدم فى المحافظات

شدّدت أجهزة وزارة الداخلية ومديريات الأمن فى مختلف محافظات الجمهورية إجراءاتها الأمنية حول الكنائس ومختلف المنشآت الحيوية، حيث نشرت الكثير من الأكمنة الثابتة والمتحركة على مداخل ومخارج المدن وعلى الطرق الزراعية والصحراوية، كما شنّت حملات تمشيط واسعة، بحثاً عن العناصر المشتبه بوقوفها وراء تفجير «الكنيسة البطرسية» بالعباسية، تمكنت خلالها من ضبط 21 من عناصر جماعة الإخوان بالقليوبية، بالإضافة إلى القبض على أحد الأشخاص يتخفّى فى زى نسائى ويرتدى «النقاب»، بالقرب من إحدى الكنائس بأسيوط، فيما شهدت عدة محافظات حملات للتبرع بالدم، لصالح مصابى التفجير الإرهابى.

{long_qoute_1}

وأصدرت «بطريركية الأقباط الأرثوذكس» بالإسكندرية بياناً أمس، وجّهت من خلاله «اللوم» إلى الأجهزة الأمنية، واتهمتها بـ«التقصير» فى حماية الكنائس، وعدم كشف مخططى ومنفذى تفجير كنيسة «القديسين» بالإسكندرية، الذى وقع قبل 5 سنوات، ولم يتم التوصل إلى مرتكبيه حتى الآن. وقالت إن «مشهد الإرهاب الغاشم ضد الكنيسة البطرسية بالقاهرة، الذى راح ضحيته العشرات من الشهداء والمصابين، كل ذنبهم أنهم ذهبوا ليصلوا فى دار عبادة لإلههم من أجل سلام العالم، ومن أجل المسيئين لهم، كما علمهم الإنجيل، يثبت أن الإرهاب الجبان الذى لا دين له، استكثر عليهم حق الصلاة».

وشدّدت البطريركية، فى بيانها، على أن «عدم وجود قصاص رادع لفكر هؤلاء الإرهابيين قبل تنفيذ أى حوادث إجرامية، هو السبب»، وتابعت أن «وطننا مصر، الذى تقدّس بزيارة السيد المسيح، له المجد، نحبه ونعشقه، ولن نتركه، بل سنظل متمسكين بالبقاء فيه إلى آخر نفس، ونصلى من أجل سلامته». واعتبر «جوزيف ملاك»، محامى ضحايا كنيسة «القديسين»، أن تفجير الكنيسة البطرسية، وغيره من الأعمال الإرهابية، هى «اختراق للأمن القومى المصرى بالدرجة الأولى»، وأن مرتكبيها يهدفون إلى «تهييج الرأى العام العالمى على مصر، وتصدير فكرة أن النظام غير قادر على حماية الأقباط، وإحداث صدام داخل المجتمع»، مستغلين «القصور الأمنى الواضح فى التعامل مع قضايا ضحاياها أقباط، منذ تفجير كنيسة القديسين.

وفى القليوبية، شنّت الأجهزة الأمنية بالمحافظة، بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى، حملة موسّعة استهدفت بؤر وأوكار العناصر الإرهابية على أطراف المحافظة، خصوصاً المناطق القريبة من القاهرة، فى محيط مدينتى الخانكة وأبوزعبل، التى تُعد أحد معاقل العناصر التكفيرية، بعد سقوط «خلية عبدالله عزام»، التى كانت تُخطط لتنفيذ هجمات إرهابية بالقاهرة الكبرى. وألقت القوات المشاركة فى الحملة القبض على 21 من عناصر جماعة الإخوان، يُشتبه فى ضلوعهم بتفجير الكنيسة البطرسية، ويجرى مناقشتهم لمعرفة مدى علاقتهم بالعناصر والكتائب الإخوانية المسلحة، التى اتخذت من منطقة أبوزعبل منطلقاً لعملياتهم الإرهابية، بحكم قُربها من القاهرة، عبر بعض الطرق والدروب التى يصعب مراقبتها.

وأكد مصدر أمنى بالقليوبية استمرار عمليات التمشيط لكل الجيوب الإرهابية بهذه المناطق، فى ضوء المعلومات المتوافرة. وقال إنه يجرى التنسيق مع قطاعات الأمن بمحافظات القاهرة الكبرى، لرصد كل المعلومات حول ظروف وملابسات التفجير الإرهابى، لافتاً إلى أن «الضربات الاستباقية لخلايا وجيوب الإخوان المسلحة، قبل ساعات من التفجيرات الأخيرة بالجيزة والقاهرة، ربما يكون لها ارتباط وثيق بما يحدث الآن، بعد سقوط خلايا حسم، وسواعد مصر، ولواء الثورة، وكلها خلايا إخوانية اتخذتها الجماعة واجهة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، وكذلك بعد فشل مخططات الجماعة الإرهابية فى إثارة الفوضى، خلال دعوتها لتظاهرات 11/11 المزعومة».

وفى سياق متصل، أعلنت أجهزة الأمن بالقليوبية حالة الاستنفار الأمنى القصوى بمحيط الكنائس والمنشآت الحيوية المهمة بالمحافظة، عبر أكمنة ثابتة ومتحركة، ومراقبة الطرق المؤدية إلى الكنائس بالمحافظة، وكذا بناحية «الخصوص»، التى تضم عدداً من الكنائس، كما طلب مدير أمن القليوبية، اللواء مجدى عبدالعال، من المواطنين التعاون مع أجهزة الأمن، والإبلاغ عن أى أجسام غريبة، من خلال الاتصال بأرقام النجدة، لسرعة التحرك من قِبل القوات المعنية، مشدّداً على أن «الإرهاب لا يهزم الأوطان»، وأن الضربات الأمنية الاستباقية، التى تم توجيهها إلى العناصر بضبط الكثير من البؤر والخلايا الإرهابية خلال الفترة الماضية، نجح فى إحباط كثير من مخططات الجماعة الإرهابية لإثارة العنف والفوضى وتخريب المنشآت.

كما ألقت أجهزة الأمن القبض على شاب يتخفّى فى ملابس نسائية ويرتدى «النقاب»، فى محيط «الكنيسة المرقسية» بمدينة أسيوط، بعد مطاردته فى الشوارع الجانبية، بمشاركة عدد من الأهالى، حيث اشتبه أفراد قوات تأمين الكنيسة فى طريقة سير الشاب، ومروره فى المنطقة أكثر من مرة. وتلقى مدير أمن أسيوط، اللواء عاطف قليعى، إخطاراً من مدير المباحث الجنائية، اللواء أسعد الذكير، يفيد بورود بلاغ من الخدمة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة، بتمكنهم من القبض على شاب فى العقد الثانى من العمر «ع. ل»، وعلى الفور انتقلت قوات مباحث القسم إلى مكان الواقعة، وتم اقتياد المتهم إلى قسم ثانى أسيوط.

وأقر الشاب، خلال التحقيقات الأولية، بأن سبب وجوده بشارع الكنيسة هو مراقبة صاحب شركة استثمار عقارى قام بالنصب عليه وعلى عدد من أقاربه فى بيع قطعة أرض، حيث قام ببيعها لشخصين فى آن واحد، وتم تحرير المحضر اللازم، ويجرى التحرى حول واقعة «النصب»، بعد ضبط شخصين آخرين متورطين بالواقعة.

وفى محافظة البحيرة، بدأت مديرية الصحة حملة للتبرع بالدم، لصالح مصابى تفجير الكنيسة البطرسية، استجابة إلى دعوة المحافظ، الدكتور محمد سلطان، أهالى المحافظة، إلى المبادرة بالتبرع بالدم لإنقاذ المصابين من إخوانهم المسيحيين. وقال وكيل وزارة الصحة، الدكتور علاء عثمان، إن المديرية بدأت تنفيذ الحملة فى ميدان «الساعة» بمدينة دمنهور. وأضاف أنه يتم التنسيق مع بنك الدم الإقليمى، لإرسال أكياس الدم أولاً بأول إلى المستشفيات التى يعالج بها المصابون فى القاهرة.

من جانبها، رفعت الأجهزة الأمنية بالمحافظة، حالة الاستنفار القصوى، حيث تم تعزيز الأكمنة والدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة، ونشر المزيد من التعزيزات الأمنية حول الكنائس والمنشآت الحيوية والمهمة على مستوى المحافظة، من خلال فرق قتالية. وقام مدير الأمن، اللواء علاء الدين شوقى، بتفقّد الخدمات المُعينة على الكنائس بدائرة قسم دمنهور، والتقى الضباط والأفراد المُعينين بتلك الخدمات، وشدّد على اليقظة التامة والحذر، وتوسيع دائرة الاشتباه، ورفع حالة الاستنفار بين صفوف الضباط والأفراد على مستوى المحافظة.


مواضيع متعلقة