مفتي الجمهورية: علينا الاقتداء بالرسول فقد كان قرآنا يمشي على الأرض

مفتي الجمهورية: علينا الاقتداء بالرسول فقد كان قرآنا يمشي على الأرض
- الأخلاق الحسنة
- الأمن والأمان
- الجزيرة العربية
- الرحمة المهداة
- الرسول الكريم
- السلام النفسى
- النبى محمد
- ذكرى ميلاد
- معتقدات خاطئة
- آنا
- الأخلاق الحسنة
- الأمن والأمان
- الجزيرة العربية
- الرحمة المهداة
- الرسول الكريم
- السلام النفسى
- النبى محمد
- ذكرى ميلاد
- معتقدات خاطئة
- آنا
قال شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الله تعالى وصف النبى فى كتابه العزيز بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم»، فكان الرسول الكريم مجمع الأخلاق الحسنة ومكارم الأخلاق كلها، فقد كان أحسن الناس خلقاً، فقد كان «قرآناً يمشى على الأرض» وكان خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة، يرضى برضاه، ويسخط بسخطه، لذا على المسلم فى ذكرى ميلاد النبى أن يحسن علاقته مع الله ومع الناس، وذلك من خلال التأسى بالمنهج النبوى الصافى والهادى إلى الصراط المستقيم، وأن يغادر غيره من المناهج المتشددة والمتطرفة التى تؤدى إلى الخلاف والتشرذم، اللذين يغذيهما أعداء الأمة، ولتكن هذه الذكرى معيناً لهم على التوحد والتحاب والاصطفاف متحابين فى الله لتستقيم لهم أمور دنياهم وأخراهم، فنحن اليوم فى أمس الحاجة إلى هذه الدروس التى تربط المسلمين بالإسلام وتربطهم بسيرة النبى ليأخذوا منه الأسوة والقدوة.
وتابع أن من الصفات النبوية التى يجب أن يتأسى بها المسلم الأمانة، وهى من أهم ما اتصف بها النبى قبل البعثة وبعدها، فقد كانوا يسمونه الصادق الأمين قبل أن يبعث، ثم إنه كان أميناً على الأمة ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فأداها على الوجه الأكمل قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً»، لذا يجب على المسلم أن يكون أميناً فى الكلمة ولا ينقل الشائعات، وأن يكون أميناً فى تعاملاته، فالأمانة علامة من علامات الإيمان، ولعلنا فى هذه الأيام أحوج إلى حياء النبى، إذ الحياء من شُعب الإيمان، وهو من الصفات العظيمة التى اتصف بها النبى، فقد كان «أشد حياءً من العذراء فى خدرها» ولعل المسلمين اليوم بحاجة لامتثال هذه الصفة الكريمة فى تعاملاتهم ليسود فى المجتمع روح الحب والود والتعاون وتختفى الضغائن بين الناس، كما تأتى صفة أخرى مرتبطة بالحياء وهى التواضع، وهى صفة عظيمة حث عليها الإسلام، ولقد كان النبى أشد الناس تواضعاً، إذ يقول لأصحابه «إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»، فالتواضع أراه من أهم الصفات التى تنشر السلام بين الأمم، كما أنه دافع لها للتقدم، إذ يخلق حالة من السلام النفسى بين الناس ويوجد لهم الأمن والأمان.
وأشار إلى انتشار فى الجزيرة العربية قبل ميلاد النبى عادات ومعتقدات خاطئة، عبادة الأوثان والأصنام التى لا تنفع ولا تضر من دون الله تعالى، وفى تلك الآونة فسدت الأخلاق بحيث قُطِّعت الأرحام وأُسىء الجوار، وأُكلت الحقوق، ووئدت البنات واستشرى فيها العقوق، وعدا القوى على الضعيف، حينها تاقت البشرية للبحث عن الأمن والرشاد وطريق الهداية، حتى أتاها الأمل من عند الله تعالى بميلاد النبى محمد ليكون الرحمة المهداة من الله تعالى والسراج المنير للبشرية، فقال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، فأخبر النبى عن نفسه فقال: «يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة»، ورحمة النبى لم تكن محدودة، كانت شاملة تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لم تكن مقصورة على أهل ذلك الزمان؛ بل امتدت على مدار التاريخ والأيام لتشمل العالمين قال تعالى: «وآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلحَقُوا بهم»، فكان ميلاده بحق إيذاناً لأفول مرحلة من الظلامية فى العبادات والأخلاق السيئة، وميلاد مرحلة نورانية تستقيم فيها الفطرة على سابق عهدها وتودع فيه مرحلة انحرفت فيها عما خلقت لأجله.