علموا بناتكم ركوب الخيل حتى لو محجبات: «الفروسية للجميع»

كتب: سمر صالح

علموا بناتكم ركوب الخيل حتى لو محجبات: «الفروسية للجميع»

علموا بناتكم ركوب الخيل حتى لو محجبات: «الفروسية للجميع»

على الرغم من تصنيف البعض لرياضة ركوب الخيل ضمن الممارسات الرجالية، إلا أنها لم تعد حكراً على الجنس الخشن فقط، بل أصبحت رياضة محببة وممتعة لكثير من السيدات والفتيات فى الآونة الأخيرة، خاصة مع انتشار مدارس ونوادى تعليم الفروسية للفتيات.

كثير من الفتيات قررن خوض التجربة فى سن مبكرة، حباً فى التجربة وكسر قيود المجتمع، بعد أن أصبحت «الفروسية» غير مقتصرة على الطبقة الأرستقراطية فحسب، بل امتدت إلى مختلف طبقات المجتمع.

{long_qoute_1}

بدأت شيماء مجدى، مدرسة اللغة الإنجليزية، تدريبات الفروسية -التى كانت حلماً لها منذ طفولتها -منذ عام واحد فقط، وسرعان ما تعلقت بهذه الرياضة التى وصفتها بأنها «تربية للنفس».

وتقول «شيماء»: «من زمان وأنا بحب الخيل جداً وكان نفسى أكون فارسة، وبدأت أتدرب على ركوب الخيل من سنة والكابتن بتاعتى لقيت فيا استجابة وقوة على الحصان وشجعتنى أكتر واستمريت وبقيت مدربة معاها دلوقتى».

{long_qoute_2}

«أحلى حاجة فى الفروسية هى علاقتى بالحصان»، كلمات وصفت بها «شيماء»، صاحبة الـ«35 عاماً»، علاقتها بالحصان وسبب تعلقها بالفروسية، مؤكدة أن الحصان كائن حساس يشعر بصاحبه، وركوبه يحتاج إلى الجرأة وليس فقط القوة البدنية.

لم تقف طبيعة الملابس التى ترتديها «شيماء» -العباءة الواسعة والنقاب- حائلاً بينها وبين ركوب الخيل، كما كانت تخشى من قبل، وكان أول ما تبحث عنه هو مكان يقدم تدريبات الفروسية على يد مدربات من الفتيات: «لما عرفت إن فيه أكاديميات لتعليم البنات رُحت أتعلم، بس خفت النقاب والعباية يبقوا عائق، لكن لقيت الكابتن بتاعتى بتشجعنى ألعب باللبس بتاعى، ومع إن جسمى نحيل ده مكنش عائق».

حب «شيماء» للفروسية دفعها لإحضار طفلتها «ملك»، ذات العشر سنوات، معها فى التمارين حتى أصبحت ضمن فريق الأطفال المتدربين فى الأكاديمية، وتقول: «الفروسية مش خطر للأطفال الصغيرة، بالعكس ساعدت أطفال كتير على العلاج من التوحد وبنتى بدأت تتدرب معايا وأهلى فرحانين بينا وبيشجعونا».

«الفروسية فى حد ذاتها ماكنتش فى بالى واتحولت من تجربة لحب وبقيت مدربة خيول»، بهذه الكلمات بدأت رشيدة عصام حديثها عن تجربتها مع ركوب الخيل، التى بدأت معها كرغبة فى التجربة وسرعان ما تحولت إلى رياضة مفضلة حتى تولت أمور التدريب فى إحدى الأكاديميات الخاصة بتعليم الفروسية بالقاهرة.

وتقول «رشيدة»، الطالبة فى الصف الثانى الثانوى: «بدأت من 3 سنين تدريبات الفروسية كلعبة عادية لما شفت إخواتى بيلعبوها حبيت أجرب وبدأت أتدرب كتير لحد ما بقيت مدربة خيول والناس بتستغرب لأن سنى صغيرة بس أنا فعلاً حبيت الرياضة دى جداً».

نالت «رشيدة» نصيباً من محاولات الإحباط من بعض المحيطين بها، إلا أنها لم تهتم، وكان أكثر ما ترهبه فى البداية هو الجلوس على ظهر الحصان، وتروى «رشيدة» كيف تجاوزت مرحلة الخوف قائلة: «فى البداية كان فيه ناس بتحبطنى وبتقولى إزاى تركبى حصان، ده خطر وممكن تقعى، وطبيعى كنت بخاف أقع فى الأول لكن كان لازم أجرب كل حاجة، واكتشفت إن البنات بتنجح وعندها إرادة أكبر فى اللعبة دى».

أكدت الفارسة الصغيرة على ضرورة عدم تباعد أوقات التدريب حتى لا يصاب الجسم بالخمول، موضحة أن الفارس يحصل اللياقة البدنية بمرور الوقت ولا ترتبط فقط بالوزن وشكل الجسم.

لم تهدف «رشيدة» من الفروسية إلى الربح المادى ودخول البطولات، بل كان هدفها الأول هو مساعدة البنات أمثالها وتقول: «الفروسية بالنسبة لى مش مجرد لعبة عادية انتى بتتعاملى مع كائن طيب وحساس والهدف بالنسبة لى مش دخول بطولات أو الربح لكن عاوزة أساعد البنات اللى زيى».

«صافى أحمد» أو «ميس صافى» كما يطلق عليها تلاميذها فى الأكاديمية الرياضية الخاصة بها، بدأت حكايتها مع الفروسية منذ 5 سنوات بعدما قررت هى وزوجها شراء حصان وتربيته: «اشتريت أنا وزوجى حصان نربيه وحبينا نتدرب وبعدها بدأنا نهتم أكتر واتدربنا فى أماكن كتير ولما خدنا خبرة كويسة اقترحت عليه نفتح أكاديمية لتعليم الخيل ووافق».

وتقول «صافى»: «الهدف الأساسى إنى أوفر مكان للبنات علشان تتعلم فيه لأن كتير من البنات بالذات مش بتعرف تركب حصان بسبب الخجل من المدرب الراجل، ويستغرق التدريب 4 حصص متواصلة بسعر 350 جنيه».

واجهت «صافى» فى البداية مشكلات تتعلق بلياقتها البدنية وصعوبة ركوب الحصان، ولكن سرعان ما زالت هذه العقبات وتقول: «اللياقة البدنية ضرورية لركوب الخيول وده بييجى مع التدريب والجيم، والأهم إن الواحد يشيل الخوف من قلبه وهو راكب على الحصان علشان يعرف يتعامل معاه لأنه كائن حساس جداً».

استشارت «صافى» العديد من الأطباء فى مختلف التخصصات لطمأنة الأهالى، خاصة الأمهات، بأن ركوب الخيل لا يضر الفتاة جسمانياً، وذلك بعد تلقيها العديد من الرسائل التى تخبرها برغبة بعض الفتيات فى التدريب فى مقابل اعتراض الأهل خوفاً عليهن من أى ضرر.

 

 


مواضيع متعلقة