الغناء بعد الثورة: «الأندرجراوند» يكسب

الغناء بعد الثورة: «الأندرجراوند» يكسب
تألقت مجموعة من الفرق الموسيقية، خاصة بعد الثورة، وأصبح لها جمهور كبير يحضر حفلاتها. وهذه الفرق تسمى «الأندرجراوند» وهى التى تصنع الأغانى بالكلمات والتوزيع والألحان والأداء الذى تريده دون أن يفرض عليها أحد شيئا.
وقد نجحت هذه الفرق نجاحا كبيرا فى مواجهة ظاهرة النجم الأوحد. وفى هذا التحقيق نرصد أهم هذه الفرق والأسباب التى أدت إلى تألقها بعد الثورة:
«وسط البلد»: يرى هانى عادل عضو فريق «وسط البلد» أن «اتجاه الناس لحضور الحفلات الموسيقية فى ساقية الصاوى فى الفترة الأخيرة بعد ثورة يناير يرجع إلى حالة اختلاف ثقافة الجمهور المتلقى للأغانى، حيث أصبح الجمهور يبحث عن أشكال مختلفة من الموسيقى والمواضيع التقليدية، ومن أبرز نجوم هذه الحفلات فرق موسيقى الجاز والموسيقى الغجرية والراب والروك وغيرها».
وأشار إلى أن «نجاح فريق «وسط البلد» فتح الطريق لفرق كثيرة موجودة الآن فى مصر وأعطاهم أملا فى أن ما يقدمونه يمكن أن يحقق النجاح إذا كان جيدا ويصلوا من خلاله إلى الجمهور فى كل مكان، خاصة أن الفرق المستقلة لم تكن مشهورة بالقدر الكافى قبلهم، وهى الفرق الغنائية الموجودة منذ زمن قريب وتسمى فرق «الأندرجراوند بند».
ويضيف: «وبسبب الأحداث المستمرة التى تمر بها مصر والتى نتجت عنها حالة من عدم الاستقرار، وحالة الانفلات الأمنى التى تؤدى إلى رفض الأمن إقامة العديد من الحفلات، قررنا أن نقوم بحفلة لكن بشكل جديد ومختلف من خلال «حفلات بيتى» تتم إقامتها فى منزل أحد الأصدقاء».
«مسار إجبارى»: ويقول هانى دقاق مطرب فريق «مسار إجبارى» إن «فكرة الفرق الموسيقية ليست جديدة على الجمهور المصرى، ويرجع اسم فرقتنا إلى المسار الذى نرغم عليه ويكون إجباريا وليس اختياريا بمعنى أنك يمكن أن تعمل أشياء كثيرة أنت تراها صحيحة والمجتمع يراها خطأ أو العكس، وفى النهاية تكون مجبرا أن تسير فى مسار إجبارى وليس اختياريا».
ويضيف: «بداية الفرقة كانت عام 2005 تقريبا وتم تكوين الفرقة مع مطرب فرنسى وكان اسم الفرقة وقتها «يلا خلاص» وكان هدفها فى البداية هو مجرد أن نقدم نوعا من الموسيقى نحبه إلى أن تحول الموضوع إلى احتراف، وفى عام 2006 قدمنا أول حفلة لنا فى «ساقية الصاوى»، وقدمنا بعدها أكثر من 20 حفلا فى أوروبا فى فرنسا وإيطاليا وتركيا وأمريكا وغيرها من البلاد، وكان لنا جمهور محدود فى مصر يحضر الحفلات، وبعد ثورة يناير الوضع اختلف تماماً، وأصبح هناك جمهور كبير يحضر هذه الحفلات، ويرجع ذلك لعدة عوامل أهمها نوعية الموسيقى الجديدة والمختلفة والتى أحبها جيل الشباب».
«كايروكى»:
أما أمير عيد عضو فريق «كايروكى» وهى أول فرقة غنائية «روك» فى مصر تغنى باللهجة المصرية، والتى بدأت منذ 10 سنوات تقريباً، ولكن شهرتها الحقيقية بدأت بعد ثورة يناير، فيقول: «حققت الفرقة نجاحا كبيرا بعد ثورة 25 يناير وتحديدا بعد أغنية «صوت الحرية» والتى يعتبرها شباب مصر «أغنية الثورة» أو «أغنية الحرية» حيث تم عرضها قبل يوم واحد من تنحى حسنى مبارك، وما يميز «صوت الحرية» أيضاً أنها تم تصويرها فى ميدان التحرير وظهر فيها الثوار يرددون كلمات الأغنية مما أعطى الأغنية مصداقية وأوحى بأنها من صنع الثوار أنفسهم، وتتميز أغانينا بالكلمات التى تعبر عن واقع شباب مصر وتدعوه للتفكير والتغيير.
وأضاف: «الجمهور يسمع أغانى الحب والخصام والفراق لمدة كبيرة منذ أكثر من 50 عاما، وبعد الثورة وتغير الثقافة شعر الجمهور بالملل، وكان الكل يفكر فى التغيير ولذلك ظهرت الفرق الموسيقية بقوة وحققت أغانيهم نجاحا كبيرا، حيث إن الشباب المصرى استطاع أن يجد نفسه فيها لأنها أقرب إلى واقعهم وتفكيرهم من غيرها من الأغانى، وكان لهذا النجاح أثر كبير على المشهد الغنائى المصرى لأنهم أبرزوا نوعا مختلفا من الغناء العربى، الأمر الذى ألهم فنانين آخرين أن يغنوا هذا النوع من الأغانى».
وعن تجربتهم مع عايدة الأيوبى فى أغنية «يا الميدان» يقول: «عرضنا عليها الأغنية ورحبت بها وشجعتنا على التجربة وعندما حققت التجربة النجاح قدمنا أكثر من عمل، آخرها أغنية «اتجنن» التى حققت نجاحا كبيرا».
«سونى رحالة»:
ويقول حسين حمدى مطرب فرقة «سونى رحالة»: «قبل الثورة كان مستمعو «الراب» قلة ولم يكن بنفس الانتشار الحالى وكانت الوسيلة الوحيدة للانتشار هى الإنترنت، وبعد ذلك بدأنا ننظم حفلة كل شهرين فى ساقية الصاوى وفى عامى 2011 و2012 اشتركنا فى أكثر من مهرجان تنظمه شركات عالمية، وبدأت دائرة الانتشار تتوسع أكثر من قبل».
وأضاف: «جميع الفرق المستقلة التى تلقب بـ«الأندرجراوند» لا تستطيع أن تنتج لنفسها ألبومات خاصة بها لكى تصل إلى الجمهور، وهذه الفرق تملك المواهب وليس هدفها الأساسى هو المال أو الربح، بل ظهور الموسيقى التى يتم تقديمها، وكانت تخاطب شريحة معينة من الجمهور قبل الثورة، ولكن بعد الثورة الوضع اختلف».
وعن زيادة شعبية هذه الفرق بعد الثورة يرى «رحال» أن السبب الرئيسى هو أن ثقافة الجمهور أصبحت مختلفة، إضافة إلى أن غياب حفلات النجوم جعل الناس تتجه إلى البحث عن نوع جديد من الموسيقى، وكانت فرصة لظهور هذه الفرق».