الحكومات العربية تحل أزماتها بطريقة خاصة: «اتبرع باللى تقدر عليه»

كتب: إنجى الطوخى

الحكومات العربية تحل أزماتها بطريقة خاصة: «اتبرع باللى تقدر عليه»

الحكومات العربية تحل أزماتها بطريقة خاصة: «اتبرع باللى تقدر عليه»

وكأنه صار نظاماً عاماً تتبعه الدول العربية مع شعوبها، ففى ظل الأزمات الاقتصادية التى واجهت بعض الحكومات العربية، لم تجد هذه الدول سوى دعوة المواطن للتبرع للدولة للمساهمة فى حل أزماتها، مؤخراً طالبت مونيه مسلم، وزيرة التضامن الاجتماعى الجزائرية، العاملات المتزوجات بالتبرع بنصف رواتبهن للدولة، لمساعدتها فى الأزمة الاقتصادية والمالية التى تمر بها على اعتبار أن أزواجهن مسئولون عن الإنفاق عليهن. {left_qoute_1}

مصر أيضاً كانت لها سابقة فى هذا المجال، من خلال مبادرة «تحيا مصر»، ومبادرات أخرى دعا فيها المسئولون المواطنين للتبرع للمساهمة فى حل الأزمة الاقتصادية، وفى تونس لم يكن الحال مختلفاً، فمنذ بضعة أشهر ظهر رئيس الحكومة التونسى الحبيب الصيد، مطالباً كبار موظفى الدولة والمواطنين بالتبرع بيوم عمل لصالح صندوق مكافحة الألعاب، وكذلك طالب أحد أعضاء الأحزاب ويدعى جنيدى عبدالجواد، المواطنين بالتبرع بجزء من رواتبهم لصالح ميزانية الدولة.

الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، اعتبر أن عامَى 2016 و2017 هما الأسوأ على الاقتصاديات العربية، حيث ستقع هزات عنيفة للدول والحكومات، وهو ما ظهرت بوادره بقصة التبرعات التى تطلبها الدول من الشعوب: «نهاية 2017 ستشهد إسدال الستار على معظم الاقتصاديات العربية بسبب العاصفة الاقتصادية التى تعرضت وستتعرض لها، البعض يعتقد أن فكرة التبرعات هى أمر هزلى يستحق السخرية فقط دون البحث ما وراء السطور، فطلب التبرعات هو بمثابة بشائر أزمات فى أكثر من دولة عربية، بل وغير عربية».

واستشهد «النحاس» بتونس ثم مصر ثم الجزائر، وفى تركيا أيضاً، حيث طلبت الحكومة من السيدات التبرع بالذهب أو عدم تخزينه من أجل الحفاظ على قيمة الليرة التركية أمام الدولار.

واعتبر «النحاس» أن من المفارقات التى شهدتها الأزمة، التى تسبب فى زيادتها وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، هى أن التوجه الأساسى فى طلب التبرعات للنساء: «لا أعرف السر وراء التركيز على المرأة دوماً إما للتبرع بمالها أو ذهبها أو ترشيد إنفاق أسرتها فى أكثر من دولة، لكن أعتقد أن السبب هو أن المرأة هى التى تنظم شئون المنزل المالية، كما أنه من السهل التأثير عليها عاطفياً».


مواضيع متعلقة