النقل النهرى: 20 أوتوبيساً عمرها «نصف قرن» دون تحديث

كتب: عبدالفتاح فرج

النقل النهرى: 20 أوتوبيساً عمرها «نصف قرن» دون تحديث

النقل النهرى: 20 أوتوبيساً عمرها «نصف قرن» دون تحديث

رغم اتساع نهر النيل، الذى يقسم القاهرة الكبرى نصفين، ومروره من وسط الكتلة السكنية شديدة الازدحام، إلا أن الحكومات المصرية المتعاقبة فشلت فى استغلال إمكانياته الهائلة فى نقل الركاب والبضائع، لتخفيف الزحام عن الشوارع المكتظة بالسيارات، ورغم وجود خطط كثيرة وقديمة لتطوير النقل النهرى تم تنفيذ بعضها بالفعل مثل التاكسى النهرى، لكن باءت التجربة بالفشل بسبب عدم وجود بنية أساسية تسمح برسو المراكب فى القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن تعريفة الركوب وقلة عدد مراكب التاكسى.

{long_qoute_1}

وكشفت الدراسة المبدئية التى قامت بها وزارة النقل فى بداية العام الحالى أن نهر النيل يستطيع استيعاب 100 ألف راكب يومياً، ويقلل نحو 2000 سيارة ملاكى من دخول وسط القاهرة، وأوضحت الدراسة أن الرحلة من مدينة حلوان إلى الزمالك تستغرق 15 دقيقة، مقارنة بـ90 دقيقة فى أى وسيلة نقل أخرى، لكن لم تدخل أى خطة للوزارة حتى الآن حيز التنفيذ.

فى استراحة محطة الأوتوبيس النهرى، التابعة لهيئة النقل العام لمحافظة القاهرة، بمنطقة «عبدالمنعم رياض» بالتحرير، كان بعض المواطنين ينتظرون ركوب الأوتوبيس الذى مر على بداية تشغيله أكثر من 50 عاماً بين محطتين فقط (ماسبيرو- كوبرى الجامعة) يقطعها فى مدة لا تقل عن 15 دقيقة، ويعتمد عليه عدد قليل من المواطنين فى التنقل بين الشاطئين المتباعدين.

أحد العاملين بالمحطة، رفض ذكر اسمه، قال «الأوتوبيس زى ما هو، مفيش أى جديد حصل، بنسمع من زمان عن التطوير لكن مفيش جديد، من أيام المحافظ السابق الراحل الدكتور عبدالعظيم وزير، اللى كان عاوز يدخل أوتوبيسات نهرية جديدة وسريعة زى اللى موجودة فى أوروبا لكن للأسف لما ساب المحافظة كل حاجة وقفت ومفيش أى تطوير تم، والتاكسى النهرى اللى محافظة القاهرة أعلنت تشغيله التجريبى من 7 شهور ما شفناهوش خالص، ولا بييجى هنا، هو أصلاً مالوش مراسى وتذكرته بـ80 جنيه لأنه 8 كراسى مش تبعنا، واحنا أصلاً ما بنشوفوش، وزارة النقل بتحاول تعمل أى شو إعلامى وخلاص».

وقال سائق أوتوبيس نهرى، فضل عدم ذكر اسمه، «المراكب حالتها سيئة ولم يحدث لها إحلال وتجديد من سنوات طويلة، حيث تقتصر أعمال التطوير على عمرة الموتور والطلاء وتغيير الكراسى، لكن الوحدات كما هى لم تتغير منذ عقود مثل جرارات السكة الحديد»، وأوضح السائق الخمسينى قائلاً «عدد الأوتوبيسات الموجودة فى محطة ماسبيرو والجامعة تقل عن 20 أوتوبيساً، إضافة إلى 5 مراكب أخرى مخصصة للأفراح والمناسبات»، وأضاف «الناس بتركب الأوتوبيس عشان تتفسح بس وبتروح لحد الجامعة بـ2 جنيه وترجع تانى بـ2 جنيه، وبكده بتقعد أطول فترة ممكنة فى الميه، بيحبوه عن المراكب النيلية التانية، لأنها بتمشى مسافات قصيرة وبسعر أعلى، الأوتوبيسات النهرية محتاجة تتطور بجد مش مجرد كلام بيتقال على التليفزيون وخلاص، النيل دا نعمة واحنا مش قادرين نستغله فى تخفيف الزحام عن القاهرة».

أمنية عطية، 25 سنة، تقيم فى شارع فيصل، موظفة بشركة خاصة بشارع قصر العينى، تقول «لا أستخدم الأوتوبيس النهرى فى التنقل بين القاهرة والجيزة إطلاقاً، إلا إذا كنت أريد التنزه فى النيل بصحبة زوجى وابنتى، لأن التذكرة سعرها رخيص مقارنة بتعريفة المراكب الخاصة الأخرى التى تصل حالياً 10 جنيهات فى بعض الأماكن، كما أن الأوتوبيس يقطع مسافة كبيرة من ماسبيرو إلى كوبرى الجامعة عكس المراكب السياحية التى تدور قبل كوبرى قصر النيل»، تضيف «أمنية» قائلة «الأوتوبيس النهرى ليس وسيلة مواصلات جيدة لأنه يقع بين محطتين فقط، فإذا أردت الذهاب إلى ميدان الجيزة من عبدالمنعم رياض بالأوتوبيس النهرى فإنى لا أستطيع القيام بذلك، إلا إذا قمت بركوب ميكروباص أو تاكسى من كوبرى الجامعة إلى الجيزة، لماذا لا يقوم المسئولون بإضافة مراسى ومحطات جديدة على جانبى النهر، لتتوقف فيها المراكب ذهاباً وإياباً لنستطيع الاستغناء عن طريق الكورنيش المزدحم».

ويقول محمود عوض، 30 سنة، من بولاق الدكرور: «المواطنون يفضلون ركوب وسائل المواصلات السريعة، حتى لو كانت مرتفعة الثمن لأنها تساعدهم على إنجاز مصالحهم بسرعة»، وتابع: «أنا باسمع عن تطوير الأوتوبيس النهرى من أكتر من 10 سنين لكن للأسف كل حاجة زى ما هى بل بتتدهور عن الأول، الأوتوبيس كراسيه مكسرة، وريحته وحشة، ودخان المواتير بيملا الأوتوبيس من جوه وبيخنقنا والسواق والمساعد اللى معاه كل اللى بيعمله بيفتح فتحات السقف عشان يهوى الأوتوبيس، لأن مدخنة الأوتوبيس من قدام، وكمان ما شفتش أى وسائل إنقاذ فى المركب».


مواضيع متعلقة