بالصور|"الوطن" داخل مدرسة "الأمل للصم".. فنانين ولكن "يدوبك يفك الخط"
بالصور|"الوطن" داخل مدرسة "الأمل للصم".. فنانين ولكن "يدوبك يفك الخط"
- اكتشاف مواهب
- الإذاعة المدرسية
- التربية الخاصة
- التربية الفنية
- التربية النوعية
- التربية والتعليم
- الجهود الذاتية
- الحل الأمثل
- الدراسات الاجتماعية
- الصم والبكم
- اكتشاف مواهب
- الإذاعة المدرسية
- التربية الخاصة
- التربية الفنية
- التربية النوعية
- التربية والتعليم
- الجهود الذاتية
- الحل الأمثل
- الدراسات الاجتماعية
- الصم والبكم
عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا، يقف التلاميذ في صفوفٍ متوازية يشاهدون الإذاعة المدرسية المُقدمة من خلال مجسمات على لوحات لإيصال الأفكار التربوية والسلوكية والمعلومات، المقدمة من المدرسة التي تشبه في شكلها العام جميع مدارس المراحل الأساسية، ولكنها تحتضن بداخلها أطفالًا أصابهم الصمم.
في منطقة المطرية، "الوطن" عايشت يومًا داخل إحدى مدارس "الأمل للصم وضعاف السمع"، والتي تضم بداخلها 14 فصلًا مشتركًا يحوي كل واحد منهم 10 تلاميذ، حتى ينفصل الصبية وتبقى البنات بدءًا من المرحلة الإعدادية، يدرسن في 3 فصول إعدادي مهني ثم3 ثانوي فني، يتوزعن في فصول متوسطة المساحة، يقف أمامهن مُعلم جاءهم بعد حصوله على بكالريوس تربية.
يخضع المُعلم لشروط توضحها نادية محمد مصطفى، مديرة المدرسة، حيث يحصل على بكالريوس تربية ومن ثمّ يحصل على دبلوم تربوي، ويخضع لدبلومة في التربية الخاصة أو يحصل على بعثة أو دبلومة تخاطب، وهي كلها دراسات تكميلية خاصة بالتربية الخاصة، ولا تقل تلك الدراسات أهمية عن السمات الشخصية التي يجب توافرها فيه وأهمهم على الإطلاق "الصبر"، حتى يستطيع التعامع مع الصم، نظرًا لطبيعتهم التي تتسم بفرط الحركة وإعاقات أخرى خاصة الإعاقات النفسية.
مواد عديدة يدرسها المُعلم حتى يكون أهلًا لتوصيل المعلومة للطلاب الصم، تتركز حول "سيكولوجية الطفل الأصم"، لترشد المُعلم إلى طرق التعامل معه ومن ثمّ القدرة على تعليمه، وترى "مديرة مدرسة الأمل" أن ذلك هو الأهم لأن "كل طفل أصم لديه "إعاقة نفسية" تتولد بداخله منذ رؤية "تكشيرة" أبويه الرافضين لإعاقته ولوجوده عندما يبدأ في الإدراك، ولا يحصل الدارس إلا على "كتيب" صغير لتعليم لغة الإشارة، التي سيكتسبها بالخبرة".
معلومات طفيفة يتم توصيلها للطلاب من الصم لدرجة أنهم لا يقووا على كتابة أشياء بعيدة عن البديهيات المتمثلة في أسماءهم وعنوانين منازلهم ويستطيعون بالكاد قراءة جملًا بعينها يحفظونها بعناء، وهي نتائج تراها مديرة المدرسة منطقية بسبب صعوبة المناهج التي يدرسها الطلاب والتي تفوق قدراتهم على الحفظ، نظرًا لضعف ذاكرتهم وعدم وجود حصيلة لغوية لديهم.
المناهج التي يدرسها الطالب داخل المدارس العادية هي ذاتها التي يدرسها الأصم بمراحل التعليم، غير أنه يخوض 8 سنوات في المرحلة الابتدائية لعدم قدرته على استيعاب نفس الكم الذي يستوعبه الطالب العادي، وفقا لمديرة مدرسة الأمل، التي تعتمد طريقة "التواصل الكلي" في تدريس المواد للطلاب، معتمدة على لغة الإشارة والشفاه والإماءة والحركة الجسدية إن لزم الأمر.
مُدرسة اللغة العربية سلوى غانم، تلتقط أطراف الحديث لتحكي عن تجربتها التي تجاوزت 26 عاما في التدريس لطلاب من ذوي الإعاقات السمعية، فهي تحاول أن تعطي للطلاب فقط ما يمكّنهم من التواصل اللغوي مع المجتمع المحيط بهم فقط، ولا تهتم بتدريس ما يزيد عن حاجتهم، وكذلك الحال بالنسبة لمواد الدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية والرياضيات التي يدرسون منها القليل "طلاب لن يستفيدوا من فهم القواعد النحوية ومعرفة الفرق بين التمييز ونائب الفاعل بل على العكس تمثل تلك الأشياء (تزاحمًا معلوماتيًا بدون فائدة)".
لم تنكر المعلمة الأربعينية عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بإتقان مُدرسي الصم لغة الإشارة خلال السنوات الطويلة الماضية، إلا أن المسؤوليين بالوزارة انتبهوا لخطورة ذلك الأمر وقرروا منذ العام الماضي إعطاء دورات تدريبية للمُدرسين بمدارس الصم من شانها إعطاءهم حصيلة إشارية من شانها تعليمهم المصطلحات الموحدة التي تم التوافق عليها في "القاموس الإشاري الموحد للغة الإشارة" بعد أن كادت أن تكون هناك لغة إشارية منفصلة لكل مدرسة.
الحل الأمثل الذي تراه "غانم" لتطوير العملية التعليمية للطلاب الصم هو أن يضع مناهجهم "العامل في الحقل نفسه" لتثمر منهج يستطيع إفادة الطلاب بنسبة 95% بدلًا من تحصيلهم الذي لا يتعدى الـ5% الآن بسبب المنهج الحالي، على أن تكون المناهج مختصرة ومناسبة وتساعد على اكتشاف مواهبهم لتنميتها وخاصة الأنشطة التي يمتازون باتقانها والابتكار فيها.
طاولة مستطيلة تحيطها فتيات من الجانبين منعزلين عن العالم الخارجي لتتشابك أعينهم مع الخيوط التي يغزلن بها ليصنعن ملابس داخل "حجرة التفصيل"، فتلك عباءة زرقاء اللون تغزلها إحدى الطالبات بوجدانها قبل أن تصنعها يديها وتنافسها رفيقتها في صنع جلباب أبيض يتداخل معه خيوط حمراء، لترد عليهن فتاة أخرى تصنع فستانًا أخضر عن نقاء قلوبهن.
المواهب التي تحظى بها الطالبات أهلّت بعضهن للالتحاق بكلية "الاقتصاد المنزلي"، كما التحقت فتيات من المدرسة بكلية "التربية النوعية" وهي المتاحة للطلاب الصم، على الرغم من أن مواهبهم تقودهم إلى كلية "التربية الفنية" وهي غير متاحة لهم حتى الآن، وهذا ما عبرت عنه "أميرة" الطالبة بالصف الثاني الثانوي التي أبدت رغبتها في الالتحاق بالكلية التي تمكنها من تنمية موهبتها في تفصيل الملابس، متناسية كل ما له علاقة بالكليات الأدبية أو العلمية.
زميلتها "هايدي" التي تعاني من ضعف السمع كشفت عن موهبة أخرى تتمثل في عشقها للكمبيوتر الذي تتمنى لو احترفته، فهي تتواصل مع زملاءها من الصم عبر "فيس بوك" ولا تجد سوى التكنولوجيا سبيلا للتواصل مع الآخرين بسهولة "مش بحب غير الكمبيوتر وبقيت المواد بالنسبالي حاجة واحدة".
المشهد ينتقل إلى "المطعم"، حيث سترى فيه منضدات طويلة يتجمع حولها عشرات الطالبات في نهاية اليوم الدراسي، ليتناولن الوجبة الغذائية المخصصة لهن والتي تتوع ما بين أرز ودجاج ولحم وسمك ومكرونة وأشكال من الخضروات والسلطة الخضراء، والمشرفات يقفن ليعلمن الفتيات سلوكيات تناول الطعام ويساعدنهن على تناول طعامهن بسلاسة.
القصور الذي تعانيه المدرسة في تعليم الطلاب تعوضهم بإشباع حاجة الطلاب بالأنشطة الفنية والرياضية، حيث يشارك الطلاب في المسابقات المسرحية كل عام المخصصة لمدارس الصم إلى جانب المعارض الفنية ومعرض الملابس السنوي المقام على ما تنتجه أيادي الطالبات، بحسب ما أكدته نعيمة محمود، الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة.
الميزانية التي يتم تخصيصها لمدرسة الأمل للصم تعد دعمًا لا يكفي لاحتياجات الطلاب والمدرسة، لذا تعتمد الإدارة على التبرعات من جمعيات خيرية ورجال أعمال وفاعلي خير ومجلس الأباء الذي أقام سورًا لمنع تسلل الكلاب الضالة للمدرسة وكذلك أقام جمعية تعاونية للطلاب، واعتماد المدرسة على المشاركة المجتمعية والجهود الذاتية للمُدرسين، حسب ما أشارت إليه الأخصائية الاجتماعية.
"إدونا إمكانيات زي اللي برة، وإحنا نطلع نماذج زي هيلن كيلار وأكتر".. تلك الكلمات كانت آخر ما جاء على لسان المُدرسة سلوى غانم، التي تمني نفسها برؤية نموذج لطالب أو طالبة مصرية كتلك الأمريكية الصماء التي استطاعت أن تعمل محامية نتيجة اهتمام الدولة بها وتوفير الإمكانيات المناسبة لتطوير مواهبها وقدراتها.
- اكتشاف مواهب
- الإذاعة المدرسية
- التربية الخاصة
- التربية الفنية
- التربية النوعية
- التربية والتعليم
- الجهود الذاتية
- الحل الأمثل
- الدراسات الاجتماعية
- الصم والبكم
- اكتشاف مواهب
- الإذاعة المدرسية
- التربية الخاصة
- التربية الفنية
- التربية النوعية
- التربية والتعليم
- الجهود الذاتية
- الحل الأمثل
- الدراسات الاجتماعية
- الصم والبكم