"الصُمّ يعلمون مدرسيهم".. مبادرة لتعليم المعلمين لغة الإشارة

"الصُمّ يعلمون مدرسيهم".. مبادرة لتعليم المعلمين لغة الإشارة
- الإعاقة السمعية
- التربية الفكرية
- التربية والتعليم
- الجامعات الحكومية
- القرآن الكريم
- اللغة الإنجليزية
- المؤسسة المصرية
- المرحلة الثانوية
- الملك فاروق
- المناهج التعليمية
- الإعاقة السمعية
- التربية الفكرية
- التربية والتعليم
- الجامعات الحكومية
- القرآن الكريم
- اللغة الإنجليزية
- المؤسسة المصرية
- المرحلة الثانوية
- الملك فاروق
- المناهج التعليمية
ينتظرون لحظة ينهلون فيها من العلم، لتعويض حاسة السمع التي فقدوها، يذهبون إلى مدارسهم تسبقهم أحلامهم، لييجدوا معلمين يدخلون الفصول، فاقدون القدرة على التواصل مع التلاميذ، يفرغون ما في جعبتهم من شرح لن يفهمه الصم دون لغة الإشارة التي يجهلها المدرسون، فينطبق على هؤلاء التلاميذ المتعطشين إلى العلم، المثل الشعبي القائل "وكأنك يا ابوزيد ما غزيت"، بعد سنوات طويلة مرت عليهم دون أن يحسنوا "فك الخط"، الذي يتقنه غيرهم في أيام قليلة.
بينما يحاول الجميع وقف نزيف العلم من عقول "الصم"، تأتي مبادرة المؤسسة المصرية لحقوق الصم، لتضع بذرة لحل لم يصل إليه تفكير المسؤولين، فها هم شباب وفتيات من ذوي الإعاقة السمعية، يحلون ضيوفا على طلاب كلية التربية، يقفون بينهم ساعات لتعليمهم أساسيات لغة الإشارة، إيذانا بخروج هؤلاء الطلاب من الجامعة معلمين، يجيدون التواصل مع التلاميذ داخل مدارسهم.
"تعليم لغة الإشارة".. شعار رفعه جموع الصم على مستوى الوطن العربي خلال أسبوع "الأصم العربي" الـ41، واستغلته نادية عبدالله رئيس المؤسسة المصرية لحقوق الصم، لإطلاق مبادرة تعليم "الصم لمدرسي المستقبل، تقول: "لقينا إن البداية لازم تكون من كلية التربية، لأن الصم لقوا معاناة على مدار سنين، المدرسين بيدخلوا المدارس ويعتمدوا على الطلبة يعلموهم لغة الإشارة، ونسبة اللي بيتقنوها بتكون ضئيلة جدا".
نسبة لا تتعدى 1%، هي حصيلة المعلمين الذين يدخلون مدارس "الأمل للصم وهم يتقنون لغة الإشارة بالفعل، وما يحسنه باقي المعلمين من لغة الإشارة، لا يمت بأي صلة للمناهج التعليمية الواجب شرحها للتلاميذ، تضيف عبدالله: "الطريقة الوحيدة اللي بتنجح الولاد هي الغش في الامتحانات، وبيتخرجوا من مدارسهم شباب كامل الأهلية، لكنه غير قادر على التواصل مع المجتمع أو الالتحاق بأي عمل".
القلة القليلة التي استطاعت تجاوزت المرحلة الثانوية وسلكت طريقها للتعليم الجامعي، كانت من الطلاب المتعلمين داخل مدارس الدمج وفقا لـ"عبدالله"، والسب أن تلك المدارس تجمع الأسوياء وطلاب من ذوي الإعاقات المختلفة، تقول: "إحنا واجهنا وزارة التربية والتعليم بالحقيقة دي لكنها أنكرت، ومسمحوش إننا ندخل مدارس الصم عشان نعلم المدرسين لغة الإشارة، ومكانش في أي تحرك عشان يحلوا المشكلة".
رئيس مؤسسة حقوق الصم، تتمنى أن تكون مبادرة تعليم طلاب كلية التربية لغة الإشارة، نواة لحملة قومية تقودها الدولة، لحل المشكلة التي تفاقمت منذ عهد الملك فاروق بحسب قولها، تتابع: "ممكن يتم إعطاء دورات للمعلمين كنشاط صيفي، لتعليمهم كل ما يتعلق بالمناهج التعليمية بلغة الإشارة، زي ما حصل مع طلبة كلية التربية، اللي كانت استجابتهم سريعة للتعلم، وأخدوا شهادات من الصم نظير كفاءتهم في تعلمهم لغة الإشارة في 5 أيام بس".
تقف إسراء، 22 عاما، تستحضر كل المفاهيم والمصطلحات الصعبة التي درستها خلال مراحل تعليمها الثلاثة، يجلس أمامها العشرات من معلمي المستقبل، يرصدون حركاتها، ويقارنوها بما يخرج من فمها المتلعثم قليلا بفعل فقدها للسمع، ينظرون لها بشغف تارة، وانبهار تارة أخرى، لتكون سببا في معرفتهم بالكثير عن لغة الإشارة، تقول: "قررت أكون واحدة من المشاركين في الدورة مجانا، لأني عاصرت معاناة أصدقائي الصم اللي اتخرجوا من مدارسهم من غير ما يعرفوا يكتبوا أسماءهم".
أسرة الطالبة الصماء، كانت سببا رئيسيا وراء وصولها للسنة الأخيرة بكلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، نظرا لاهتمامهم بحضور ابنتهم للعديد من جلسات التخاطب، وتحفيظها القرآن الكريم وهي طفلة، ثم خضوعها لاختبارات الذكاء التي اجتازتها بنجاح، ما أهلها للقبول في إحدى مدارس الدمج التعليمي، لتواجه مأساة جديدة في التواصل مع زملائها ومدرسيها، تقول: "مكانوش يعرفوا حاجة عن لغة الإشارة، كان في صعوبة كبيرة في التعامل معاهم بلغة الشفايف اللي أقدر اقراها، لكن والدتي فهمتهم إنهم لازم يبصولي وهما بيكلموني عشان اقرا شفايفهم".
ما واجهته إسراء في دراستها الجامعية، كان دافعا جديدا لمشاركتها في دورة تعليم "مدرسي المستقبل" للغة الإشارة، فالميكروفون كان يحجب وجه أساتذتها داخل المحاضرة، فلا تصل عيناها إلى شفتيهم كي تستوعب ما يقدمونه من شرح، تقول: "التوعية غايبة عن كل الناس، سواء في المدرسة أو الجامعة، عشان كده لازم يتعمل تقييم شهري لكل اللي بيتعاملوا مع الصم حوالين درايتهم بلغة الإشارة، وقدرتهم على توصيل المعلومات للطلاب، سواء في مدارس الصم أو الجامعات الحكومية".
مريم، الحاصلة على دبلوم صنايع من إحدى مدارس التربية الفكرية، عكست نموذجا جديدا لأزمة الصم، فإتقانها للقراءة والكتابة جاء بعد سنوات طويلة من زواجها، "ولادي اللي في سنة 5 ابتدائي اللي علموني اعرف اكتب اسمي واقرا عشان أساعدهم في المذاكرة".
سعادة بالغة شعرت بها مريم، وهي تقف بين طلاب كلية التربية وتعلمهم لغة الإشارة وطريقة التواصل مع الصم عبر الشفاه، لتعوض ما فاتها من علم في جيل قادم من الصم ينتظره معلمون مؤهلون للتواصل معه،تقول: "الأسبوع ده مهتمتش بولادي وبيتي زي ما اهتميت بتعليم طلبة الجامعة، حبيت أثبت للجميع إني بنت قوية".
- الإعاقة السمعية
- التربية الفكرية
- التربية والتعليم
- الجامعات الحكومية
- القرآن الكريم
- اللغة الإنجليزية
- المؤسسة المصرية
- المرحلة الثانوية
- الملك فاروق
- المناهج التعليمية
- الإعاقة السمعية
- التربية الفكرية
- التربية والتعليم
- الجامعات الحكومية
- القرآن الكريم
- اللغة الإنجليزية
- المؤسسة المصرية
- المرحلة الثانوية
- الملك فاروق
- المناهج التعليمية