فى السياسة الخارجية الأمريكية ما بين «أوباما» و«ترامب»
- أهالى ضحايا
- إقامة علاقات
- الاتفاق النووى
- التهديد الإيرانى
- الخارجية الأمريكية
- الدور المصرى
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس السيسى
- الرئيس المنتخب
- السياسة الخارجية
- أهالى ضحايا
- إقامة علاقات
- الاتفاق النووى
- التهديد الإيرانى
- الخارجية الأمريكية
- الدور المصرى
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس السيسى
- الرئيس المنتخب
- السياسة الخارجية
السعودية والدور المصرى.. تعودت إدارة «أوباما» التدخل فى الأمور الدولية، بما فيها بطبيعة الحال أمور منطقتنا العربية وشئونها الداخلية.
هذا التدخّل منطقه الأساسى تحقيق الرؤية السياسية الأمريكية، وما تريد أن تفرضه من أوضاع، وما ترغب فى تغليبه من سياسات واختيارات، بحثاً عن إحداث توازنات بين استقرار مطلوب وديمقراطية تراها من خلال منظور خاص بها. وخُذ احتواءها واستيعابها للفكر الجهادى بمنطقتنا العربية ومحاولاتها إسقاط النظم مثالاً واضحاً على ذلك.
هذه إدارة وقّعت اتفاقاً نووياً مع إيران كان من شأنه رفع الضغوط الدولية عن الأخيرة، وبسببه أفرجت أمريكا عن مليارات الدولارات من أموال إيران السابق التحفّظ عليها، على خلفية الخلافات القديمة حول الملف النووى الإيرانى.
ثم إنها عزّزت التأثير الإيرانى بالمنطقة حينما اقترح «أوباما» مؤخراً أن على السعودية أن تتعلم كيف تتشارك فى الشرق الأوسط مع غريمتها إيران.
إلا أنه فى تضارب بدا واضحاً فى التوجّه السياسى الأمريكى، شاهدنا إدارة «أوباما» وهى تساند السعودية فى موقفها من سوريا هادفة للتخلص من بشار الأسد. ثم إنها فاجأتنا بمساندة السعودية أيضاً فى حربها ضد الحوثيين باليمن.
ولا يمكن إغفال أهم مواقف «أوباما» المرصودة لصالح السعودية، حينما استعمل حقه فى الفيتو، رفضاً لمشروع قانون أقره الكونجرس الأمريكى، يسمح بمقتضاه لأهالى ضحايا الهجوم الإرهابى الذى طال أمريكا فى 11 سبتمبر ٢٠٠١، بمقاضاة السعودية، باعتبارها ضالعة فى هذه الأحداث. لكن الكونجرس ألغى تأثير الفيتو، بما يجعل القانون سارياً أمام المحاكم الأمريكية.
من ناحية أخرى، فإن «ترامب» سوف يسعى لتحقيق فكرة أمريكا القوية/ أمريكا أولاً، إنما بمنطق المصلحة الاقتصادية وليس بمنطق الرؤية السياسية.
فى الأغلب ومن واقع رصد تصريحاته، فإن «ترامب» سوف يتبع سياسة خارجية انعزالية الخصائص، أساسها تغليب أولوية الشأن الأمريكى الداخلى على سياساته الخارجية. هو يريد أن يقود العالم، لكن من الخلف، ويهدف عكس «أوباما»، إلى إقامة علاقات جيدة مع روسيا، ويصر على محاربة الإرهاب والراديكالية الإسلامية.
الرئيس الأمريكى الجديد عبّر عن قلقه البالغ فى مناسبات عدة من تاريخ السعودية فى إنتاج الفكر الوهابى المتطرّف، وطالب بمنع المسلمين الراديكاليين من دخول بلاده، كما أصر تباعاً على أن بشار الأسد يحارب هو وحلفاؤه الإرهاب والجهادية فى سوريا، فى اختلاف واضح عن سياسات سلفه «أوباما».
«ترامب» لا يُثمّن الاتفاق النووى المبرم بين بلاده ودول أخرى من ناحية وإيران من ناحية أخرى، فهو يعتبره قد أضاف إلى إيران قوة سياسية واقتصادية هو لا يرتاح إليها. الرجل يعرف أن إيران تتدخّل فى الشأن السعودى وتُهدّد مصالح المملكة وأمنها القومى فى المنطقة المشتركة لحيزهما الجغرافى.
فى هذا السياق، أعلن «ترامب» أن أمريكا فى عهده سوف تحمى السعودية من التهديد الإيرانى، إنما سوف تكون هذه الحماية ذات منطق اقتصادى.. أى أن السعودية عليها أن تدفع ثمن هذه المساعدة مالاً، والتزاماً بأبجديات أمريكا فى السياسة الخارجية.
وفى تناقض موجع للسعوديين، أعلن «ترامب» أن أمريكا يجب أن تتوقف عن استيراد البترول من السعودية وبترول خصومها، فى إشارة صريحة إلى هذه الدول، ومنها السعودية. إنها من وجهة نظر «ترامب» تمارس الاحتكار.. ثم إنه يعتبرها جميعاً خصوماً.
إذاً ملخص القول أن أدبيات السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة فى عهد «ترامب»، سوف تؤدى إلى استنزاف موارد السعودية ومحاصرة اقتصادها بمزيد من الانكماش وضعف النشاط. أمريكا أيضاً سوف ترهق السعودية سياسياً على خلفية الفكر الوهابى السائد هناك، ومن ناحية أخرى ثمناً لحمايتها من الأخطار الإيرانية.
إنه اختيار «ترامب» لمفردات السياسة الخارجية الأمريكية بحسابات وعقلية رجل المال والأعمال.
السعودية إذاً فى مأزق بين مطرقة الوضع الإقليمى الصعب المحيط بها، الذى تحاول أن تسيره فى اتجاه مصالحها ورؤاها، وبين سندان إدارة «ترامب» الذى يعتبرها أحد أهم منابع الفكر الجهادى التكفيرى ومصدراً من مصادر إنتاج الإرهاب.
على الناحية الأخرى، نرى علاقة يبدو أنها تتسم بالود والتفاهم فى أولى مراحلها بين الرئيس السيسى والرئيس المنتخب ترامب. فى المشهد نرى مديحاً من «ترامب» لـ«السيسى»، كما أنه لا يمكن لنا أن نتغاضى عن مقولته الشهيرة بوجود كيمياء خاصة يتشارك فيها الرئيسان ووصفه لـ«السيسى» بأنه شخص رائع. لقد عبّر «ترامب» عن مساندته لمصر فى حربها ضد الإرهاب، وقال إن فترة حكمه سوف تكون فيها أمريكا صديقاً مخلصاً لمصر وليست فقط حليفاً، وأن مصر يمكنها أن تعتمد على ذلك فى السنوات المقبلة.
لكن تقديرى أنه وعلى كل الأحوال، فإن هذا الدور المصرى قد يكون من المطلوب جداً أخذ معطيات الأمر الواقع الحالى فى الاعتبار، سواء ما يمس السعودية أو ما يتعلق بمصر، بحسابات المصالح القومية الإقليمية المشتركة للبلدين.
- أهالى ضحايا
- إقامة علاقات
- الاتفاق النووى
- التهديد الإيرانى
- الخارجية الأمريكية
- الدور المصرى
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس السيسى
- الرئيس المنتخب
- السياسة الخارجية
- أهالى ضحايا
- إقامة علاقات
- الاتفاق النووى
- التهديد الإيرانى
- الخارجية الأمريكية
- الدور المصرى
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس السيسى
- الرئيس المنتخب
- السياسة الخارجية