حركة "الجهاد": استقالة فياض فرصة لتشكيل حكومة توافق فلسطينية
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، ثالث أكبر الفصائل بغزة، استقالة سلام فياض من حكومة رام الله فرصة مواتية، سواء لحركة حماس أو الرئيس محمود عباس، لتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية بالتزامن مع إصرار الراعي المصري على ذلك.
ودعا الشيخ خالد البطش، القيادي البارز بحركة الجهاد، في تصريح له، الرئيس عباس إلى اعتبار استقالة فياض خطوة لتشكيل حكومة وفاق وليس تشكيل حكومة بديلة برام الله فقط، واصفا قرار فياض بالاستقالة بالحكيم. وحسب قوله، فإن "فياض يشعر بأن خريفه بدأ ولا بد من أن تتساقط أوراقه". وأضاف قائلا: "إذا كان قبول الرئيس عباس للاستقالة بداية لتشكيل حكومة توافق، فهذه إشارة قوية على المضي قدما في ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات والمرجعية الوطنية وتجاوز الانقسام، للمضي قدما في المشروع التحرري الفلسطيني من الاحتلال، وهذا ما ندعو عباس إليه". وأضاف أن "الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ينتظر استعادة الوحدة الوطنية وبناء المرجعية والبرنامج الوطني الفلسطيني، مترقبا الخطوة التالية التي سيتخذها الرئيس عباس بعد قبول استقالة فياض".
وكان الرئيس محمود عباس قبل أمس استقالة فياض، وطلب منه تسيير أعمال الحكومة إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
ومن جانبه، توقع فيصل أبوشهلا، عضو المجلس الثوري لحركة فتح بغزة، أن تكون استقالة فياض مقدمة لإنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني، وتقود الفلسطينيين إلى تشكيل حكومة توافق وطني.
ورفض أبوشهلا، في تصريح له، ما تردد من أن استقالة فياض بسبب صراع داخلي لحركة فتح أو على خلفية المصالحة، وقال إن ذلك "شأن وطني ديمقراطي"، موضحا: "جاءت الاستقالة لخلافات شديدة مع فياض حول سياسته الاقتصادية والموازنة التي أعدها لسنة 2013". وأكد أن حركة فتح والمجلس الثوري هي أعلى سلطة قيادية لفتح بعد مؤتمرها العام، وهم يؤيدون استقالة فياض، مضيفا: "فوضنا الأمر للرئيس عباس بأخذ القرار الملائم، بعدما عرضنا عليه الملاحظات وتحفظاتنا على ما تقوم به حكومة رام الله، والرئيس اتخذ القرار المناسب".
وبدورها، اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية (فصيل صغير بغزة) أن استقالة فياض تعكس هشاشة تكوين السلطة، وهي تعبير عن صراع مراكز القوى داخل السلطة، ودعت إلى محاسبة فياض على ما اقترفه بحق الاقتصاد الفلسطيني الذي كبَّله بديون كبيرة.